يقول المليونير العصامي الذي صنع نفسه بنفسه " كين س " : لقد وجدت منذ زمن طويل أنه يجب ألا يكون الإنسان فى الواقع أدهى من الآخرين لكي تدفعهم للعمل أو للتفكير بالأسلوب الذي تريده " .. ويستطرد قائلا " هيك لم أكن حسن المستوى فى المدرسة ، ولم يتوقع معلمي الكثير لي عندما اطلعوا على نتائج اختبارات مستوى الذكاء الخاصة بي ، ولم يتحسن مستواي إلا بعد أن تركت المدرسة وتعلمت بعض الأساليب المعروفة الآن برفع الكفاءة العقلية وعندئد بدأ النجاح يصرف طريقي " كين الذي يمتلك سلسلة من المطاعم ، هو أول من يعترف بأن قدرته فى التعامل مع الآخرين ليست أعظم من قدرة أي منهم ، حيث يوضح كين رأيه قائلا : " إن الأمر يتعلق ببساطة بمعرفتي لكيفية الاستخدام الأفضل لكفاءتي العقلية بطريقة أفضل من الآخرين " . إن استخدام رفع الكفاءة العقلية لتوجيه تفكير وأفعال الآخرين هو ما مكن كين من بناء امبراطورية المطاعم التي بناها ، وباستغلال القدرة التي نمتلكها جميعا للتأثير فى الناس فقد استطاع كين أن : * يقنع البنك بمنحه تمويلا بنسبة واحد فى المائة لبناء أول مطعم له * يقنع بلدية المدينة التي يقيم بها بتغيير منطقة موقع المطعم * يأخذ كبير الطهاة من أحد الفنادق الكبيرة فى المدينة * يجذب حشود كبيرة من الزبائن لمؤسسته الجديدة * يكتسب بسرعة فائقة سمعة طيبة * يعتمد على نجاحه الأول فى إقامة سلسلة من مطاعم اللحوم والأسماك وأنت أيضا لديك هذه القدرة التي يمتلكها كين لخلق انطباعا جيدا فى نفوس الآخرين السر وراء القوة الحقيقية القوة عبارة عن مقايضة ، فأنت تجعل الآخرين يفعلون ما تريد عن طريق منحهم شيء ما يريدونه ، إن رفع الكفاءة العقلية أو زيادة الكفاءة العقلية تبرهن على أن ما تستطيع منحه للآخرين يمكن أن يكون شيئا ضئيلا جدا بالمقارنة بما يمنحونه لك فى المقابل .وأول شيء يجب أن تدركه هو أنه لا يوجد أحد يقوم بفعل شيء رغما عنه . فالموظف مثلا حتى من يكره عمله ، يذهب إلى العمل ليحصل على راتب بدلا من البقاء فى المنزل مفلسا . والضحية التي صاحبها شخص ما لسلبها ، تريد أن تتنازل عن المال ، لان ذلك أفضل من أن تجرح أو تقتل ، والشخص الذي يقوم بعمل الخير للآخرين يفعل ذلك للحصول على مكافأة يريدها : إنه الشعور الطيب الذي يمنحنا له هذا العمل الخيري . الآن قد حصلت على لمحة عن رفع الكفاءة العقلية الذي يمكنك قيادة الآخرين ببراعة استخدام القوة الحقيقية . وبذلك قد تعلمت الأساس الأول لقيادة الآخرين بشكل مباشر . فإن أسرع الطرق لتحريك الناس هو أن تفهم أن كل شيء يفعلونه إنما هو بهدف إسعاد أنفسهم . فكل فعل منا يكون بهدف إرضاء الاحتياجات المادية والعاطفية . يعني أننا نعمل لكي نوفر الطعام والمأوى فمثلا نذهب لدور العبادة لتنمية شعورنا بالسعادة الروحانية . نتطوع بالعمل فى مستشفى محلي ، لان ذلك يمدنا بالشعور بالدفء عندما نساعد الآخرين . نسرع بذهابنا للعمل فى مؤسسة وطنية لان ذلك يمنحنا الشعور بالأهمية . أحد الاحتياجات العاطفية الرئيسية هو الذي ذكر أخيرا فى الفقرة السابقة " الشعور بالأهمية " فلا يوجد كائن بشري فى أي مكان لا يتوق إلى الشعور بالأهمية ، ويمكن أن يقال أن كل شيء نفعله هو لجعل أنفسنا نشعر بمزيد من الأهمية ، حتى الشخص الذي يتسم بقسوة القلب والذي يمنح وقته أو حاله لمؤسسة خيرية ، وإنما يفعل ذلك فى الواقع لان القدرة على مساعدة الآخرين يزيد من شعوره بالأهمية .