الخطوات وشروط القبول.. مصاريف الجامعات الأهلية 2025    جاكلين عازر تهنئ أوائل الثانوية الأزهرية من أبناء المحافظة    القومي للمرأة يهنئ اللواء منال عاطف على تجديد الثقة مساعدا لوزير الداخلية    رئيس جامعة المنوفية يترأس اجتماع لجنة المنشآت الجامعية    وزير الصحة يعتمد حركة مديري ووكلاء المديريات بالمحافظات    تراجع أسعار الذهب عالميا بسبب انحسار المخاطر الجيوسياسية وتحسن بيانات الاقتصاد الأمريكي    توجيهات حاسمة من السيسي ل كامل الوزير بحضور مدبولي    غدا.. انطلاق المؤتمر الدولي لتسوية القضية الفلسطينية بنيويورك    «العربية لحقوق الإنسان» تدين القرصنة البحرية الإسرائيلية ضد السفينة حنظلة    هاني سعيد: بيراميدز يختتم معسكره الأوروبي بمواجهة بطل الدوري الإيراني    الأهلي يغادر تونس بعد انتهاء معسكره في طبرقة (صور)    جواو فيليكس يقترب من مغامرة جديدة في السعودية    محافظ أسيوط يتفقد موقع انهيار منزل ويوجه بدعم الأسر المتضررة فوراً    ضبط المتهم بقتل شاب بسبب الخلاف على أولوية المرور في الغربية    سائق يتحرش بسيدة أثناء سيرها بشوارع العاصمة.. والأمن يتدخل    الأرصاد تحذر من أجواء شديدة الحرارة حتي الثلاثاء .. والقاهرة فى الظل 41 درجة    الإعدام شنقا للحام قتل شخصا بعدة طعنات بالقليوبية    يوحنا وليم :لا يشغلنى كسر التابوهات    تامر حسني يكشف كواليس آخر لحظة في ألبوم «لينا ميعاد»    ريم أحمد: «الأمومة غيرتني وابنتي في صدارة أولوياتي»| خاص    الناطق باسم أونروا: لا يمكن توزيع المساعدات فى قطاع غزة دون الوكالة    أجندة فعاليات «قصور الثقافة» الأسبوعية.. انطلاق «صيف بلدنا» و3 عروض بالمهرجان القومي للمسرح    الأمن يكشف غموض خطف طفل من القاهرة وظهوره فى الصعيد    تموين سوهاج: توريد 184 ألف طن قمح للصوامع والشون منذ بدء الموسم    محافظ أسوان يكلف معاونه ومسئولي الوحدات المحلية بمتابعة تجهيز 190 لجنة انتخابية    وزيرة التخطيط ونظيرتها بجنوب أفريقيا تؤكدان أهمية التوسع بمشروعات البنية التحتية بالقارة السمراء    منتخب مصر يواجه أنجولا في بطولة أفريقيا لسيدات كرة السلة    تحذير دولي صارخ.. صحيفة إسبانية: الجوع يفتك بسكان غزة وسط شح الغذاء والماء    إطلاق حملة توعوية من المركز القومي للبحوث للتعريف بالأمراض الوراثية    طلاب «المنح الدولية» مهددون بالطرد    رغبة يوسف تصطدم بتحفّظ ريبيرو.. تطورات مفاوضات الأهلي مع كوكا (تفاصيل)    البقاء أم الرحيل.. شوبير يكشف مطالب عبد المجيد من أجل الإستمرار مع الزمالك    الأحزاب فى اختبار الشعبية بالشارع    في ذكري وفاة رشدي أباظة .. دخوله التمثيل كان بسبب صداقته لأحمد رمزي وعمر الشريف    المكتب الإعلامي الحكومي بغزة: القطاع يحتاج إلى 600 شاحنة إغاثية يوميا    وزارة الصحة توجة نصائح هامة للمواطنين بالتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة    ضبط 118709 مخالفات مرورية متنوعة خلال 24 ساعة    وزير الثقافة: نقل الكاتب الكبير صنع الله إبراهيم إلى معهد ناصر    استشهاد 10 فلسطينيين وإصابة آخرين جراء قصف خيام واستهداف منتظري المساعدات بغزة    اليوم.. قرعة الدوري «الاستثنائي» بمشاركة 21 فريقا بنظام المجموعتين    سويلم: إزالة 87 ألف تعد على النيل منذ 2015 ومواصلة مكافحة ورد النيل    شعبة الذهب والمعادن تستعد لصياغة استراتيجية لإحياء صناعة الفضة فى مصر    ارتفاع جماعي لمؤشرات البورصة ببداية جلسة الأحد    إصابة 6 أشخاص إثر انقلاب ميكروباص بالطريق الأوسطى    "الصحة": حملة 100 يوم صحة قدّمت 15.6 مليون خدمة طبية مجانية خلال 11 يوما    «الإفتاء» توضح الدعاء الذي يُقال عند الحر الشديد    محافظ سوهاج يناقش الموقف التنفيذي لإنشاء وتطوير 11 مستشفى    بدعم من شيطان العرب .."حميدتي" يشكل حكومة موازية ومجلسا رئاسيا غربي السودان    30 دقيقة تأخر في حركة القطارات على خط «القاهرة - الإسكندرية»| الأحد 27 يوليو    إيتمار بن غفير: لم تتم دعوتي للنقاش بشأن إدخال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة    إصابة 11 شخصا في حادثة طعن بولاية ميشيجان الأمريكية    ما حكم شراء السيارة بالتقسيط عن طريق البنك؟    بعد فتوى الحشيش.. سعاد صالح: أتعرض لحرب قذرة.. والشجرة المثمرة تُقذف بالحجارة    «الحشيش مش حرام؟».. دار الإفتاء تكشف تضليل المروجين!    سعيد شيمي يكشف أسرار صداقته مع محمد خان: "التفاهم بينا كان في منتهى السهولة    خالد الجندي: من يُحلل الحشيش فقد غاب عنه الرشد العقلي والمخ الصحيح    "سنلتقي مجددًًا".. وسام أبوعلي يوجه رسالة مفاجئة لجمهور الأهلي    الأمم المتحدة: العام الماضي وفاة 39 ألف طفل في اليمن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كيف تجعل ما تعنيه واضحا ؟
نشر في التغيير يوم 06 - 10 - 2013

خلال الحرب العالمية الأولى تحدث كاهن إنكليزي شهير إلى بضعة فرق غير مثقفة في معسكر آبتون. كانت تلك الفرق في طريقها إلى الخنادق، لكن القليل منها كان لديه فكرة واضحة لماذا أرسل إلى هناك. أعرف ذلك لأنني استجوبته. ومع ذلك ، تحدث الكاهن إلى أولئك الرجال تحت المصادقة الدولية وعن ( حق بلاد الصرب بمكان تحت الشمس ). أكثر من نصف الرجال لم يعرف ما إذا كانت الصرب مدينة أو مرض. وربما ألقى تأبينا جمهوريا عن( الفرضية السديمية ) فرضية تقول إن النظام الشمسي نشأ عن سديم غازي. ومع ذلك، لم يغادر أي جندي القاعة أثناء إلقائه الخطاب ، فالشرطة العسكرية كانت جاهزة بأسلحتها لمنع كل من يحاول ذلك. لا أرقب في التقليل من شأن الكاهن .لأنه سيبدو قوياً أمام جماعة من الجامعيين لكنه فشل مع أولئك الجنود. وفشل تماماً: لأنه لم يعرف جمهوره، ولم يعرف أيضاً الهدف الحقيقي من خطابه ولا كيف ينجزه.
فما الذي نعنيه بدف الخطاب؟ إن كل خطاب، ولا يهم إن كان الخطيب يدرك ذلك أم لا، لديه أربعة أهداف أساسية هي:
1 - إيضاح شيء ما.
2 - التأثير والإقناع
3 - الحث على التحرك.
4 - التسلية.
لنستعرض هذه الأهداف بسلسلة من الأمثلة الحسية.
اخترع لنكولن ، الذي كان دائما مهتماً بالآلات الميكانيكية ، حيث السفن الجانحة . كان يعمل في محل ميكانيكي قريب من مكتبه ، حيث صنع نموذجاً عن آلته . ومع أن آلته برهنت عن عدم فعاليتها ، إلا أنه قرر بحماس اكتشاف إمكانياتها وعندما جاء أصدقاؤه إلى مكتبه للاطلاع على النموذج، لم يكل من شرحها لهم . وكان هدف شرحه الإيضاح. وعندما ألقى خطابه الخالد في غيتسبرغ ، وكذلك عندما ألقى أول وثاني خطاب افتتاحي، كان هدفه التأثير والإقناع . كان عليه أن يكون واضحا قبل أن يكون مقنعاً مع أن الإيضاح لم يكن شرطاً أساسياً في تلك المناسبات. خلال خطبه في المحاكم ، كان يحاول الفوز بقرارات مهمة.. وخلال خطبه السياسية، كان يحاول الفوز بالأصوات.فكان هدفه الحث على العمل.
وقبل سنتين من انتخابه رئيساً ، جهز لنكولن محاضرة حول الاختراعات . وكان هدفه التسلية . وعلى الأقل ، يجب أن يكون ذلك هدفه، لكنه في الظاهر لم ينجح كثيراً في تحقيق ذلك. ومجر حياته كخطيب غير سياسي كان فاشلاً بوضوح. فلم يأتي شخص واحد من المدينة للاستماع إليه. إلا أنه نجح، ونجح نجاحاً باهراً في الخطب الأخرى التي ذكرتها سابقاً. لماذا؟ لأنه في تلك الظروف ، كان يعرف هدفه ، وكان يعرف ، وكان يعرف كيف يتواصل إليه ، كان يعرف إلى أين الذهاب وكيف يصل إلى هناك ولان معظم الخطباء يجهلون ذلك ، يخفقون دائماً ويحزنون.
فمثلاً: رأيت مرة أحد أعضاء الكونغرس الأمريكي الذي أثار موجة من الاستهجان والصياح وأجبر على مغادرة مسرح سباق الخيل القديم في نيويورك ، لأنه – من دون وعي – اختار الإيضاح هدفاً له . كان ذلك خلال الحرب وكان يتحدث عن كيفية تهيؤ الولايات المتحدة. فلم يرغب الجمهور أن يتعلم ذلك، بل أراد التسلية. فاستمع إليه بصبر وأدب مدة عشرة دقائق، ثم ربع ساعة آملاً بانتهاء الخطاب بسرعة. لكنه لم ينته . بل استمر في الحديث إلى أن نفد صبر الناس المتجمهرين ولم يعد يحتمل المزيد. بدأ أحدهم يبدي استحسانه بسخرية، وخلال لحظة، كان آلاف الأشخاص يصفرون ويهتفون. لكن الخطيب كان بليدا ولم يستطع أن يتفهم شهور المستمعين، فتابع حديثه، وأثارهم استمرت المعركة. ولما ضاقوا ذرعاً به، قرروا إسكاته . فارتفعت صيحات الاحتجاج. وأخيراً أغرق غضبهم كلماته التي لم تعد تسمع حتى على مسافة عشرين قدماً فأجبر على الاستسلام والاعتراف بإخفاقه. استفد من هذا المثل واعرف هدفك. اختره بحكمة قبل أن تباشر في التحضير لخطابك. اعرف كيف تتوصل إليه ، ثم باشر بتنفيذه، والقيام بذلك بمهارة ومعرفة.
استخدم المقارنة لزيادة التوضيح
وبالنسبة للإيضاح: لا تستخف بأهميته أو صعوبته. لقد استمعت مرة إلى شاعر أيرلندي أثناء أمسية قرأ خلالها عدة قصائد: فلم يفهم (1.%)من المستمعين ما الذي يقوله. وهناك الكثيرون من الخطباء، هم مثله. عندما تداولت مع السير أوليفر لودج في أصول فن الخطابة، شدد كثيراً ، على أهمية المعرفة والتحضير أولاً وعلى بذل الجهد في سبيل الإيضاح ثانياً. لدى اندلاع الحرب الفرنسية – البروسية ، قال الجنرال فون مولتكي لقواده: ( تذكروا أيها السادة أن أي أمر لا يفهم جيدا لن يحقق جيداً ) لقد أدرك نابليون الخطر ذاته. وتعليماته الموجهة إلى معاونيه كانت دائماً : (كونوا واضحين .. كونوا واضحين )
وعندما سئل الشاعر أحمد شوقي ، لماذا يكتب القصائد ذات الحكايات الخرافية ، قال: لأن الأمثال وحدها بدون حكاية عبارة جافة سرعان ما تنسى كما أنها لا تثير الاهتمام أما الحكاية فهي تستثير اهتمام الطفل لمتابعة حوادثها حتى النهاية وبالتالي لفهم العظة الأخلاقية التي هي هدف القصيدة ويقتنع بها. وعندما تتحدث عن موضوع غريب عن مستمعيك فهل تأمل أن تثير اهتمامهم بمجموعة من العموميات والألفاظ الطنانة الرنانة؟
هذا غير ممكن لأنك يجب أن تثير اهتمامهم أولاً بموضوع الحديث ليكون لديهم الرغبة في السماع أولاً والمتابعة ثانياً والفهم وهو المقصود أخيراً. ومتى تفهم الإنسان أي موضوع صار بإمكانه أن يحدد منه موقفاً فإما أن يوافق ويؤيد وإما أن يعارض معارضة متفهمة، والإنسان عدو مايجهل فإذا لم يتوصل إلى فهم ماتريد وبأسلوب معقول فإنه في أهون الحالات سيعارضك. ولكن في الكثير من الأحيان قد يصل الأمر حد إعلان العداء المباشر لما كنت تأمل منه تأييده..
وكيف أوضح داود رعاية ومحبة الله؟
إن الله هو راعيني، فلن أحتاج إلى شيء.. هو الذي يجعلني فوق المروج الخضراء، ويقودني بجانب المياه الصافية إلى المراعي الخضراء في هذه البلاد الجرداء، وإلى المياه الصافية حيث تستطيع الخراف أن ترتوي – فهؤلاء الفلاحون يتسطيعون فهم ذلك. هنا مثال مدهش ونصف مسلّ عن استخدام هذا المبدأ: كانت بعض الإرساليات تترجم الإنجيل إلى لغة قبيلة تعيش بالقرب من أفريقيا الاستوائية وحين وصل إلى هذا المقطع: (ومع أن خطاياك تكون قرمزية، فإنها ستصبح بيضاء كالثلج) فكيف يمكنه ترجمتها؟ حرفياً؟ لن يجدي ذلك فالمواطنون هناك لم يجرفوا الثلج من جوانب الطريق حتى لم يكن لديهم كلمة تعني الثلج ولم يستطيعوا التفريق بين الثلج والفحم لكنهم كثيراً ما يتسلقون شجر جوز الهند للحصول على عدد منها لأجل غذائهم وهكذا شهبت الإرساليات المجهول بالمعلوم وغيرت المقطع:
(ومع أن خطاياك قرمزية، فإنها ستصبح بيضاء كلبّ جوزة الهند)
في كلية المعلمين في وارنسبوغ، ميسوري، استمعت إلى أستاذ يلقي محاضرة عن الأسكا وقد فشل في مختلف جوانب محاضرته فلم يكن واضحاً أو مثيراً لأنه خلافاً لتلك الإرساليات الأفريقية، أهمل الحديث عما يعرف المستمعون فقد أخبرنا مثلاً أن مساحة الأسكا 590.480ميلاً مربعاً.
نصف مليون ميل مربع – ما الذي يعنيه ذلك لرجل عادي؟ القليل جداً.. فهو ليس معتاداً على التفكير بالنسبة للأميال المربعة فلم يقدر على تخيل ذلك ولم تكن لديه أية فكرة أن نصف مليون ميل مربع هي يحجم ماني أو تكساس تماماً لنفترض أن الخطيب قال إن الخط الساحلي في ألاسكا وجزرها هو أطول من المسافة التي تزنر الكرة الأرضية، وأن مساحتها هي أكبر من مساحة فيرمونت وفولريدا ألن تعطي ذلك تعريفاً واضحاً عن مساحة ألاسكا؟
- تجنب التعابير التقنية
إذا كنت من ذوي الاختصاصات التقنية إذا كنت محامياً أو طبيباً أو مهندساً، فضاعف حذرك حين تتحدث إلى الآخرين، وعبر عن نفسك بتعابير واضحة مقدماً التفاصيل الضرورية.
وأنا أقول ضاعف حذرك، فبصفتي كاختصاصي، استمعت إلى مئات الخطب التي فشلت أمام هذه النقطة فشلاً ذريعاً وبما أن الخطباء بدوا وكأنهم غير واعين جهل سائر الجمهور بالنسبة لاختصاصهم فما الذي حدث؟ تحدثوا على نحو غير مترابط وقدموا أفكاراً مستخدمين تعابير تناسب تجربتهم لكنها بالنسبة لغير الخبراء، كانت بصفاء نهر المسيسيبي بعد مطر حزيران وتدفقه إلى حقول الذرة في إيواء وكنساس.
ماذا يجب أن يفعل مثل هذا الخطيب؟ يجب أن يقرأ ويحفظ النصيحة التالية التي خطها السيناتور السابق بيفيردج، من أنديانا: (إنه لعمل جيد أن تختار إنساناً يبدو الأقل ذكاء من بين الناس وتحاول أن تثير اهتمامه بنقاشك، وهذا مايمكن فعله فقط مَن خلال العبارة النيرة والتفكير الواضح، والطريقة الأفضل تكمن في أن تركز حديثك على فتى أو فتاة صغيرة تكون حاضرة برفقة والديها.
قل في نفسك – وإن أحببت، قل بصوت مرتفع – إنك ستحاول تكون واضحاً حتى أن الطفل سيتفهم ويتذكر شرحك للمسألة التي تناقشها، حتى أن ذلك الطفل سيكون قادراً على قول ماذكرته). أذكر أنني استمعت إلى طبيب ذكر خلال حديثه: (أن التنفس البطني هو مساعد بارز لعمل الأمعاء التمعجي وهبة للصحة) وكان على وشك البدء بجملة مماثلة فأوقفته وطلبت ممن فهم هذا المبدأ أن يرفع يديه ويخبرنا كيف هذا النوع من التنفيس يفيد الصحة، وبم يختلف عن سائر أنواع التنفس ونتيجة الاقتراع أذهلت الطبيب فعاد وشرح بإسهاب:
(إن الحجاب الحاجز هو عضلة دقيقة بمثابة أرضية للصدر في أسفل الرئتين، وسقف للفجوة البطنية وعندما لاتبذل جهداً، وخلال تنفس الصدر، تنحني كوعاء الغسيل. والتنفس البطني، مع كل نفس يدفع هذا القوس العضلي حتى يصبح مسطحاً تقريباً، وباستطاعتك أن تشعر بأن عضلات معدتك تضغط على حزامك هذا الضغط السفلي من قبل الحجاب الحاجز ينشط ويثير الأعضاء العليا في الفجوة البطنية – أي المعدة والكبد والبنكرياس والطحال والضفيرة الشمسية(شبكة من الأعصاب في فم المعدة). عندما تتنفس ثانية، تضغط معدتك وأمعاؤك على الحجاب الحاجز وتتلقى تدليكاً آخر هذا التدليك يساعد في عملية الإفراز.
إن كثيراً من العلل تنشأ في الأمعاء وأكثرية سوء الهضم والإمساك والتسمم الذاتي ستختفي إذا ما تحركت الأمعاء والمعدة بشكل جيد من خلال التنفس البطني العميق).
سر وضوح لنكولن
كان لنكولن يعشق تقديم المقترحات حتى تتضح الأمور للجميع ففي رسالته الأولى التي وجهها إلى الكونغرس استخدم عبارة(مكسو بالسكر) فاقترح عليه السيد ديفريز، الطابع المحلي الذي كان صديقه الشخصي، أن هذه العبارة رغم صلاحيتها في خطاب شعبي يلقى في إيللينوا، إلا أنها لاتناسب خطاب دولة تاريخي فأجاب لنكولن: (حسناً ياديفريز، إذا كنت تعتقد أن الوقت سيحين عندما لن يفهم الناس ماذا تعنيه عبارة(مكسواً بالسكر) فأظن أنني سأتخلى عنها).
وشرح ذات مرة إلى الدكتور غاليفر- رئيس جامعة نوكس عن كيفية نمو حبه للغة السهلة، فقال:
(من خلال ذكرياتي الباكرة، أتذكر عندما كنت طفلاً أنني اعتدت على الإنزعاج من أي إنسان يتحدث إلي بطريقة لا أفهمها.. ولا أعتقد أنني كنت أنزعج من أي شيء غير ذلك في حياتي لكن ذلك أثار غيظي دائماً، أستطيع أن أتذكر العودة إلى غرفة نومي الصغيرة بعد الإستماع إلى حديث جرى بين الجيران ووالدي أثناء السهرة فأقضي معظم الليل يقظاً أحاول أن أجد معنى واضحاً لبعض أقوالهم لم أستطع النوم، برغم محاولتي الدائبة لذلك، وعندما اكتشفت معنى فكرة لا أقتنع إلا بعد أن أكررها مراراً، وأصيغها بلغة سهلة يستطيع أي فتى أن يفهمها(هذا هو نوع من المحبة الذي بقي يلازمني منذ ذلك الحين). محبة؟ .. أجل، لقد تطور الأمر لديه ليصبح كذلك وقد ذكر مدير مدرسة نيو سالم منتور غراهام(علمت ان لنكولن كان يدرس لساعات الفكرة ليستطيع التعبير عنها).
والسبب الشائع لفشل الناس في الإيضاح هو: إن الشيء الذي يرغبون في إيضاحه ليس واضحاً تماماً لديهم فتأتي تعابيرهم غامضة وأفكارهم غير واضحة والنتيجة؟ تعمل أذهانهم بضباب فكري مثلما تفعل الكاميرا في الضباب الحقيقي ويجب أن ينزعجوا من الغموض والإبهام مثلما كان لنكولن وعليهم أن يستخدموا طرقه.
- كرر أفكارك المهمة بطرق مختلفة
ذكر نابليون أن التكرار هو المبدأ المهم الوحيد في فن الخطابة لقد أدرك ذلك لأن الفكرة التي تتضح له يستوعبها الآخرون بسرعة وكان يدرك أن تفهم الأفكار الجديدة يحتاج إلى وقت طويل، وأن على الذهن أن يبقى مسلطاً عليها وباختصار عرف بوجوب تكرارها لكن ليس باللغة ذاتها فالناس تنفر من ذلك، لكن إذا جاء التكرار بعبارات جديدة مختلفة لن يعتبرها المستمعون تكراراً.
لنأخذ مثلاً محدداً قال السيد برايان:
(لن تستطيع أن تجعل الناس يفهمون موضوعاً إلا عندما تفهمه أنت: وكلما اتضح الموضوع في ذهنك، كلما استطعت تقديمه بوضوح في أذهان الآخرين).
إن آخر جملة هنا هي مجرد تكرار للفكرة التي أتت في الجملة الأولى، لكن عندما تذكر هاتان الجملتان، لن يتاح للذهن أن يدرك أنها مجرد تكرار بل إنه يشعر أن الموضوع قد زاد وضوحاً.
نادراً ما أدرس جزءاً واحداً من برنامجي من دون الاستماع إلى عدة أحاديث تكون أكثر وضوحاً وتأثيراً، يستخدم الخطيب فيها مبدأ التكرار لكن هذه الوسيلة يتجاهلها المبتدىء ، وكم ذلك مؤسف!
- استخدم أمثلة عامة ووقائع محددة
إن احدى الوسائل المضمونة والسهلة التي توضح أفكارك هي إلحقاها بأمثلة عامة ووقائع محددة فما هو الفرق بين الاثنين؟ الأول هو مثلما تعني الكلمة، عام، والآخر محدد. لنعط أمثلة تفرق بين الاثنين ونزودها بأمثلة مادية ولنأخذ هذه العبارة: (هناك رجال ونساء أخصائيون يكسبون أجوراً مرتفعةت جداً).
هل هذه العبارة واضحة جداً؟ وهل لديك فكرة واضحة عما يعنيه الخطيب؟ كلا والخطيب نفسه ليس متأكداً من المعنى الذي سيراود أذهان الآخرين فهو ربما يدفع الطبيب في ريف جبال أوزراك للتفكير بطبيب عائلة في مدينة صغيرة، يتقاضى أجراً قدره خمسة آلاف دولار وربما يدفع مهندس تنقيب إلى التفكير برجال من ذوي اختصاصه والذين يكسبون أجراً قدره مئة ألف دولا في السنة إن العبارة كما هي غامضة جداً وهزيلة وهي تحتاج إلى شيء من القوة ويجب تزويدها ببعض التفاصيل التي توضح نوع الاختصاص الذي يقصده الخطيب. (هناك محامون وملاكمون محترفون وكاتبو أغانٍ وروائيون وكاتبو مسرح ورسامون وممثلون ومطربون، يكسبون أكثر من رئيس الولايات المتحدة). والآن ألم يحصل الانسان على فكرة أوضح عما يعنيه الخطيب؟ ومع ذلك، لم يحدد بل استخدم أمثلة عامة، وليس وقائع محددة فقد قال (مطربون) وليس روزا بونسيلي، كيرستن فلاغستاد أوليلي بونز.
لذلك فإن العبارة ماتزال غامضة، ولاتستطيع الحصول على حالات محددة توضحها .. ألا يجب أن يفعل الخطيب ذلك لنا؟ ألن يكون أوضح إذا ما استخدم أمثلة محددة – مثلما استخدم في المقطع التالي؟
يجني المحاميان العظيمان صموئيل أنتر ماير وماكس ستيوير مايقارب مليون دولار في السنة ودخل جاك ديمبس السنوي مايقارب مليون دولار وجولويس الشاب الزنجي غير المتعلم الملاكم المحترف، كان يكسب أكثر من نصف مليون دولار وكان سيدني كينغسلي يتقاضى عشرة آلاف دولار أسبوعياً لرواياته واعترف ه .ج ويلز في مذكراته أن قلمه أكسبه ثلاثة ملايين دولار وكسب دياغور ريفيرا من خلال رسومه أكثر من نصف مليون دولار في السنة كما كانت كاترين كورنيل ترفض باستمرار استلام خمسة آلاف دولار في الأسبوع مقابل عرض صورها.
والآن ألم يحصل الفرد على فكرة واضحة تماماً عما يريد الخطيب قوله؟ كن واقعياً ومحدداً .. إذ إن صفة التحديد لاتزيد من الوضوح فحسب، بل إنها تزيد من الإقناع والإثارة والتسلية أيضاً.
لاتنافس ماعز الجبل؟
توقف البروفسور وليم جايمس في إحدى خطبه ليذكر أن باستطاعة المرء أن يذكر نقطة واحدة خلال المحاضرة, والمحاضرة التي أشار إليها دامت ساعة. ومع ذلك استمعت إلى خطيب حدد وقت خطابه بثلاثة دقائق, استهل بالقول إنه أراد أن يلفت انتباهنا إلى إحدى عشرة نقطة. أي ست عشرة ونصف ثانية لكل مرحلة من مراحل خطابه! يبدو ذلك غير معقولاً, أليس كذلك؟ هل يحاول إنسان ذكي القيام بشيء سخيف كهذا؟ صحيح أنني اقتبس حالة متطرفة, لكن الميل إلى الخطأ على هذا النحو, إن لم يكن إلى هذه الدرجة, تشل كل مبتدىء تقريباً. فهو كالدليل الذي يطلع السياح على باريس كلها في يوم واحد. وهذا مايمكن فعله مثلما يمكن للمرء أن يسير عبر المتحف الأمريكي للتاريخ الطبيعي خلال ثلاثين دقيقة. لكن لن ينتج عن ذلك الوضوح ولا التسلية. وغالباً مايفشل الخطاب لأن الخطيب يبدو وكأنه يسعى لإنشاء سجل العالم خلال وقت محدد. فيقفز من نقطة لأخرى بسرعة ورشاقة ماعز الجبل.
يجب أن يكون معظم الخطب قصيراً, لذلك فصّل القماش طبقاً لها. فإن كنت تتحدث إلى نقابة عمالة مثلاً, لاتحاول أن تخبرهم خلال ثلاث أو ست دقائق عن سبب نشوئها والطرق التي تتبعها والإنجازات الجيدة التي حققتها, وكيف تحل النزاعات الصناعية. كلا, فإذا كنت تسعى لفعل ذلك, لن يكون لدى أي واحد فهم واضح جداً لما تقوله. بل سيكون الأمر مختلطاً وغامضاً واستعراضياً.
أليس من الحكمة أن تتناول موضوعاً واحداً عن النقابات العمالية فتغطيه بشكل ملائم وتزوده بالأمثلة؟ إن ذلك يفيد, وهذا النوع من الخطب يخلّف انطباعاً واحداً. وهو أيضاً. واضح يسهل الاستماع إليه وتذكره, لكن إذا غطيت عدة جوانب من موضوعك, من الأفضل أن تكون موجزاً في النهاية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.