تعلمنا من تاريخنا الحديث أنه لا خروج من النفق إلا بتغيير ثقافة «انتظار المنقذ»، لأن فى دولة مثل مصر المنقذ قصير النفس/ يسير بعكازات/ وهذه حقيقة يكشفها تأمل بسيط لفشل 60 سنة تراجعت مصر على كل المستويات من التعليم إلى الصحة إلى الثقافة والفنون وحتى الاقتصاد، ووصولا إلى قدرة الفرد العادى على الحلم بتوسيع أفق حياته. كما تعلمنا من الخروج المدهش للجميع فى 25 يناير 2011 أن المنقذ ليس أبا أو سوبرمانا، ولكنها تلك القوة الحية من المجتمع التى شعرت بالغضب لأننا نستحق دولة أفضل/ وحياة أجمل/ لم يكن هدف الخروج فى يناير مجرد إسقاط رئيس من فرط استهتاره خطط لتوريث السلطة لابنه حفاظا على مصالح العصابة التى نسمع أصواتها القبيحة الآن عاليا.. بمصاحبة أزيز فرق المرتزقة وهى تنشر سمومها دفاعا عن استمرار اليأس والخوف. لا نحتاج إلى بطل ولكننا نحتاج إلى نظام ديمقراطى/ لا يحكم بالسلطوية التى تختصر البلد كلها فى السلطة/ وتمارس وصايتها العرجاء على المجتمع كله. مصر ليست مزرعة أو معسكرا.. نساق كل صباح كالقطيع لنخدم مصالح «الحبايب والمحاسيب» الذين ينتقيهم الجالس على الكرسى بعد أن منحناه تفويضا/ مبايعة بالحكم لأنه بطل... أو أب أو منقذ. وفى الدول المحترمة الرئيس ليس منقذا/ ولا مخلصا/ ولا ساحرا/ إنه مدير للسلطات/ لديه مهمة/ وظيفة يؤديها بعد اقتناع جمهور الصناديق برؤيته/ وإذا نجح فسيمنح فرصة أخرى.. أما إذا فشل فسيغادر إلى حيث يكمل حياته بعيدا عن السلطة. لكن أن يكون الحاكم قدرا/ أو قادما من عالم الاستثناء/ فهذه دول تقاد إلى كوارث مثل ألمانيا النازية وإيطاليا الفاشية/ أو إلى الفشل/ مثل ليبيا والصومال. لماذا تبدو البغبغاوات نشيطة فى نشر الهستيريا... التى تصيبنا بالعمى والخرس والشلل؟ لماذا تريدون الصناديق صك إذعان للسلطوية كما فعل الإخوان/ عندما عطلوا بالصناديق بناء نظام ديمقراطى؟ إسقاط الإخوان لم تكن عملية استبدال «سلطوية» ب«سلطوية» أو «صناديق» ب«صناديق».. ولكن من أجل استكمال البنية التحتية للديمقراطية... أو إزالة طبقات العفن الممتد فى الدولة وتكاد أن تلتهم أحلامنا فى حياة.. ليست كالفئران فى مصيدة الضباع اليائسة. أيتها الضباع المتجولة فى الشاشات والشوارع... أنتم عابرون... فى لحظة لا يمكن أن تستمر بكل ما تبثونه من سموم قاتلة. لقراءة هذا المقال كاملا اضعط هنا