اهتمت الصحف الأمريكية بما أعلنه وزير الدفاع الأمريكي من استئناف تصدير 10 طائرات هليكوبتر أباتشي لمصر لمعاونتها في مواجهة ما أسماه "الإرهاب" وحماية حدود إسرائيل في سيناء ، وشدد علي أن القرار لا علاقة له بالمسار الديمقراطي أو الانقلاب الذي تدعمه الإدارة الأمريكية ضد الإخوان المسلمين ، ولكن الهدف هو حماية أمن اسرائيل والتزام مصر بحماية حدود إسرائيل من سيناء بهذه الطائرات كما هو منصوص عليه في معاهدة كامب ديفيد . وشدد موقع "فوكس نيوز" الليبرالي الأمريكي الموالي لليمين المسيحي علي أن الإدارة الأمريكية وافقت على استئناف المساعدات العسكرية لمصر "ليس لالتزام السلطات الحالية فيها بالمسار الديمقراطي في الحكم، بل لتعهدها بالحفاظ على أمن "إسرائيل" مهما كلف الأمر" ، مؤكدا "أن الولاياتالمتحدة لم تكن أصلا تلقي بالا للخيار الديمقراطي في مصر." وحرصت الصحف الغربية علي ترديد ما قاله وزير الدفاع تشاك هاجل لنظيره المصري وهو يبلغه قرار رفع تعليق تسليم 10 طائرات أباتشي من أنها : "ستعزز عمليات مصر لمكافحة الارهاب في شبه جزيرة سيناء" و"ستساعد الحكومة المصرية في التصدي للمتطرفين الذين يهددون الأمن الأمريكي والمصري والإسرائيلي" . كما حرصت علي نقل ما قاله وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في الكونجرس لتبرير الافراج عن هذه الطائرات لمصر من : "أن مصر أوفت بالمعايير الرئيسية التي تسمح لواشنطن بالإفراج عن بعض المساعدات التي جرى تعليقها العام الماضي .. وهي"وفاء مصر بالتزاماتها بمقتضى معاهدة السلام المصرية " . الأباتشي لضرب سيناء وغزة وكان تقرير ل "معهد واشنطن لدراسات الشرق الادني" الموالي للوبي الصهيوني (إيباك) قد نشر تقرير عن تسليم تلك الطائرات لمصر في 16 يناير الماضي 2014 أكد فيه أن : "تسليم المزيد من طائرات الهليوكوبتر ربما يفيد في الحملة ضد المقاتلين الذين مقرهم في سيناء. وتستخدم مصر طائرات الأباتشي الحالية المزودة بصواريخ هيلفاير، باعتبارها المنصة المفضلة في شبه الجزيرة " . وقال أنه - وفقاً لروايات الجيش المصري - قتلت هذه المروحيات 184 مسلحاً حتى الشهر يناير 2014 ، وأن مصر قد حصلت على خمس وثلاثين من هذه الطائرات من الولاياتالمتحدة منذ عام 1995، ودفعت 164 مليون دولار من "التمويل العسكري الخارجي" مقابل الطائرات العشر التي جرى تعليق استلامها، أو ما يقرب من ثمن الشراء بالكامل البالغ 171 مليون دولار . وأضاف : "تمثل تلك الطائرات العشر الأخيرة أهمية في ضوء عدم وضوح العدد الصالح للتشغيل من بين الطائرات الخمس والثلاثين الأولية، وفي ضوء ما تشتهر به مصر من ضعف الصيانة وقدرات الاستدامة - ناهيك عن مهارات طياريها التي تحيط بهم الشكوك - ربما يكون العديد من المروحيات خارج الخدمة. ورغم عدم ورود أي تقارير عن تحطم أي طائرات أباتشي خلال العمليات الأخيرة في سيناء، إلا أن طائرتين نفاثتين - من بينهما واحدة من طراز إف 16 - تحطمتا أثناء التدريبات خلال الشهور الأربعة الماضية وحدها " بحسب ما قال التقرير الأمريكي . وكانت النائبة كاي جرانجر، رئيسة اللجنة الفرعية للمخصصات بمجلس النواب بالكونغرس الأمريكي والمشرفة على المساعدات الخارجية، قد ذكرت في تبرير تسليم هذه الطائرات لمصر : "أنها تمر بوقت حرج ويجب دعمها من أجل مواجهة التحديات الأمنية"، وقالت كذلك أن "مصر اليوم تواصل عملية الانتقال الديمقراطي، وتسعى من أجل نقل السلطة إلى حكومة ديمقراطية جديدة، وكل ذلك يستدعي أن تتعاون الولاياتالمتحدة مع الحكومة المصرية وأن تدعم الشعب المصري " ، بحسب قولها . واجتمع كلا من وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ورئيس المخابرات المصري محمد فريد التهامي في واشنطن أمس الأربعاء في لقاء مغلق وسري، لبحث عودة المساعدات العسكرية إلى مصر بالكامل "لمواجهة التهديدات"، ومناقشة التزام مصر باتفاقية "كامب ديفيد" على وجه الخصوص ، حسبما قيل . ولا تزال واشنطن تعلق جزء من المساعدات العسكرية ، كما تعلق تسليم دبابات وطائرات أف 16 لمصر .