\r\n المنظور التاريخي ليس الجانب القوي في حياتنا، ولكن التمعن في المكان الذي توجد فيه القارة غير البعيدة، حيث نبتت الصهيونية وفيها عرف الشعب اليهودي أفظع كوارثه يثير التساؤلات: ملايين الاشخاص الذين شهدوا الحرب العالمية الثانية لا يزالون يعيشون بيننا، وها هي فرنسا والمانيا تقودان معا خطوة يعني تجسدها اوروبا واحدة تقريبا. سور برلين سقط فقط قبل اكثر بقليل من عقد، واليوم الجدال الاساس هو باي سرعة ستكون لكل القارة عملة واحدة. هذا تطور يكاد لا يكون مفهوما. \r\n \r\n كما ان الحديث يدور عن تجربة انسانية لا سابق لها. دول عليا اخرى، والولاياتالمتحدة على رأسها، على الرغم من أنها تقع على قارة وتضم ابناء قوميات مختلفة، الا انها موحدة بقوة اللغة وغير مجزأة بتاريخ دموي. ليس فيها تقريبا جدال عن الحاجة لان تكون كيانا سياسيا واحدا. اما اوروبا فتتحدث بعشرات اللغات، وتحمل معها جراحا طازجة من الحروب والصراعات. الشعوب التي تعيش فيها تتطلع الى العزلة والتعاظم، ليس أقل من ايجاد السبيل لتحقيق القوة الموحدة للقارة. هذه التجربة تحتاج الى زعامة عليا، وبحر من النية الطيبة، ليس واضحا اذا كانت ستتوفر. \r\n \r\n ولكن الآن نصف مليار نسمة يوجدون تحت دستور مشترك حتى لو لم يكن له وزن حقيقي في حياتهم، الا انه يوجههم الى مستقبل مشترك. وضمن امور اخرى لديهم وزير خارجية واحد، يفترض به ان يعبر عن صوت يكون وزنا مضادا للقوة العظمى العليا الاميركية وللقوة المتصاعدة للصين. في «1984» لجورج اورويل ثلاث دول فوق قومية تعيش حربا مستمرة، هي حاجة حيوية لوجود كل واحدة منها. \r\n \r\n اوروبا الموحدة يفترض ان تكون قوة كهذه في حرب الحضارة، الاقتصاد والمعلومات للقرن ال 21 حرب لا يطلق الناس فيها النار، الا انهم يتصارعون على موضوعات ليست اقل حسما من الاراضي الاقليمية والقوة العسكرية. منذ الكثير من السنين والادارات في اسرائيل لا تنصت الى اوروبا. فهي تعد لدينا كلاسامية ولا اسرائيلية وغير مرة ثمة لهذا المفهوم تعزيزات في الواقع. ولكن ليس أقل من ذلك، فان اسرائيل هي معقل التأييد لأميركا، واحيانا تأييد متملق وعديم التمييز. \r\n \r\n يوجد هنا موضوع مصالح الولاياتالمتحدة تعيلنا بمساعدة عسكرية ومدنية وبدعم سياسي ولكن ليس اقل من ذلك أيضا انعكاس القيم، التي تجد تعبيرها في كل زاوية من زوايا حياتنا، وعلى رأسها النصرية الفظة: النصر الاميركي من جيش شديد العظمة وحتى مكدونالدز محق لذاته. اذا كان الاميركيون على هذا القدر من القوة، فلا ريب أنهم محقون ايضا. اذا كانوا على هذا القدر من الثراء، فلا ريب ان طريقهم هو الصحيح ولا ريب انه لا حاجة للانصات الى اي شخص آخر. \r\n \r\n هذا مزاج سلبي، مع ان الاوروبيين ساهموا فيه غير قليل، الا انه يضرنا اكثر مما يضرهم. فبالذات التعدد الثقافي الاوروبي، الثقافة متعددة الالوان التي فيها لا حصر من التناقضات الداخلية، وبالاساس محاولة الايجاد في العالم لطريق اخرى غير القوة، يجب ان تتحدث الينا. اوروبا قريبة الينا، ونحن ملزمون بان نجري معها حوارا حقيقيا وان ننصت الى الاصوات الصادرة عنها، حتى لو لم يكن فيها تأييدا تلقائيا، كذاك الاميركي. واوروبا موحدة، تبحث عن اشكال حكم وتعابير اخرى مغايرة عن التعابير الاميركية، هي حاجة اسرائيلية. \r\n \r\n \r\n يديعوت احرونوت