الروس لا يريدون أن يكونوا البطن الرخو أمام وضع يعتبرونه مصيرياً يهدد أمنهم خاصة في بلد يرونه جزءاً من هويتهم الثقافية والتاريخية، وأي تردد في هذه الحالة سيضعهم أمام مرمى القوة الأطلسية إذا ما أصبحت أوكرانيا جزءاً من الاتحاد الأوروبي، ولذلك برزت القرم ليتم إعادة الفرع إلى الأصل كما كان مصطلح صدام حسين مع الكويت، وهذه الجزيرة التي يعسكر فيها الأسطول الروسي منذ زمن القياصرة، في البحر الأسود هي القاعدة الوحيدة في المياه الدافئة، وانتزاعها من أوكرانيا هو جزء من ضغط صعب ومعقد عليهم، لكن ماذا سيقدم الغرب من بديل مالي وعسكري، وضغط سياسي على روسيا؟ المناورة العسكرية التي تؤدي إلى حرب مستبعدة تماماً لأن الأمريكان احتلوا العراق، ولعبت قوة الأطلسي في ليبيا الدور الأساسي في نهاية حكم القذافي وهما في تلك المرحلة حليفان بحدود معينة مع روسيا، ولم تحرك ساكناً إلاّ احتجاجات إعلامية لم تغير من المعادلات على الأرض أي شيء..نفس الأمر سيحدث مع أوكرانيا، فالغرب سيناور في حدود ما يبرئ ذمته من المساءلة، وتبقى العمليات الاقتصادية كإجراءات تتخذ طابع المواجهة الناعمة، والمجال مفتوح وكلّ لديه سلاح المقاومة والضغط، إلاّ أن هناك رؤية أخرى تتحدث عن مفاجأة يطلقها الغرب لإرباك روسيا سواء داخل جمهورياتها شبه المضطربة والحانقة أو محيطها الجغرافي، لكن هذه الصورة فشلت في الشيشان، والأمور لا تُحكم بتبسيط الواقع غير أن تحريك موقع ما لصالح أي طرف روسي أو غربي لم يعد بتلك المساحات التي توفرت في الماضي، لكن بروز الخلافات على هذه المستويات قد يربط بأن هناك دورة جديدة في التنافس بدأت تتصاعد، وقد تقود إلى المجهول في قادم الأيام. لقراءة هذا المقال كاملا اضعط هنا