يبدو أن النظام المصرى يمر فى مرحلة تطوره الراهنة بحالة «فراغ سياسى» يعتقد كثيرون أن الجيش هو الوحيد القادر على ملئها، خصوصا فى ظل الحاجة الماسة إلى تحقيق الانضباط والأمن كشرط أساسى للانطلاق على طريق التنمية والتقدم. القيادات المدنية لاتزال عاجزة حتى الآن عن توحيد صفوف القوى الليبرالية واليسارية والقومية وتشكيل جبهة موحدة قادرة على حسم الانتخابات البرلمانية القادمة لصالحها أو الاتفاق على مرشح بذاته لخوض الانتخابات الرئاسية القادمة وفق برنامج متفق عليه. وفى ظل حالة الفراغ هذه من الطبيعى أن تتطلع الجماهير المصرية ذات الحس السياسى المرهف إلى الفريق السيسى باعتباره «المنقذ» الوحيد المطروح على الساحة، ومن ثم فليس من المستبعد أن تتزايد الضغوط عليه للقبول بترشيح نفسه فى الانتخابات الرئاسية القادمة. غير أن هذا الحل، بافتراض أن الظروف المستجدة قد تجبر السيسى على قبوله، قد يشكل مخرجا للأزمة على المدى القصير، لكنه قد يتحول إلى عبء على المدى الطويل. فهل تستسلم النخبة المصرية، بجناحيها، لمثل هذه الحلول المؤقتة؟ أظن أنه بات لزاما عليها أن تفكر خارج الصندوق للتوصل إلى حلول مبتكرة. وللتوصل إلى هذه الحلول على الفصائل المنتمية إلى تيار الإسلام السياسى أن تدرك أن العودة بعقارب الساعة إلى الوراء باتت أمرا مستحيلا، ومن ثم فعليها أن تقوم بالمراجعات الفكرية الضرورية لتأكيد التزامها بالقواعد الديمقراطية ولاستعادة الثقة فيها، وعلى الفصائل الأخرى أن تدرك فى الوقت نفسه أن الاستئصال ليس هو الحل ويمهد الطريق لاستبدال الفاشية الدينية بفاشية عسكرية. لقراءة المقال كاملا اضغط هنا