كثيراً ما تظهر علامات التوتر والإكتئاب للسيدات الحوامل خصوصاً فى الشهور التى تسبق الولادة وبعد الولادة يشعرن بتأنيب الضمير والخوف من شعور الجنين بهذا التوتر والإكتئاب الذى حدث للأم قبل الولادة. والإكتئاب فى الكبار حالة عقلية تتميز بالشعور بالحزن والإحباط والخمول وغالباً ما يرتبط الإكتئاب بلوم النفس وبأعراض جسدية كإضطرابات الأكل والنوم. أما فيما يتعلق بالأطفال الرضع وهل هم معرضين للإكتئاب أو الألم النفسى إذا شعر الرضيع الطفل بإهمال والديه وخصوصاً فى الأيام الأولى من حياته تحدث له أضرارا نفسية جسيمة لأن الرضيع فى أيامه الأولى يتعرف على الأم من رائحتها التى قد تعود عليها من السائل الأمنيوسى الذى يحيط بالجنين فى رحم الأم ويتعرف أيضا على الأم والأب من خلال أصواتهم التى طالما كان يسمها وقت الحمل كما أن الرضيع لا يستطيع التميز بالنظر فما يشعره بالطمأنينة ما كان يألفه من رائحة الأم وصوت الأب فإذا لم يجدهما فى أيامه الأولى شعر بضغوط نفسية قاسية. أما إذا تعرض إلى الحرمان الحسى مثل عدم تقبيله وحملة حين يبكى أو تهدئته بالطبطبة عليه وكذلك عدم رضاعته فى الأوقات التى يشعر فيها بالجوع والتمسك بالرضاعة كل ثلاث ساعات أو إيقاظ الرضيع من نومه لإطعامه أو عدم الحديث معه أو النظر إليه وقت الرضاعة والإنشغال عنه بالحديث بالتليفون أو التحدث مع آخرين فكل هذا يشعر الرضيع بالضغوط النفسية عندما يستنفذ الرضيع جميع الحلول للحفاظ على توازنه النفسى واستمرت هذه الضغوطات عليه تزداد معدلات إفراز هرمونات التوتر وتظهر عليه أعراض نفسية فى صور متعددة مثل النوم المتقطع والبكاء الشديد من دون سبب وغالباً ما يرفض الطفل الرضاعة الطبيعية ويفضل الرضاعة الصناعية وكثيراً ما نجده مصاباً بنزلات البرد المتكررة أو حساسية صدر مع كحة مزمنة لأن هرمونات التوتر على الجهاز المناعى له وتقوم بإضعافه ويصبح فريسة للفيروسات والميكروبات. ولذلك على الأم الحامل الأهتمام بصحتها النفسية من أجل صحة جنينها وقد أظهرت دراسات عديدة أن الرضع الذين ولدوا من أمهات مكتئبات لديهم ارتفاع فى هرمونات التوتر ونشاط كهربائى للمخ مما يدل على الإكتئاب.