"الشعب هو المعلم والقائد" هكذا كان يقول الزعيم الراحل جمال عبد الناصر الذي - وبرغم كل الانتقادات التي توجه له - أفنى حياته فداءً لخدمة الشعبين المصري والعربي بكل انتماءاته. عبد الناصر، كان يؤكد مراراً وتكراراً أن الشعوب هي الأصل وهي سر القوة والمقاومة وهي الأبقى بعد فناء حكامها، لكن أنصار عبد الناصر وبعد وفاته بأكثر من 42 عاماً خالفوا زعيمهم الروحي بل وأساءوا للتيار الناصري بأسره. أحمد حسن الأمين العام للحزب الناصري، خرج على رأس وفد من حزبه متجهاً إلى سوريا ليس من أجل دعم الثورة ولا تعاطفاً معها ولا على رأس قافلة طبية لعلاج الجرحى الذين يتساقطون يومياً بالمئات ولا حتى لأداء دور الوساطة بين النظام القمعي والمقاومة، بل خرج الوفد الناصري لإعلان تأييده للمجرم بشار الأسد!!. الوكالة العربية السورية للأنباء "سانا"، ذكرت أن محمد جهاد اللحام رئيس مجلس الشعب السوري التقى وفداً من القوى السياسية والإعلامية المصرية يوم الاثنين بدمشق، مشيرةً إلى أن الوفد المصري التقى أيضا وزير الإعلام عمران الزعبي. وزعم "اللحام" - خلال اللقاء - أن ما تتعرض له سورية من حرب تستهدف الشعب والوطن للنيل من دورها القومي والمقاوم ، مؤكدًا أن بعض الدول مثل قطر والسعودية والغرب الإمبريالي، يعرقل كل مساعي الحوار ووقف نزيف الدم السوري عبر دعمها المجموعات الإرهابية المسلحة بالمال والسلاح وتحريضها من خلال قنوات شريكة في جريمة سفك الدم السوري، إضافة إلى تخريب البنية التحتية والمنشات وتفكيك المعامل وسرقتها وتهريبها إلى تركيا. مخطط وهمي من جهته قال أحمد حسن أمين عام الحزب الناصري :"تحليل الموقف الذي تمر به الأمة العربية يدل على وجود مخطط واسع لتدميرها وتحويلها إلى دويلات تحقق المصالح الصهيونية والاستعمارية ويستهدف سورية المعقل الأخير للقومية العربية والمقاومة"، مؤكدًا أن الشعوب العربية سوف تأخذ زمام المبادرة وتعيد الدور التاريخي للأمة العربية وبناء مستقبلها. بدوره أكد ابراهيم بدراوي رئيس حركة اليسار المصري، أن قدر سوريا وضعها في مواجهة الحرب الهمجية الشرسة نظرا لأهميتها ومركزها الإقليمي ودورها المقاوم لمشاريع الهيمنة الاستعمارية وتفكيك المنطقة لافتا إلى أن سوريا المنتصرة ستفرض معادلات جديدة تعيد فرز القوى على المستويين الإقليمي والدولي. وأشار الإعلامي إيهاب حسن - عضو الوفد - إلى أن التكوين المجتمعي السوري ونسيجه وتلاحمه أسهمت في صمود سورية مبينا "أن مصر وسوريا في خندق واحد بمحاربة الفكر الإخواني والجماعات السلفية الإرهابية والفكر المتطرف التي استباحت الدم العربي". وأكد على ضرورة بلورة مشروع قومي جديد يعكس تطلعات الشعوب العربية الحقيقية من خلال آليات تجمع القوى القومية على امتداد الوطن العربي. كما التقى وزير الإعلام السوري عمران الزعبي، أمس الوفد المصري برئاسة الأمين العام للحزب الناصري المصري أحمد الحسين. دعم المجرم وأكد أعضاء الوفد - خلال اللقاء - وقوف القوى السياسية القومية والإعلامية والشعبية إلى جانب الشعب السوري في وجه ما يتعرض له من مؤامرة عدوانية، وقال رئيس الوفد "إن ما تتعرض له سوريا لا علاقة له بما يسمى (الربيع العربي) وأن صمود الشعب والجيش السوري في وجه ممارسات الميليشيات المسلحة وجبهة النصرة هو الدليل القاطع على أن سوريا متمسكة بوحدتها أرضا وشعبا ومهما حاولت القوى الظلامية التي تقوم بتمويل المعارضة المسلحة بالمال والسلاح فإنها ستفشل وقد فشلت على أرض الواقع من خلال الانتصارات التي يحققها الجيش العربي السوري". بدوره ثمن وزير الإعلام عمران الزغبي مواقف القوى السياسية ودور الإعلاميين الذين ينقلون الصورة الحقيقية عما يجري في سوريا، معتبرا أن استهداف سوريا هو استهداف للأمة العربية كما قدم عرضاً مفصلاً للوفد المصري عن آليات تنفيذ البرنامج السياسي لحل الأزمة وانطلاقة الحوار الوطني الشامل في الأراضي السورية. إذن هي مهزلة على مستوى دولي، الحزب العربي الناصري والتيار الاشتراكي اليساري الذي يفترض فيه أن يكون "نبضاً للشعوب" تخلى عن شعب عربي شقيق يتعرض للقتل والإبادة كل يوم، وتخلى عن القيم والمباديء التي كان من المفترض أن يكونون هم أكثر المتمسكين بها. التيار الناصري الذي راح صوته يخفت بين الشعب المصري والعربي تدريجياً، عليه اليوم أن يوضح حقيقة ما يجري وأن يُبيّن للناس علاقته بنظام الأسد وما الدوافع من هذه الخطوة - وإن كان لا مبرر لما فعلوه - وإما برفع يده عن تلك السقطة غير المبررة وفصل المشاركين فيها من الحزب، وإلا فإن الخسارة آتية لا محالة وسيفقد أنصار الناصرية تواجدهم محلياً وعربياً، خاصة وأن تواجد الأسد لن يدوم أبداً وسيبقى الشعب السوري ... لأن "الشعب هو المُعلم والقائد".