أولا : يجب فهم أنه من طبيعة الإنسان استعداده للتضحية بأي شيء تقريبا إذا ما كان ذلك سيزيد شعوره بالأهمية ، ما السبب فى اعتقادك على سبيل المثال ، وراء إصرار رؤساء بلدية بعض القرى والمدن الصغيرة على العمل مقابل ما يقل عن 3000 دولار فى السنة ، فى بعض الأحيان دون مقابل على الإطلاق ؟ ولماذا يصر الألاف من عمال تسجيل الاسطوانات فى المحطات الإذاعية الصغيرة على العمل مقابل تقاضي أقل أجر أو حتى أقل القليل ، بالطبع أنك تعلم الإجابة ، ومن ناحية آخرى فإن عمال النظافة التابعين للبلدية والعاملين بنظام التجميع " وهو نظام تجميع الماكينات والأدوات والعمال بحيث ينجز كل عامل عملية خاصة على سلعة ناقصة حتى يتم إخراج السلعة على الوجه الأكمل دائما ما يطالبون بأجور أعلى . فهم يشعرون بقليل من أو تقريبا لا يشعرون بالأهمية فى عملهم . ثانيا الذي ينبغي أن تعلمه : بغض النظر عن الكيفية التي تلبي بها الحاجة إلى الشعور بالأهمية ، فإن البشر دائما ما يتوقون إلى الشعور بمزيد من الأهمية تماما مثل شغفهم إلى الطعام عند شعورهم بالجوع فهذا الشعور مثل الشهية التي تظل مفتوحة طوال الحياة . ثالثا : الأناس الناجحون فى التعامل مع الآخرين يعلمون أن الطريقة الوحيدة الأكثر فعالية هي أن : 1- تتبع أسلوب الشعور بالأهمية أمام الآخرين 2- ترتب الأمور بحيث يستطيع الشخص تحقيق أسلوب " الشعور بالأهمية " عن طريق فعل ما تريده أن يفعله . وهناك أسلوب آخر لاتباع طريقة إشعار الآخرين بأهميتهم أمام شخص ما وهو منح شخصا ما السمعة الطيبة التي يقضي حياته وفقا لها ، عندئذ لاحظ كيف أن هذا الشخص سيعمل بهمة ونشاط فى الاتجاه العكسي الذي كان ينتهجه فقط لتحقيق هذا الأمر . * كانت ليندا س . تدير محلا صغيرا لبيع بعض الحلوى فى ردهة أحد المراكز التجارية ، وكان طبيب الأسنان صاحب هذا المحل نادرا ما يوجد به حيث كان يعتمد على ليندا للإشراف على المحل وإدارته طوال الساعات التي يعمل فيها المركز التجاري . وبسبب هذه المسؤولية بجانب الساعات الإضافية التي تعملها ليندا فقد كان طبيب الأسنان يعطي ليندا أجرا مجزيا . ثم قررت زوجة طبيب الأسنان صاحب المحل أن تعمل ، وبالرغم من أن ليندا استمرت فى عملها فى المحل ، إلا أن زوجة الطبيب قامت بنفسها بإدارة المحل وتحديد المواعيد . وقال طبيب الأسنان ل ليندا " إننا مضطرون لان نقلل أجرك ، فأنت الآن تعملين عدد ساعات أقل وبالتالي فقد تقلصت مسؤولياتك " . وجادلته ليندا بخصوص هذا الشأن وأشارت إلى أنها انتقلت مؤخرا إلى شقة جديدة وكانت تعتمد على المرتب الذي تحصل عليه ، ولكن طبيب الأسنان أصر على أن العمل لم يعد قادرا على أن يعطيها الخمسين دولارا الإضافية التي كانت ليندا تحصل عليها أسبوعيا . وعندما لم تجد ليندا مكانا آخر للعمل فيه ، قامت بتطبيق أسلوب إشعار الآخرين بالأهمية . فأخبرت ليندا رئيسها قائلة " لقد كنت دائما عادلا معي وأعرف أنك ستكون عادلا معي الآن . فكنت دائما عطوفا وكريما معي طوال الوقت الذي عملت فيه لديك ، وأعرف أنه مهما كان القرار الذي ستتخذه بشأن راتبي الجديد سيكون أيضا كريما وعادلا " وانتهت المحادثة بهذه الطريقة وعمدا حصلت لينا على راتب الشهر التالي ، رأت أن صاحب العمل قد خصم من راتبها خمسة دولارات فقط ، وعلقت ليندا قائلة : " كنا نتحدث بشأن خصم خمسين دولارا من راتبي ، ولكن بفضل استخدامي أسلوب إشعار الآخرين بأهميتهم ، فلم يخصم من راتبي سوى خمسة دولارات فقط " . وقد منحت رئيسها فى العمل سمعة العدل والكرم فى حياته هذا بالضبط هو ما فعله طبيب الأسنان