صحيح أن الشعب الفلسطيني يعيش مواصفات الحالة الثورية، حيث يشتد قمع الاحتلال بما يفوق قدرته على التحمل، وبما يدفعه بقوة نحو الانفجار، لكن الشرط القيادي غير متوافر، بل ومنقسم ومتصارع على تمثيل الشعب الفلسطيني . تلك هي الحقيقة المرة التي تجعل أحد طرفيْ الانقسام، قيادة "حماس"، يستعجل ثمرة الانتفاضة الفجة في الضفة من دون غزة لأنه يريد الخروج من مأزقه الذاتي، بينما تجعل طرفه الثاني، قيادة "فتح"، لا يريد لهذه الثمرة أن تنضج لأنها تتعارض مع خيار سياسي عقيم ما زال مقتنعاً به . ما يعني أن المسؤولية السياسية عن إجهاض اندلاع انتفاضة جديدة اختمر شرطها الموضوعي، يتحملها -بالتساوي- طرفا الانقسام المتمسكان، كل منهما لأسبابه، بخيار "تهدئة" لا يمكن لها أن تدوم إلى أجل غير مسمى . أما لماذا؟ ثمة في جوف سياسة الاحتلال الماضية في استباحة كل ما هو فلسطيني ما يجعل تطور الهبات الجماهيرية الفلسطينية المتلاحقة إلى انتفاضة شعبية عارمة وشاملة وممتدة خياراً سياسياً قائماً ومفروضاً "بالقوة" . وهو ما سيفضي، عاجلاً أو آجلاً، إلى العزل الشعبي لكل المتهربين من ضرورة استعادة الوحدة كشرط لازم لتحويل هذا الخيار، أي الانتفاضة، إلى خيار "بالفعل"، ذلك لأن المدخل إلى انتفاضة مثمرة بالمعنى السياسي الوطني هو الوحدة، وليس الصراع الفئوي على تمثيل شعب ما زال يعيش مرحلة تحرر وطني ويكافح لانتزاع حقه في العودة والحرية والاستقلال . لقراءة المقال كاملا اضغط هنا