استبعد العديد من الخبراء والمحللين احتمالية شن الكيان الصهيوني هجوم وشيك على الجمهورية الإسلامية الإيرانية تزامنا مع قرب انتهاء الخط الأحمر الذي وضعه رئيس الوزراء الصهيوني للقيام بعملية عسكرية ضد إيران خلال خطابه بالأممالمتحدة في سبتمبر الماضي. وذكرت وكالة رويترز للأنباء في تقرير لها اليوم الجمعة أن زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى الكيان الصهيوني خلال الأسبوع المقبل في بداية فصل الربيع تتزامن مع "الخط الأحمر" الذي حدده بنيامين نتنياهو لشن هجوم على المواقع النووية الإيرانية. وأشارت رويترز إلى أنه على الرغم من هذا فإن الحرب الصهيونية الإيرانية، التي تمثل كابوسا للولايات المتحدةالأمريكية نظرا لأن أمريكا تحاول التقليل من التزاماتها الدفاعية في الخارج وتجنب أزمة استنزاف النفط الخليجي، لا تعد أمرًا وشيكا. ونقلت الوكالة عن العديد من المسئولين والمحللين أن إيران قد استطاعت التصدي للتهديد الصهيوني عن طريق تغيير المستوى المتوسط لتخصيب اليورانيوم، ومن ثم لم تعد تمتلك الوقود الكافي لصنع أول قنبلة نووية محتملة ، التي حذر منها نتنياهو خلال خطابه في الأممالمتحدة في سبتمبر من العام الماضي حينما دعا نتنياهو العالم لوقف إيران ومشروعها النووي حتى الصيف القادم، معلنا وضعه خطا أحمر أمام إيران، على الرغم من معارضة الرئيس الأمريكي لرسم مثل هذا الخط، وتحديد مهلة زمنية معينة لوقف إيران برنامجها النووي. وعلى الرغم من المزاعم الصهيونية، ذكرت آخر تقارير المفتشين أن هناك انخفاض في نسبة العشرين بالمئة من مخزون اليورانيوم. وفي الوقت نفسه ، أقر العديد من المسئولين في الكيان الصهيوني بأن التاريخ المحدد للخط الأحمر الذي وضعه نتنياهو قد تم تأجيله ربما لأجل غير مسمى. ونقلت وكالة رويترز عن أحد المسئولين الإسرائيلين "إن الخط الأحمر لم يكن أبدا موعدا نهائيا." وفي هذا السياق، شكك الجنرال مارتن ديمبسي رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة من قدرة الكيان الصهيوني على شن هجوم على المنشأت النووية الإيرانية، في الوقت الذي لا يستطيع فيه نتنياهو أن يخفي من أفضلية أن تأخذ واشنطن زمام المبادرة في أي حرب محتملة ضد إيران. وأعرب أوباما في مقابلة مع القناة الثانية بالتلفزيون الصهيوني أمس الخميس، عن أمله في أن تصل المفاوضات، التي تم استئنافها الشهر الماضي بين الولاياتالمتحدة والقوى الخمس الكبرى بالإضاف إلى إيران، إلى وقف برنامجها النووي المثير للجدل. وأضاف أوباما إن هناك مجال من الوقت لحل المشكلة الإيرانية بالطرق السلمية وهذا سيصب في مصلحتنا جميعا. وأكد أوباما أنه "إذا استطعنا حل الامر دبلوماسيا فسيكون ذلك حلا أكثر دواما لكن اذا لم يحدث فسأواصل ابقاء كل الخيارات مطروحة". وقال أوباما إن "الخط الأحمر" بالنسبة للولايات المتحدة هو اقتراب إيران من امتلاك القنبلة النووية. وأعرب الرئيس الأمريكي عن اعتقاده بأن إيران ستستغرق "أكثر من عام أو نحو ذلك" لتتمكن من تطوير سلاح نووي بشكل فعلي. وعلى الرغم من أن الثقة في أوباما ليس محل إجماع من الدائرة المقربة لنتنياهو، قال مسئول إسرائيلي، رفض ذكر اسمه، "إن الرؤساء الأمريكيين غير مخادعين، ومن ثم يجب الوثوق بأوباما." وفي 21 فبراير ذكر تقرير صادر عن الأممالمتحدة أن إيران تمتلك حوال 167 كجم من اليوانيوم متوسط التخصيب، بعد تحويل بعض من مخزون اليورانيوم إلى وقود صلب. ويقول الخبراء إن إيران بحاجة إلى حوالي 240-250 كجم من اليورانيوم المخصب لصناعة قنبلة نووية، على الرغم من أن ضرورة وصول نقاء تخصيب اليورانيوم إلى 90 في المائة. وتبدو الولاياتالمتحدة أكثر تقة في عمليات التفتيش على المواقع الإيرانية، وكذلك مراقبة أجهزة المخابرات للإيرانيين، بالإضافة إلى قدرتها على التدخل عسكريا في غضون وقت قصير. حيث صرح رئيس جهاز الاستخبارات الوطنية الاميركية جيمس كلابر يوم الثلاثاء أن "النظام الايراني لن يستطيع انتاج اليورانيوم العالي التخصيب لصنع قنبلة نووية من دون ان يتم كشفه". ومن جهته، شكك غاري ساموري، مستشار الرئيس أوباما السابق في قدرة إيران على كسر رقابة الأممالمتحدة على برنامجها النووي والقيام بصنع قنلة نووية، أو قدرتها على الانتقال السريع إلى اليوارنيوم عالي التخصيب بسبب بعض القصور التقني لدى الجمهورية الإسلامية. ونقلت رويترز عن ساموري، الذي يشغل حاليا منصب المدير التنفيذي في مركز بيلفر للعلوم والشئون الدولية التابع لجامعة هارفارة كينيدي، خلال اتصال هاتفي "لا أحد يعلم، بما في ذلك الإيرانيين مقدار العشرين بالمائة (اليورانيوم المخصب) التي يحتاجونها إلى صنع قنبلة نووية. فهم لن يفعلوا ذلك." وأضاف ساموري، الذي استبدل الخط الأحمر الذي رسمه نتنياهو بالمنطقة الحمراء، أن ذلك يجعل التساؤلات المطروحة حول موعد شن هجوم محتمل "غامضة بطبيعتها."