فيما يبدو أول رد فعل علي الانفتاح الأمريكي تجاه السلطة الحالية في مصر ، انتقدت صحيفة واشنطن بوست اليوم الخميس ما قالت أنه "صمت واشنطن على نظام السيسي في مصر"، والذي وصفته بأنه "الأكثر قمعا في مصر منذ نصف قرن" ، واتهمت إدارة أوباما بأنها تنشر الفوضي في مصر من خلال دعمها لسلطة الانقلاب . واشنطن بوست قالت في تقرير في افتتاحيتها بعنوان : U.S. is abetting chaos in Egypt أو (أمريكا تحرض علي الفوضي في مصر) اليوم أول مايو 2014 أن : "نظام السيسي مصيره الفشل، وبدعم أميركا له وصمتها عليه فهي تساعد الفوضى في مصر" . ساعدونا كي نساعدكم الصحيفة التي تعد الأكثر جرأة في مهاجمة انقلاب مصر - ما دعا إعلام الانقلاب في مصر للزعم أن قطر أشترتها وتهاجم منها مصر - أشارت إلى تصريحات وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، عندما قال إن جنرالات مصر مطالبون "بمساعدتنا كي نساعدهم" ، وقالت : إن نظام السيسي "فعل العكس حيث دفع قدما باتجاه معاقبة وقمع المعارضة السياسية وتحضير قانون لمكافحة الإرهاب يجرم بشكل واقعي كل المعارضين للحكومة " . واتهمت الصحيفة إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما بأنها "تقوم بنشر الفوضى في مصر، من خلال دعمها لنظام الجنرال عبد الفتاح السيسي الذي يحاول سحق المعارضة بمن فيها العلمانية" ، وقالت : إن "حكومة الجنرالات في مصر لم تستجب لنداءات ومناشدات إدارة أوباما بأن تقوم باتخاذ أدنى الإجراءات التي تساعد حكومة أوباما على استئناف المساعدات لمصر، وتشمل هذه الإجراءات الإفراج عن الصحافيين الأجانب والناشطين الداعين للديمقراطية" . إذعان لحكومة الجنرالات ووصف واشنطن بوست استجابة الحكومة الأمريكية لطب النظام الحالي في مصر إعادة العلاقات بصورة طبيعية وعدم نقدها تصرفات النظام الحاكم في مصر بقولها أن ما جري من إدارة أوباما كان "الإذعان" لما تقوم بممارسته حكومة الجنرالات، بل وأكثر من هذا "قامت في الإسبوع الماضي بشحن 10 مروحيات أباتشي للقاهرة كانت قد علقت إرسالها العام الماضي، متخلية عن موقفها من أن شحن الأسلحة المتقدمة لمصر مرتبط بتقدم مصر تجاه حكومة تشمل الجميع ومنتخبة ومدنية" ، بل ويفكر الكونجرس في تقديم 650 مليون دولار من المساعدة السنوية لمصر وهي 1.5 مليار دولار . وضربت أمثلة علي هذا (الإذعان) بقولها : "لم يعد جون كيري يدعي كما فعل بعد (انقلاب) يوليو أن نظام السيسي يقوم بإعادة الديمقراطية لمصر، لكنه يناقش مطالب الإدارة بمواصلة دعم بعض المصالح الأمنية الأمريكية في مصر، بما في ذلك حماية أمن قناة السويس ومواجهة الجماعات المتشددة التابعة للقاعدة في صحراء سيناء " ، ولهذا السبب أرسلت طائرات أباتشي؛ فالجيش المصري اعتمد كثيرا على 35 مروحية أمريكية الصنع، يملكها في حربه على المتشددين في سيناء ، بحسب الصحيفة . وأشارت الصحيفة الأمريكية الي أن المعارضة الوحيدة لما يفعله الجنرالات في مصر جاءت من قبل الحزبين الديمقراطي والجمهوري في الكونغرس ، فقد أعلن باتريك ليهي (ديمقراطي - فيرمونت) ورئيس لجنة فرعية تنظر في الدعم الأجنبي، أنه علق المساعدات لمصر وكذا النائب ليندزي غراهام ( النائب الجمهوري - ساوث كارولينا) الذي أعرب عن رفضه للمساعدات لمصر، وكانا محقين في موقفهما ، بحسب الصحيفة. القبضة الحديدية تضر ولا تنفع وقالت واشنطن بوست أن مقتل 350 جنديا ورجل أمن علي يد المسلحين منذ يوليو 2013 ، لا يعني أن سياسة القبضة الحديدية التي يمارسها النظام سوف تفيده فهي "تضر ولا تنفع" ، حيث أظهرت تقارير متفرقة أن أعدادا من المدنيين قتلوا ودمرت بيوتهم في هجمات شنها الجيش المصري مستخدما طائرات الأباتشي، وتظل الحقيقة غائبة "لأن الجيش المصري يمنع الصحافيين من الحديث عن الأضرار التي تحدث بسبب عملياته ومن يتجرأ يتم اعتقاله" . وأشادت بما قاله الباحث ديفيد شينكر بمعهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى في دراسة سابقة عن تسليم طائرات الابتشي لمصر ، وقوله أن "شحن مروحيات إضافية للجيش المصري قد تزيد من أعداد القتلى بين الإرهابيين ولكنها تزيد في الوقت نفسه الدعم بين أهل سيناء لتنظيم القاعدة" غضبا مما يفعله الجيش بالأهالي الأبرياء أيضا . وشددت واشنطن بوست علي أن : "محاولة النظام لسحق كل المعارضة بما فيها العلمانية والسلمية مكتوب عليها الفشل، وما تفعله الولاياتالمتحدة من خلالها دعمها لحكومة الجنرالات ليس سوي تشجيع الفوضى " ، وأشارت إلى ما قاله النائب ليهي أنه سيعلق المعونات "حتى يكون لدينا فهم أحسن حول الطريقة التي سيتم فيها استخدام المساعدة ونرى أدلة مقنعة من أن الحكومة ملتزمة بحكم القانون" ، معتبره أن هذا هو الاختبار المناسب . http://www.washingtonpost.com/opinions/us-is-stoking-the-chaos-in-egypt/...