لا عجب في أن تستغل الولاياتالمتحدة، الراعية لمفاوضات قيادة منظمة التحرير العقيمة والمدمرة مع "إسرائيل"، التحولات العاصفة، بل التاريخية، الجارية في الوطن العربي، وفي المنطقة عموماً، لانتزاع اعتراف رسمي فلسطيني ب"إسرائيل" "دولة للشعب اليهودي على أرضه التاريخية"، وكأن هذه الأرض ليست أرض الشعب العربي الفلسطيني التي ما زال نصفه صامداً عليها، فيما نصفه الآخر ما زال لاجئاً مشرداً متشبثاً بشهادات ملكيتها، بل وما انفك يقاوم بكل الأشكال والوسائل الممكنة لاستردادها والعودة إليها . ما يعني أن وعود إدارة أوباما بإقامة دولة فلسطينية إن هي إلا محض خداع لتجديد رهانات كذبتها تجربة عقدين ويزيد من المفاوضات، وجاءت مقترحات كيري الأمنية الأخيرة لتؤكد أن الشعب الفلسطيني لا يواجه في السياسة "إسرائيل" فقط، بل وحليفها الاستراتيجي الثابت، الولاياتالمتحدة، أيضاً، ولتبرهن على قصور كل إدارة فلسطينية للصراع لا تضع الدفاع عن الأرض وتعزيز صمود ومقاومة أهلها في صلب برنامجها، سياسياً وميدانياً . وهو ما لا يكون جدياً وشاملاً إلا بوقف التفاوض في ظل الاستيطان وخارج رعاية هيئة الأمم ومرجعية قراراتها، أي بإعادة بناء المشروع الوطني الفلسطيني بعد أن فككت عناصره التراجعات السياسية المجانية المتسرعة، بينما مفاعيل الانقسام الداخلي الفلسطيني، وانكفاء مراكز القوة العربية على همومها الداخلية، وتمسك قيادة منظمة التحرير برعاية الولاياتالمتحدة للمفاوضات بعد عقدين من خيبات الرهان على حياديتها، هي ما يشجع إدارة أوباما اليوم على اتخاذ هذا الموقف المعادي للشعب الفلسطيني وقضيته وحقوقه الوطنية . - See more at: لقراءة هذا المقال كاملا اضعط هنا