علاج الأمور بتغطية العيوب وتجميل المظاهر لا جدوى منه ولا خير فيه، وكل ما يُحرزه هذا العلاج الخادع من رواج بين الناس أو تقدير خاطئ لن يغيّر شيئاً من حقيقته الكريهة. ومن هنا لم يحفل الإسلام بالظواهر إذا كانت ستاراً لتشويه مَعيب، أو نقص شائن، فما قيمة المظهر الحلو إذا كمن وراءه مخبر مرّ؟! من أجل ذلك لم يعتدّ الإسلام بتكمُّل الإنسان وتجمُّله إلا إذا قام هذا التسامي على نفس طيّبة، وصحيفة نقيّة، وفؤاد ذكيّ، وضمير أُضيء من داخله، فله سناً يهدي صاحبه إلى الصراط المستقيم. الجمال عمل حقيقي في جوهر النفس، يصقل معدنها، ويُذهب كَدَرها، ويرفع خصائصها، ويعصمها من مزالق الشرّ، وينقذها من خواطر السوء، ثم يبعثها في الحياة كما تنبعث النسمة اللطيفة في وقدة الصيف، أو الشعاع الدافئ في سَبْرة الشتاء. وانزل سورة كاملة تدعو إلى الوقاية من الهواجس الوضيعة والخواطر المظلمة، وتحفظ على المرء إشراقَ روحه ونقاوة جوهره. وإليك السورة الكاملة :"قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ، مَلِكِ النَّاسِ، إِلَهِ النَّاسِ، مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ، الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ، مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ".