"الشهادة دي زي المغناطيس، كل ما القطبية بتاعتك بتزيد ناحيتها كل ما هي تقربلك".. كلمات قالها ولم يعلم أنه بدأ في جذب إحدى الرصاصات لتسكن رأسه أثناء خروجه في مسيرة "نصرة الشريعة" ببني سويف. لم يكترث بكثرة الطلقات التي تطلقها القوات، وخرج كما خرج في رابعة العدوية والنهضة ومسجد الفتح، لدعم الشرعية وكسر "الانقلاب العسكري"، حتى امتلأ محيط مسجد بني سويف الجديدة بدمائه. أحمد محمد حسب الله، 26 عاما، خريج شريعة وقانون، أزهري صميم ، كما يطلق عليه أصدقاؤه، خرج ليشارك في مسيرات لكسر "الانقلاب العسكري"، وكان في مقدمة المسيرة لحظة إطلاق النار من سيارة تابعة للجيش على المتظاهرين، في محيط مسجد بني سويف حتى سقوطه ضحية. يقول صديقه حسن عرفان (مهندس): كان دائم التضحية والوفاء لكل من يعرف وكان يحب الأطفال ودائما ما يقدم الهدايا لإدخال السعادة والمرح على قلوبهم، مؤكدا أن شقيق حسب الله الأكبر أصيب برصاصة في رقبته أثناء فض اعتصام رابعه العدوية، لافتا إلى أنه كان مشهورا عنه الفراسة، ويقوم بتعليم أبناء حيه القرآن الكريم. وقال شهود عيان، إن الأهالي رفضوا الانصراف من أمام مسجد بني سويف الجديدة، وتوالت هتافات المشاركين في المسيرة بالتنديد بحكم العسكر و"الانقلابيين". وتابعوا: "لكن الجنود بدأوا يوجهون بنادقهم في اتجاه المتظاهرين، ليسقط 10 مصابين بينهم أحمد الذي لفظ أنفاسه الأخيرة إثر طلق ناري في الرأس؛ ثم جرى نقله إلى مستشفى الزهراء، فيما أصر الأهالي على إكمال المسيرة وسط هتافات منددة بالمجازر اليومية ضد السلميين.