"مصائب قوم عند قوم فوائد".. فبعدما أكد وزير الكهرباء في حكومة الانقلاب الثانية المهندس محمد شاكر أن أزمة الكهرباء ستنتهي في عام 2018 ، إي بعد أربع سنوات من الآن ، واستمرت عمليات قطع الكهرباء عن المصريين بمعدل 1-4 ساعات يوميا بحسب المناطق الجغرافية ، لاقت أسواق بيع السلع الكهربائية التي تعوض نقص الكهرباء رواجا غير معهود خاصة تلك القادمة من الصين . حيث انتعشت تجارة كشافات الإضاءة والمراوح الهوائية التي تعمل بالشاحن دون كهرباء ، مع اقتراب فصل الصيف الحار ، وتجارة شواحن الهواتف المتنقلة بالحجارة التي أصبحت التجارة المفضلة للكثير من الشباب المصري علي قارعة الطريق ، كما نشطت تجارة شواحن السيارات والمولدات الكهربائية والشموع وفلاشات الانترنت وغيرها من المستلزمات التي يستعيض بها المواطنين عن التيار الكهربائي . بل وأعلن تجار بويات ودهانات منزلية عن توافر أنواع من الدهانات المضيئة في المنازل بدلا من الظلام الدامس . ففي المناطق الشعبية زاد الإقبال على شراء وتخزين الشموع وانتعشت تجارتها بمنطقة درب البربرة بالقاهرة لتجارة الجملة والتي أصبحت مزدحمة بالتجار الراغبين في شراء شموع الإضاءة لتخزينها مع دخول فصل الصيف الذي تتزايد فيه حالات قطع التيار الكهربائي . كما زاد الإقبال على شراء شموع الزينة ذات الرائحة المميزة بأنواع العطور المختلفة والتي كانت تستخدم لأغراض الزينة للروائح المضافة لها إما بغرض إضفاء رائحة طيبة للمكان أو لطرد الحشرات الطائرة ، إلا أنها أصبح الهدف الأساسي منها هو الإضاءة أثناء انقطعا التيار الكهربائي ورغم أنه مرتفع الثمن عن المنتجات التقليدية إلا أنه يشهد طلبا متزايدا خلال الفترة الحالية . وتداول نشطاء موقع التواصل الاجتماعي طرق مختلفة لعمل الشمع فى المنزل أو طريقة لإطالة عمر الشمعة وطرق بدائية لصناعة شمع يظل مشتعلا لفترات طويلة ، وسخر بعضهم من العودة الي عصر "اللمبة الجاز" وهي مصباح يضاء بفتيل مبلل بالكيروسين كان مشهورا في مصر خلال الأربعينات والخمسينات من القرن الماضي . إقبال علي كشافات الاضاءة ويقول "سيد عبده" - صاحب محل لبيع الأدوات الكهربائية بمنطقة مصر القديمة : إن الإقبال زاد بصورة غير طبيعة على شراء كشافات الإنارة – الكشافات الضوئية - التي تعمل بنظام الشحن واللمبة الكشاف التي تؤدي نفس وظيفة الكشاف والتي توضع مكان اللمبة العادية للشحن طول فترة وصول التيار الكهربائي وتعمل تلقائيا عند فصل التيار . وأوضح ل"الشرق" أن أسعار الكشافات الضوئية – بالشحن- ارتفعت منذ إعلان الحكومة عجزها عن حل أزمة انقطاع الكهرباء وقال مازحا "مش هقدر أدعي على السيسي عشان قطع النور .. هو فتح لنا باب رزق .. بس بردوا ربنا ينتقم منه قال انتوا نور عنينا واهو خد النور كله بعنيه" . وأشار البائع "عبده" إلى أن معدل بيع الكشافات الضوئية ارتفع عن العام الماضي وقبل الماضي بنسبة 500% قائلا "كان من النادر أن يشتري أحد الكشافات ولكن الان لا يوجد منزل في مصر ليس به كشاف بالشحن الذاتي" . وقال محمود شعبان – صاحب محل بيع أجهزة كمبيوتر- إن الإقبال زاد على شراء أجهزة اللاب توب بدلا من أجهزة الكمبيوتر العادية نظرا لإمكانية شحنه والعمل عليه لساعات أطول دون الحاجة لتوصيله بالتيار الكهربائي ، وأوضح ل"الشرق" أن أغلب الشركات التي يتعامل معها قامت باستبدال الأجهزة العادية بأجهزة لاب توب لموظفيها حتى لا يتعطلون فى أداء وظائفهم قائلا "شكلنا داخلين على أيام مظلمة " . وأشار إلى أن زبائنه أيضا بدأوا يقبلون على شراء شواحن موبيلات السيارات والتي يمكن من خلالها شحن هواتفهم المحمولة وأجهزة اللاب توب لافتا إلى أن هذه السلع كانت من الرفاهيات إلا أنها أصبحت اليوم أساسية وزاد الطلب عليها بصورة غير طبيعية فى ظل الظلام الذي أعلن عنه وزير الكهرباء . وقال أحمد أمين – صاحب محل موبيلات - إن أغلب زبائنه أوصوه بشراء البطاريات المحمولة التي تشبه بطارية الموبايل العادية ولمن بها سلك يتم توصيله فى الكهرباء لشحنها خلال فترة وجود التيار وتقوم بشحن الموبيل من خلال كابل يوصل بالهاتف. وأكد أن أكثر ما لاقى إقبال فى البيع منذ إعلان حكومة محلب عن عدم قدرتها على حل أزمة الكهرباء وتبادل الاتهامات بين الوزارات هو بطاريات الموبيل القابلة للشحن ، وفلاشات الانترنت USB الذي يتجه لشرائه أغلب الشباب وأصحاب الأعمال حاليا من شركات تقديم خدمات الانترنت . إقبال علي المرواح المشحونة والمولدات وفى شارع عبد العزيز – أشهر شارع لبيع السلع الكهربائية بالقاهرة - أوضح البائع "إيهاب على" أن هناك إقبال علي شراء مراوح هوائية تعمل بالبطاريات في حالة انقطاع الكهرباء صيفا مشيرا إلى أن الإقبال على صيانة المتكيفات التي تعمل بالكهرباء هذا العام انخفض عن الأعوام السابقة . وقال عاملون في سوق المولدات الكهربائية إن الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي ساهم في زيادة الطلب على مولدات الكهرباء بنسبة كبيرة، مؤكدين أنها أصبحت تجارة رائجة خلال وقت قصير وأن كثير من المحال الكبري أصبح وجود مولدات الكهرباء بالنسبة لها أمر ضروري . وقال أحد مديرين سلسلة محلات كبيرة – رفض ذكر اسمها- أنه لجأ لشراء مولدات كهربائية لسلسة محلاته مما كلفه ألاف الجنيهات وهو ما أثر على أرباح هذا العام بصورة كبيرة موضحا أنه يخسر ألاف الجنيهات بسبب انقطاع الكهرباء لأن نظام المحاسبة فى سلسلة المحلات يتوقف تمام عند انقطاع التيار مما اضطره للبحث عن حل بديل رغم ارتفاع تكلفته .