يكرر ماتمنعيه منه.. يعطلك في الخروج.. يسكب كل تقدميه له من طعام وشراب أنه طفل السنتين، فمهما قلتِ له لا، سيقوم بتكرار نفس العمل، ثم يتسلل إليكِ شعور أنه بيقوم بهذه الأعمال ليصيبك بالجنون. تذكري أنه لايقصد ذلكً. هو فقط لايفكر بنفس الطريقة التي تفكرين بها. والأطفال في هذا العمر لديهم عالمهم الصغير الخاص بهم، فهم علماء صغيرون يواجهون كل يوم اكتشافات جديدة تلفت أنظارهم ويتعلمون منها الكثير. و يبدأ طفلك تعلم القوانين بكسرها. تعلمي النظر لكل الأمور بمنظوره هو: وإليكِ بعض الأمثلة من صفحة الاجتهاد في تربية الأطفال: لماذا أسرع؟ هذه أم على عجلة لتذهب لعملها، فتركض ومعها طفليها التوأم لتضعهما في كرسي السيارة. إحداهما يهرب ويركض حول شجرة، والثاني يبحث عن كرة بين العشب ضاعت منه في اليوم السابق. مع كل أنواع الصراع لم تستطع الأم أن تضعهما في كرسي السيارة. تفكير الأم: لمَ لا يكون لديهما أي اعتبار لوقتي؟ سنتأخر... تفكير الطفل: هيا نلعب! أين ذهبت هذه الكرة؟ كيف نفهم التصرف: الأطفال يعتقدون أن العالم كله يدور حول رغباتهم، ليس لديهم المقدرة لاستيعاب احتياجات غيرهم. ولا يفهمون سبب الإسراع في العمل. يعيشون في لحظة الآن وهنا فقط. خففي من عنائك وتفادي مشاكل الصباح في اليوم السابق حتى لا يكون تأخير اليوم السابق حملاً في اليوم اللاحق. أوجدي الكرة في اليوم الذي ضاعت فيه ولا تقولي غداً أبحث عنها. حاولي التخفيف من أي إعاقات قد تلفت أنظار طفلك. مثلاً، إن كانت الألوان موجودة على الطاولة خلال الليل، بالتأكيد طفلك سيحاول اللعب بها إن وجدها في الصباح بدلاً من ذهابه إلى الحضانة وستتأخرين عن عملك. ولكن إن تذكرتي وضعها عندما ينام في مكان بعيد عن أنظاره سينساها، ولا معاناة. إن كان طفلك يبطئ في الصباح الباكر وأنت على عجلة، ذكريه بالمتع التي سيجدها في الحضانة من ألوان وألعاب. أو اشغلي تفكيره بأن تطلبي منه المساعدة بحمل شيء ما إلى السيارة. وفكرة أخرى، ضعي منبهاً على 5 أو 10 دقائق، وأخبريه أن عليكما الخروج عندما يرن هذا المنبه، رغم أنه لا يفهم معنى الوقت ولكنه سيفهم أن اللحظة التي يرن فيها المنبه يجب أن يرمي كل شيء من يده ويخرج. سيظنها لعبة طريفة. وإن فشلت كل هذه المحاولات، سنحاول الطريقة التي لا تفشل أبداً، بهدوء ارفعيه واحمليه تحت ذراعك مداعبة، ضعيه في كرسي السيارة واربطي حزامه. الفم الذي لا يعجبه العجب! تشكو أم من أن طفلها يحب الخضار مع المكرونة والجبنة، وفي يوم أبعد الطبق عنه وقال أنه لا يريده. تفكير الأم: كيف يكره شيئاً أحبه البارحة؟ ألا يفهم أنه ليس لدي الوقت لأخترع له 10 أطباق ليختار منها واحد يعجبه؟ تفكير الطفل: لو أنني أعرف أن أعبر بكلمات أكثر، كنت سأقول: لقد مللت المكرونة والجبن! وأفضل الساندويش. ولكني لا أملك إلا أن أبعد الطبق أو أرميه على الأرض، لربما تفهم أمي ما أريد. كيف نفهم التصرف: مثلك تماماً، الطفل يمل من بعض أنواع الطعام، أو ممكن أن يشعر بأنه لا يرغب به الآن أو ببساطة ليس جائعاً. ولكن على عكس البالغ، فالطفل يجد صعوبة في التعبير عن رغباته، ومن الصعب تحديد ما يحبه وما لا يحبه. ربما يستمتع بأكل الموز، ولكن فقط إن كان مهروساً، أو قطع الدجاج ولكن فقط إن كان جنبها صلصة خاصة. ربما يحب الخضار مقطعة. أي ليس هناك طريقة لمعرفة ما يريده الطفل في مزاجه الحالي. فإذا كان طفلك لا يستطيع التعبير عن نفسه بوضوح وبالطبع لا تستطيعين قراءة ما في عقله، ماذا تفعلين إن كان ذوقه في الأكل يتغير من الليل إلى الصباح أو أنه لا يريد تجربة شيء جديد؟ الكثير من الأمهات يعطون الطفل خيارات متنوعة، حتى لو لم يكن لديهم الوقت والصبر. فهذه الأم عندما رفض ابنها المكرونة، أعطته قطع من الدجاج. لا. أعطته الرز. أصبح الطبق على الأرض، شعرت الأم بأنها ستأخذ ابنها وترميه مثل الطبق على الأرض في هذه الحالات، صراع الطفل ربما لا يكون له علاقة باختيار الطعام ولكن الرغبة بممارسة السيطرة، وأفضل طريقة لانتصارك: أن تخرجي من المعركة. كيف؟ أعطه طبقاً فيه وجبة صحية منوعة. إن لم يرغب بأي شيء في الطبق، لا بأس. ولكن لا تعطيه أي شيء آخر. إذا شئتِ بإمكانك إعطائه شيئاً آخراً إن توفر، ولكن إن رفضه.. يكون وقت العشاء قد انتهى. إن ضيع وجبة واحدة في اليوم فلن يموت جوعاً. يؤكد الخبراء أن الطفل-حتى قليل الأكل- يأكل ما يكفيه ليبقى مكتفياً على مدى النهار. إن لم يشأ طفلك أن يجرب نوعاً جديداً من الطعام، اعرضيه عليه بعد أيام أو أسابيع لاحقة. طبعاً شكل الطعام ومنظر تحضيره يؤثر على قابلية الطفل. الطفل قد يحب البرجر ولكن لن يعجبه شكل فخذ الخروف. عندما تعطيه نوعاً جديداً من الطعام، لا تظهري أهمية كبرى للأمر، فقط ضعي الطعام على الطاولة وابدأي الأكل.