مسألة أرسلها أحدهم لموقع «أنا السلفى» فتصدى لها الدكتور ياسر برهامي بالفتوى.. ليلتقطها صحفي ويضعها في خبر وبعنوان مثير للجدل.. لتُفتح أبواب جنهم مجدداً على نائب رئيس الدعوة السلفية والحاكم بأمره في حزب النور. وجاءت المسألة التي أرسلها السائل لبرهامي لبيان حكم وجوب دفاع الإنسان عن عرضه إذا علم أنه مقتول لا محالة، فهل يتدخل لحفظ عرض زوجته وأهل بيته أن يسقط عنه الوجوب دفاعاً عن النفس؟ وذكرت موقع صحيفة الوطن - التي أثارت الموضوع - أن برهامي أجاب نصاً بقوله الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛ فالنقل الذي اعتمدتُه في الإجابة المذكورة هو كلام الإمام العز بن عبدالسلام -رحمه الله- في كتابه (قواعد الأحكام في مصالح الأنام)، وهو إنما ذكر وجوب تقديم المال لحفظ النفس، ولم يتعرض لمسألة العرض، ولكن مقتضى كلامه ذلك أيضًا؛ ولكن انتبه أن هذا الأمر إنما هو في حالة واحدة، وهي العلم بقتله وأن تغتصب، وأما مع احتمال الدفع؛ فقد وجب الدفع بلا خلاف". وتابع قائلاً: "هو في هذه الحالة مكره، وسقط عنه الوجوب على مقتضى كلام العز بن عبدالسلام -رحمه الله- وغيره، ولكن نعيد التنبيه أنه مع احتمال الدفع يجب الدفع، مع أن صورتك في السؤال صورة ذهنية مجردة؛ إذ كيف يكون غرضهم اغتصابها ثم إذا قتلوه لم يغتصبوها؟". وأثارت هذه الفتوى موجة غضب شديد لدى متابعي مواقع التواصل الاجتماعي، واعتبروها استكمالاً للتصريحات الأخيرة لنادر بكار مساعد رئيس الحزب لشئون الإعلام، في معرض تعليقه على قضية مدرب الكاراتيه بنادي بلدية المحلة، والتي ذكر فيها - كذباً - على الرسول الكريم حديثاً قبل أن يتعرض لموجة من الهجوم من قبل المشايخ والعلماء ليخرج بعدها معتذراً قائلاً إنه لم يكون يقصد وأن الأحاديث اختلطت عليه! ورغم أن رد برهامي كان في حدود الفتوى المرسلة وأنه أخذها بمقتضى ما جاء في آراء العالم العز بن عبدالسلام فيما يتعلق بتقديم المال لحفظ النفس، فإن طريقة تناول الصحيفة للخبر ونشره بهذا الشكل فتح مجالاً للتساؤل حول ما إذا كان الانقلاب نفسه بدأ يلفظ أولاده - حيث أن صحيفة الوطن من أكثر الصحف المؤيدة والناطقة باسم الانقلاب - أم أن الأمر لا يعدو أكثر من سقطة جديدة لحزب النور والذي اعتبره مراقبون أنه كان يمثل «الرقم الصعب» في تمرير الانقلاب. من جانبه اعتبر الداعية السلفي محمد الأباصيري أن فتوى برهامي دعوة صريحة للدياثة وتبرير الزنا، على حد قوله، مشيراً إلى أن هذا الكلام لا يتصور أن يتفوه به مسلم يعرف شيئاً عن دينه، معتبراً أن الفتوة دعوة للتفريط في العرض. وأكد الدكتور حامد أبو طالب عضو مجمع البحوث الإسلامية أنه لا يجوز للرجل ترك زوجته للمعتدين للنجاة بنفسه حيث أن في ذلك مذلة ومهانة لا يقبلها الإسلام. المثير في الأمر أن برهامي حاول الدفاع عن فتواه بالقول إن هناك تشويهاً متعمداً لفتواه مشدداً على وجوب الدفاع عن العرض حال احتمال الدفاع، أما إذا كانت الحالة أن الزوج سيقتل وامرأته ستغتصب، فلا يجب عليه الدفاع في هذه الحالة، لأن تخفيف أحد المصيبتين أولى!