أكثرنا، أفراداً وشركات ودولا ومؤسسات، لا يحب النقد الذاتي ولا نطيق من يهدي إلينا عيوبنا. بدلاً من أن نرى فيما يقال لنا فرصة لتطوير الذات نعتبره إهانة. وبدلاً من أن نشكر من يرشدنا إلى أخطائنا نكيل له التهم ونشن عليه حملات تصب عليه اللعنات. ثقافتنا غير ثقافة غيرنا وبالتحديد من الناجحين في هذا العالم. هم يثيبون من يهدي إليهم عيوبهم فيتقدمون ونحن نعاقبهم فنتخلف. هم لا يدعون كمالاً برغم نجاحاتهم ونحن نزعم التمام برغم فشلنا. ولهذا لم نتطور ولن نتطور طالما وضعنا أنفسنا فوق النقد وطالما واصلنا خداع الذات ونفاق النفس ورفض ما يقال لنا من الآخرين عن عيوبنا. لا نحب أن نسمع النقد من الآخرين ولا نقبل على نقد أنفسنا. نرى أنفسنا خير أمة بينما كل المؤشرات العالمية تضعنا في ذيل معظم قوائم التصنيف. معظمنا يتحرج لو سمع أحداً يهديه إلى عيب فيه، مع أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه دعا بالرحمة لمن ينتقده فقال «رحم الله من أهدى إلي عيوبي». مطلوب تغيير مزدوج لكي يحدث تطور. مطلوب منا جميعاً الإقبال على نقد الذات وقبول النقد من الآخرين. ومطلوب من الآخرين إجادة سبل توجيه الناس إلى عيوبهم. فإهداء العيوب ليس جرماً يستحق العقاب وإنما كرم يستأهل الثواب. لقراءة المقال كاملا اضغط هنا