في 18 سبتمبر من العام المقبل، من المرتقب أن تجري اسكتلندا استفتاء حول استقلال (جزئي) عن المملكة المتحدة. وعلى ما يبدو، فإن إقليماً أوروبياً آخر يطمح إلى أن يصبح دولة سيحذو حذوها بعيد بضعة أسابيع فقط. ذلك أن الأحزاب الانفصالية في منطقة كاتولونيا الإسبانية حددت التاسع من نوفمبر من العام القادم تاريخاً لاستفتاء اقتُرح الأسبوع الماضي وتم الاتفاق على صياغته الحرفية، غير أن الحكومة الإسبانية سرعان ما قامت بصب الماء البارد على المخطط. وقال رئيس حكومة إقليم كاتالونيا «آرثر ماس» قال إن الاستفتاء، الذي تقول الحكومة الإسبانية سيكون غير دستوري، سيطرح سؤالين اثنين هما: «هل ترغب في أن تصبح كاتالونيا دولة؟» و«هل ترغب في أن تصبح هذه الدولة مستقلة؟». ومن المتوقع أن يمضي الجانبان العام المقبل في الجدل حول ما إن كان التصويت قانونياً أم لا، وإن كان من غير الواضح ما إنْ كان ذلك يعني أن مدريد ستقوم بمنعه. وفي هذا الإطار، قال ناشط مؤيد للاستقلال على نحو «ميلودرامي» بعض الشيء: «إذا قامت الدبابات الإسبانية بالدخول إلى برشلونة، مثلما فعلت عام 1939، فإنه لن يكون ثمة ما يكفي من الدبابات لاستعمالها لهذا الغرض». ويذكر هنا أن «كاتالونيا» تتمتع أصلاً بقدر كبير من الحكم الذاتي السياسي، غير أن الكثيرين يعتقدون أن الضرائب التي تقوم الحكومة المركزية بجبايتها لا يتم توزيعها بشكل مناسب، ولا تستفيد منها المنطقة كما ينبغي. وبناء عليه، فإن سعي كاتالونيا إلى أن تصبح دولة قد يحظى بدعم أكبر من قبل السكان مقارنة مع اسكتلندا؛ حيث تشير استطلاعات الرأي إلى أن أكثر من نصف الناخبين هناك يؤيدون الاستقلال. ويبدو أن الأزمة المالية الأوروبية لم تعمل إلا على تعميق الشعور القومي في المنطقة، وذلك على الرغم من أن الحكومة اضطرت لتطلب من مدريد حزمة إنقاذ مالي بقيمة 6٫3 مليار دولار العام الماضي. وفي هذه الأثناء، يتعرض «ماس» لضغط قوي من قبل كل من مدريد والأحزاب الأكثر تشدداً وتأييداً للاستقلال، التي حصلت على الدعم الشعبي في الانتخابات الأخيرة. وبالطبع فإذا تم إجراء الاستفتاء، وفاز الموقف المؤيد للاستقلال، فإن ذلك سيفيد الأحزاب القومية. غير أنه يبدو أيضاً أن الشعور القومي سيزداد ويتنامى أكثر في حال قامت مدريد بمنع إجراء الاستفتاء، وذلك خلافاً لاسكتلندا، التي من شبه المؤكد أن الاستفتاء فيها سيمضي قدماً، والذي يبدو - في الوقت الراهن - أنه سينتهي إلى الفشل على الأرجح. نوع المقال: الاتحاد الاوربى-شمال اسيا