كان يا ما كان، رجل صعيدي عامل بناء طيب جميل عثل خالص اسمه: خديوي آدم، وجد سلاح الجريمة البشعة التي أطلق فيها السباك المدعو "محمود عبد اللطيف" ثمان طلقات طائشة في اتجاه الزعيم جمال عبد الناصر و كلها اخطأته. خديوي آدم يا كرام سار على رجليه من الإسكندرية للقاهرة... سيرا على الأقدام ... وربنا... ليسلم المسدس بنفسه... بنفسه... أي و الله بنفسه إلى الرئيس و الزعيم المفدى جمال عبد الناصر. نشرت الأهرام في عددها الصادر 2 نوفمبر 1954 خبر صاحبنا "خديوي"، و لم يُصب جمال عبد الناصر، و صار التباسا تاريخيا في الرواية، ف مؤرخون يقصرون الحادثة على علم رئيس شعبة محمود عبد اللطيف الإخواني و بأنه (رئيس الشعبة و المدعو هنداوي دوير) هو من خطط و أوهم محمود بأن اغتيال عبد الناصر عقاب على معاهدته مع الانجليز... أو أن أعضاء مكتب الإرشاد كانوا على علم. المهم، صار التباسا طويلا بين أن القضية ملفقة، أو أن القضية حقيقة و لا يعلم من خططها على وجه الدقة، حتى أن هناك رواية تقول أن محمد نجيب نفسه كان على علم و ربما تخطيط بحادثة الاغتيال المزعومة. و التاريخ يا كرام كما تعرفون يكتبه المجلس العسكري بتاع ايامهم، و إخوان ايامهم، و نخبة أيامهم، و أهرام ايامهم... يعني مصريين أيامهم. و المصريين "زي ما انتو راسيين". المهم في الأخير، وهو ما يهمنا في الرواية: 1. تم إعدام 6 من الإخوان شنقا 2. تم سجن و اعتقال و تعذيب آلاف مؤلفة من الإخوان 3. و الجزء الأهم في الحدوتة، أن صاحبنا الصعيدي الذي وجد سلاح الجريمة بعد اسبوع من سيره على الأقدام في اتجاه الزعيم عبد الناصر، و صل إليه سالما و سلمه بنفسه... أي و الله سار على قدميه اسبوعا كاملا، تعرفون السكة من القاهرة للاسكندرية طويلة، و سلم سلاح الجريمة و نشر الخبر في الجريدة الرسمية، و الناس بتوع الأفلام الأبيض و اسود صدقوا الحكاية. الشاهد: بغض النظر عن كون القضية ملفقة من عدمه: تم اقصاء تيار كامل بكل أفراده خلف السجون و المعتقلات لأن أحدهم حمل السلاح (ربما). نتحدث عن آلاف. لا عن شخص، او 2 أو حتى 5، 6، 7، 3، 4 يا أحباب... آلاف. يعني لو صحت "الجريمة" فإن العقوبة تكون في "المخططين"، ولكن المهم "آداة الجريمة" و صلت لعبد الناصر في اسبوع، و مصر وقتها كانت مؤهلة لأن يذهب آلاف من الناس في المعتقلات و السجون... ولو ظلما. نتحدث عن عقاب جماعي لتيار بأكمله. في ازهى عصور الديكتاتورية. ها... هل تغيرنا كثيرا؟! لأني لازلت أسمع احدهم يقول "يجب أن يعامل الإخوان كالفئران" أو "كالطاعون". اليوم يا كرام، بعد مرور الزمان بزمان, و صراع ثلاثة أجيال من تلك اللحظة إلى اليوم، تغير الحال. تغيرت الكراسي، هكذا حال الدنيا. اليوم، لدينا تيار كامل يخطط و يحرق و يحمل السلاح... ولا يتحرج من إعلان ذلك و دعمه. المتغير الوحيد صار في قابليتنا للاستبداد... أعمال الحرق و حمل السلاح، أعطت مرسي الشرعية ليُفعل حالة الطوارئ بعد أن قامت الثورة اصلا لتلغيها، مع تشجيع شعبي، حتى أن بعض المدن غارت من عدم تطبيق الطوارئ، و دفعت آخرين لتنظيم مهرجان كروي عشان الحظر يكمل، و أكمل الجريمة بالضبطية القضائية... تلك الضبطية التي هاجمنا المجلس العسكري طويلا طويلا لمجرد انه فكر ان يستخدمها... اليوم يستخدمها الجيش ضد فريق، غدا سيستخدمها ضد الآخر... هكذا الدنيا، و لا ايه؟! اخبرك، تيار بعينه يحمل السلاح، و يرهب الناس و يساوم الرئيس و تيارات اخرى على حياتها و العودة للمعتقلات تماما كأيام سلفهم. ما رأيك؟ هل تظن أنهم يعودون للسجون بسبب خديوي آدم جديد لم يظهر حمل آداة الجريمة سيرا على الأقدام لمدة اسبوع؟! و تيار آخر يقول "يريدون الاستئثار بمفاصل الدولة"... لا يا شيخ، وهل فيكم تيار رشيد لا يريد ان يستأثر بكل شيء؟! و طوال الوقت ايضا! لهذا نسميه "صراع" سلطة يا صاح. وأخيرا، ألا يعرف مرسي اليوم، من يحمل إليه صورة لأحدهم يحمل السلاح، و يأتيه بتلك الصورة على فلاشة و لو سيرا على الأقدام من الإسكندرية للقاهرة... و عليه يتم القبض على كل المتورطين في حمل السلاح بشكل جماعي؟ ألا تنقل له شاشات التلفزيون الإبراشي و هو يقابل "الجيش الحر المصري" أو شاشات التحرير و جماعة البلاك بيري بلوك :-) ؟ ألم يسمع بال جيوش المجيشة التي تدخل من حماس إلى مصر و تلك الأخبار الخزعبلية المماثلة لبيع مدن القناة لقطر؟ إلى متى سنعيش في هذا الكم من الأكاذيب و الحماقة و الاستخفاف و الاستعباط و الاستهبال من الجميع!!! نتحاور؟ أكيد، و لكن كيف الحوار مع من اصابه الطرش؟ و كيف يتم "الحوار" مع من يحمل السلاح؟ أي حوار؟! كيف تحاور اصلا من لديه النية أن يحرق و يقتل أو على الأقل يقف صامتا بينما يحدث كل ذلك، إن لم يكن هو المخطط اساسا؟ و إن لم يكن هو المخطط... فكيف يتوقف الحرق "تلقائيا" هل للحرائق و حمل السلاح زرار بيد أحدهم؟ أين خديوي!! حظر التجول لا يفيد، لدينا صور لهم و هم يحملون السلاح و أسماء أشخاص و حساباتهم ... ما الذي ننتظره؟... آه العدالة... تلك التي اتت بحق 4 آلاف ممن فقأت أعينهم أو بحق تلك المسكينة تحت اقدام العسكر... تلك العدالة التي يحملها "خديوي" في الطريق؟! كل ما أقوله، الحمقى الذين يحملون السلاح، اغرقونا في هم "الضبطية القضائية" في يد العسكر، و جعلوا من الداخلية شهداء و مظلومين، و أهدروا حتى حقوق من خرجوا لهم إن لم يقتلوا بأيديهم أكثر... وهم بأنفسهم "إقصائيين" أشد حد، منهم من يقول: " الإخوان لا يصح فيهم غير معاملة نظام مبارك: فئران يجب إبادتها"، و منهم من يقول "هم يريدون الاستئثار بالسلطة" ومن منكم لا يفعل ذلك ولو أحرق كل شيء؟ في المقابل لدينا في النهاية ما حصلنا عليه دائما: سلطة اصابها الطرش و العمى و البكم! وهم في كل ذلك يعيدون مسلسلا قديما جدا جدا... ولكن الشعب يحبه... الشعب يريده... خديوي آدم! و توتة توتة... زهقنا من الحدوتة.