قام جيش الاحتلال الصهيوني الليلة الماضية باعتقال جميع أسرى حركة حماس الذين تم الإفراج عنهم ضمن صفقة تبادل الأسرى التي عرفت بصفقة (وفاء الأحرار) أو صفقة شاليط. وتأتي حملة الاعتقالات الصهيونية في الوقت الذي أبدت فيه سلطة محمود عباس استعدادها التام لمواصلة التعاون والتنسيق الأمني مع جيش الاحتلال. وذكرت صحيفة "معاريف" في عدد الأربعاء، أن الخطوة الصهيونية جاءت في إطار العقوبات التي تفرضها تل أبيب على حركة حماس، علاوة على محاولة توظيف نتائج التحقيق مع المعتقلين في الحصول على معلومات استخبارية يمكن أن تساعد في حل لغز عملية خطف المستوطنين الثلاثة. تزامنًا مع حملة الاعتقالات في صفوف حماس، كشفت القناة الثانية الإسرائيلية النقاب عن أن جيش الاحتلال ألقى القبض أيضا الليلة الماضية على عدد من عناصر الأجهزة العسكرية التابعة لحركة "فتح"، الذين لا يلتزمون بتعليمات رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، وتركزت اعتقالات فتح على مخيم "بلاطة" قرب مدينة نابلس. كما ذكرت القناة الأولى الليلة أن السلطة الفلسطينية التزمت بتوفير الظروف الميدانية التي تسمح لجيش الاحتلال بتنفيذ حملته ضد حركة حماس. من جهته ذكر المعلق العسكري في القناة أمير بارشالوم أن أجهزة السلطة تمنع تنظيم المظاهرات والاحتجاجات بمنطقة الخليل، حتى تتم عمليات جيش الاحتلال بنجاح، مشيرا إلى أن تل أبيب تحاول لفت الأنظار بعيدا عن التعاون الأمني لأجهزة السلطة، تجنبا لزيادة الاحتجاج الشعبي الفلسطيني ضد عباس. موقف حركة حماس من جانبها أعلنت "حماس" رفضها لتهديد الاحتلال الصهيوني بإبعاد قيادات فلسطينية، وقيامه باعتقال الأسرى المحررين بصفقة "وفاء الأحرار"، واستمرار حملته المسعورة في اعتقال قيادات ورموز وأبناء الشعب الفلسطيني بالضفة الغربيةالمحتلة لليوم الخامس على التوالي. وقالت الحركة في بيان صادر عن مكتبها الإعلامي: "إنَّنا في حركة حماس ومعنا جماهير شعبنا الفلسطيني نرفض بشكل قاطع ما يخطّط له العدو الصهيوني من إبعاد قيادات شعبنا ورموزه، ونعدّه جريمة حرب وتجاوزاً لكل الخطوط الحمر التي لا يمكن السكوت عنها، وسيكون لها تداعيات خطيرة لا حدود لها، ونحذّر الاحتلال من الإقدام على ذلك". وأضاف البيان: "إنَّ شعبنا وقياداته ورموزه الذين أفشلوا جريمة الإبعاد إلى مرج الزهور على حدود لبنان، فإنَّهم قادرون اليوم – بحول الله - على إفشال أيّ جريمة إبعاد، وسوف يتكرر مرج الزهور من جديد في أي مكان يحاول العدو ارتكاب جريمة الإبعاد إليه.. وسيصنع أبطالنا التحدي والانتصار". واعتبرت أن إقدام الاحتلال على اعتقال الأسرى المحرّرين في صفقة "وفاء الأحرار" يعدُّ انتهاكاً وخرقاً فاضحاً لكل الأعراف والمواثيق، وإنَّ هذا الانتهاك ليضع المجتمع الدولي والأطراف المعنية بصفقة وفاء الأحرار أمام مسؤوليةٍ واختبارٍ حقيقيٍّ لوضع حدٍّ لتجرّؤ الاحتلال على نكث العهود واعتقال الأسرى المحرّرين. وحذّرت الحركة الاحتلال الصهيوني "من مغبّة عدوانه السافر والمستمر ضد قيادات شعبنا ورموزه الوطنية وأسراه الأحرار وأبنائه"، وقالت "نحمّله المسؤولية الكاملة عن حياتهم وسلامتهم، ونؤكّد على أنّ هذا التصعيد ما هو إلاّ محاولة يائسة تكشف تخبّطه وذعره من أيّ مقاومة أو صمود فلسطيني، وندعو جماهير شعبنا الفلسطيني إلى مواصلة تحدّيهم للاحتلال، كما ندعو الفصائل والقوى الفلسطينية إلى التكاتف صفاً واحداً في مواجهة التصعيد الإجرامي ضد شعبنا الفلسطيني في الضفة الغربيةالمحتلة". الموقف من سلطة عباس ,وفيما يخص موقف المقاومة من السلوكيات السياسية لسلطة عباس، دعا الناطق باسم الحركة سامي أبوزهري قيادة السلطة الفلسطينية إلى اتخاذ إجراءات حقيقية في مواجهة الجرائم الصهيونية بدلاً من الاستمرار في سياسة التنسيق الأمني، وأدان قرار الاحتلال الصهيوني القاضي بإغلاق قناة الأقصى الفضائية ومنع عملها في الضفة المحتلة. وكان رئيس السلطة محمود عباس أكد خلال كلمة له في اجتماع وزراء الخارجية العرب اليوم الأربعاء، على التزامه بالتنسيق الأمني مع الكيان الصهيوني باعتباره مصلحة للسلطة، في وقت تقوم فيه أجهزته الأمنية بالعمل المكثف لمساعدة القوات الصهيونية في البحث عن الجنود المختفين وفق روايات متواترة لأهالي الضفة المحتلة.