سنمار مهندس يقال إنه آرامي نبطي من سكان العراق الأصليين وينسب له بناء قصر الخورنق الشهير. يضرب به المثل "جزاء سنمار" حيث أنه عند انتهائه من بناء القصر قال لصاحب القصر إن هناك آجرة لو زالت لسقط القصر كله، وإنه لا يعلم مكانها غيره، مشيرا إلى أنه يستطيع بناء قصر أفضل من الخورنق، فما كان من صاحب القصر إلا أن ألقاه من أعلى القصر، كي لا يخبر أحدا عن تلك الآجرة. مهما قدمت من خدمات للانقلاب لن يشفع لك، إذا جال في ذهنك التطرق إلى أي سلبيات وتجاوزات..إذا أردت البقاء في زمرتنا فالزم حدود لعبتنا..هكذا هي اللغة التي يتعامل بها الانقلابيون مع أنصارهم، بما يعد تجسيدا للمثل العربي. ووصفت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية اليوم الاثنين الدكتور زياد بهاد الدين نائب رئيس مجلس الوزراء بأنه الصوت الحكومي الوحيد في حكومة الانقلاب الذي يدعو إلى ضبط النفس، وضرورة المصالحة بين حكومته والإخوان. وأضافت أن الصحفيين والمحللين الموالين للجيش وصفوا زياد الدين بأنه ينتمي لما يطلق عليه "الطابور الخامس" عقابا له على كلمة مصالحة. وتابعت أنه على الجانب الآخر، يتساءل نشطاء مناهضون للانقلاب عن الأسباب التي تدعو زياد بهاء الدين إلى الاستمرار جنبا إلى جنب مع مسؤولين قاموا بإعطاء الأوامر لأسوأ كارثة قتل جماعي في تاريخ مصر الحديث. وأضافت الصحيفة: " بعد محاولته الفاشلة لدرء القمع الوحشي في التعامل مع اعتصامي الإسلاميين في أغسطس، يحاول بهاء الدين محاربة مسودة قانون التظاهر، والذي يخشى حقوقيون من أن يستخدم لتجريم المظاهرات. يذكر أن المنهج الذي يسير عليه الانقلاب هو ضرورة أن يطبق الموالون له المثل الصيني "لا أرى لا أسمع لا أتكلم" حيال أي تجاوزات أو انتهاكات، على أن يتعرض من يحاول الاعتراض لحملة شديدة الشراسة، مع تجاهل تام للخدمات الانقلابية. وظهر ذلك جليا في مثال الدكتور محمد البرادعي الذي ما أن أعلن استقالته من منصبه كنائب للرئيس المعين، اعتراضا على فض اعتصامي رابعي والنهضة، وأنهار الدماء التي سالت، سرعان ما تحولت مانشيتات صحافة الانقلاب من تمجيد للبرادعي ووصفه بغاندي السياسة المصرية، إلى اتهامات بالعمالة والجاسوسية. ولعل الإعلامي باسم يوسف من الأمثلة الصارخة التي تبرز الكيفية التي يفكر بها الانقلابيون، فالرجل الذي استخدمه الانقلاب كأداة للسخرية من أول رئيس منتخب مدني في مصر، لم يتم احتماله وهو ينطق على استحياء بسخرية خجولة من السيسي، في حلقة واحدة رقص فيها يوسف على جثث شهداء مؤيدي الشرعية، لكن كل هذه الخدمات الانقلابية لم تشفع له في عيون المدبرين، فصدر قرار إيقاف البرنامج، من رجل الأعمال محمد الأمين المحسوب على نظام مبارك.