هكذا بين الانتقال والتأسيس تبدو الجمهوريات الجديدة حائرة / بمنظريها وآلهتها الكبار / حيث يبدو كل منهم فى «خلوة زمنية» يؤسس عليها خطابه.. بعضهم يستدعى الاستقلال الوطنى من «الناصرية» دون مداه الأخير، حيث تتوقف العروبة عند حدودها الخليجية / والعداء مع أمريكا إلى «استعراضات الإثارة التليفزيونية».البعض الآخر سلطويته أنيقة ويملك خطابًا يعتبره الدليل الحاسم على «تغيير الواقع..» / وهؤلاء يرون الديمقراطية ستصبح واقعًا بمجرد إعادة توصيف المشهد الحالى / بكامل ارتباكه ودمويته وفق توصيفات أخرى مستوردة حديثًا ومبتكرة.. لا يهم هنا أنها تصف الواقع نفسه / وتشرح الجثة نفسها. هذه «الخلوات الزمنية» بماضويتها ومستقبليتها / سبب الحيرة / فكيف يقيم السلطوى دولة ديمقراطية؟ وكيف يمكن التحرر من أمريكا دون مراجعة التحالف الاستراتيجى معها..؟ أما الديمقراطية فكيف تتأسس وهدير «الثوابت» و«الهويات» القادمة من كهوفها الدينية تجتاح الغارات المبنية كلها على الخوف من الإخوان، ذلك «العدو الأليف» الذى كان الانتقال إلى مرحلة أخرى مبنيًّا على فشله فى الحكم / لكنه يتحوّل فى نفس الوقت إلى مبرر العودة إلى ما قبل 25 يناير / تلك العودة المستحيلة. السؤال الآن: ماذا بعد؟ ماذا سيحدث؟ يلخّصه الخائفون: مَن سيحكم؟ وهل هناك أمل إلا بإصلاح «الدولة» حتى لو كان تأسيسها معطوبًا؟ ليس المهم هنا «مَن سيحكم».. ولكن «المهمة التى يحكم بها».. والتحديد هنا سيقلل من الحيرة. غالبًا المؤسسة العسكرية لن تقدّم أحدًا بشكل مباشر / لكن أحدًا لن ينجح دون مباركتها / فالمهمة ستعتمد على توازن ما بين دور القوة المسلحة وسطوتها.. بمعنى آخر بين تجاوز آثار العدوان على «الدولة» من «العدو الأليف» وحلفه الداخلى والراعى الدولى وبين الحفاظ على مساحة الحريات والحقوق التى تسمح بتأسيس «مجتمع». الحيرة مصدرها أوهام تزغلل الطموحات والأحلام بأن هذه لحظة «تأسيس سلطة».. وهذا كان مقتل الإخوان والإسلاميين.. وسيكون هذه المرة مقتل الدولة / لا الثورة فقط. لقراءة هذا المقال كاملا اضعط هنا