قال اللواء عبد الحميد عمران الخبير الأمني والمحلل الاستراتيجي ل "الشرق .تي في" ان تقديم مصر لمبادرة لإنهاء العمليات العسكرية بين المقاومة والكيان الصهيوني يعد تغير مفاجئ في الموقف المصري سببه الرئيسي صمود المقاومة ونجاحها في التصدي للعدوان الصهيوني حيث كان الهدف المصري إضعاف حماس وربما إنهاء دورها . وقال أن هذا الموقف المصري مرتبط بشكل كبير بالوضع الداخلي من إنهاء دور الإخوان بمصر ، فالمعادلة واحدة ، كما أن إضعاف المقاومة من وجهة نظر النظام الحالي يستهدف إفساح المجال أمام سلطة رام والمشروعات الاستسلامية وإلغاء المشروع المقاوم ولكن الجانب المصري فوجئ بهذا الصمود فلم يكن أمامه إلا أن يتدخل ويعلن هذه المبادرة لإنقاذ نتنياهو وإسرائيل هذه المرة وليس الشعب الفلسطيني . وأضاف اللواء عمران أن المقاومة الفلسطينية فاجأت الكيان الصهيوني بتطوير قدراتها العسكرية خاصة الصواريخ بعيدة المدى والطائرات بدون طيار في ظل الحصار الخانق علي غزة وهو أمر يدعو للفخر بالفعل ويدل علي إرادة المقاومة والشعب الفلسطيني القوية والمتمسكة بالدفاع عن أرضه في مواجهة آلة القتل والبطش الصهيونية لان هذا التطوير لابد أن يكون وراءه إصرار وعزيمة وعمل شاق وعقول قادرة علي استيعاب التطورات العسكرية والتكنولوجية والاستفادة بها في تطوير السلاح المقاومة وهو ما كان بالفعل . وهاجم عمران الموقف المصري تجاه الحرب علي غزة واصفا إياه بالمخزي والمتخاذل وغير المشرف ولا يتفق مع مكانة مصر ومسئولياتها حيال حماية الدول العربية ، وهو ما قصده السيسي حين صرح منذ أسبوعين بأن الجيش المصري جاهز للاستجابة إلى طلب أي طرف عربي (مسافة السكة) .. أم أنه كان يقصد احتياج أي من النظم الحاكمة لضرب المعارضين السياسيين وهو ما أتضح في عرض مصر بمساعدة النظام الديكتاتوري الشيعي في العراقي لضرب الثورة التي يقوم بها المسلمون السنة . ورجح أن تكون مصر أعطت الضوء الأخضر لإسرائيل ، من خلال زيارة مدير المخابرات العامة لإسرائيل قبل يومين من العدوان ، للقيام بهجومها بغرض كسر شوكة حماس التي هي أحد روافد الإخوان المسلمين وهو ما تعهد النظام الحاكم بالقضاء عليهم واستئصالهم من مصر مشيرا إلي أن أي إضعاف لقوة حماس سيكون ضارا بمصر ويعرض الأمن القومي المصري لتهديد حقيقى فيما لو فكرت إسرائيل باجتياز الحدود واقتطاع جزء من سيناء . وحول دور وزراء الخارجية العرب بعد اجتماعهم بالجامعة العربية لبحث الوضع في غزة ، قال : "كل هذا هراء ولا يجدي نفعا وهذا ما تعودنا عليه من الجامعة العربية والحكومات العربية اجتماع بيان شجب إدانة وينتهي الأمر ولا جديد " ، مشيرا لأن الإرادة العربية والشعوب لم تتحرر بعد من الأنظمة الفاسدة والديكتاتورية . وأكد الخبير العسكري المصري علي صعوبة كسر إرادة المقاومة الفلسطينية من جانب الكيان الصهيوني مهما بلغت قوته العسكرية مشيرا إلي ما جري في مرات سابقة عديدة من قتل ودمار من آلة الحرب الصهيونية ثم تعود المقاومة أكثر مما سبق ولعل هذه المرة هي الأكثر وضوحا ، داعيا مصر والعالم العربي والمجتمع الدولي إلي دعم الفلسطينيين ومساعدتهم علي نيل حقوقهم والضغط علي الكيان الصهيوني للقبول بالمعاهدات والاتفاقيات والمواثيق الدولية التي تنص علي حق الشعوب في تقرير مصيره .