رفضت المعارضة السورية ودول غربية، الأحد، أي مبادرة لا تتضمن تنحي الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة، وذلك ردا على رؤية طرحها الأسد فى خطاب ألقاه فى دمشق، تستند إلى وقف العمليات العسكرية من جانب قوات المعارضة والجيش السوري، ومن ثم الدخول فى حوار شامل يضم كافة الأطياف السياسية فى سورية. وقال المتحدث باسم الائتلاف الوطني السوري المعارض وليد البني: "نحن قلنا عند تأسيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية بأننا نرغب بحل سياسي، لكن هناك هدف خرج السوريون من أجله، ودفعوا لأجله حتى الآن أكثر من 60 ألف شهيد"، مؤكدا أن السوريين "لم يقدموا كل تلك التضحيات من أجل أن يعيدوا الاستقرار لنظام الطاغية". واعتبر البني أن خطاب الأسد موجه بالدرجة الأولى إلى "المجتمع الدولي، والذى من الواضح يقوم بجهود حقيقية للتوصل إلى حل سياسي يؤدي إلى تلبية طموحات الشعب السوري بإنهاء الاستبداد، وعلى رأسه إنهاء نظام عائلة الأسد". وأضاف أن طرح الرئيس السوري استبعد إمكانية أى حوار مع الثوار ، مضيفاً "هو يريد أن يحاور من يختاره هو، وضمن هذا الحوار لا يقبل أي مبادرة تؤدي إلى تلبية طموحات الشعب السوري، أو تؤدي فى النهاية إلى رحيله وتفكيك نظامه". بدوره دعا رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، الرئيس السوري بشار الأسد، إلى التنحي، قائلا إنه يعمل للمساعدة على "الإسراع من وتيرة الانتقال". جاءت تصريحات كاميرون خلال مقابلة فى برنامج تلفزيوني، الأحد، بينما كان الأسد يصعد على المنصة فى دار الأوبرا بدمشق لتوجيه دعوة للحراك الوطني للدفاع عن سورية. وقال كاميرون "رسالتي للأسد هي ارحل. يداه ملطختان بأكبر قدر من الدماء. نرى الآن أن 60 ألف شخص قتلوا فى سورية، قابلت بعض الضحايا عندما ذهبت لمخيمات اللاجئين على الحدود الأردنية، وكانت القصص صادمة تماما فيما يتعلق بكيف تعرضوا للقصف وإطلاق النار وفى بعض الحالات للطعن وأخرجوا من منازلهم وقراهم وبلداتهم. وهذه وصمة عار في ضمير العالم". من جانبه، قال أكرم الأكرمي من معارضة الداخل ل"سكاي نيوز عربية" إن خطاب الأسد "يفتقر إلى الجدية، وليس سوى مضيعة للوقت". إلى ذلك، اتهم وزير الخارجية البريطاني وليام هيج الرئيس السوري ب"النفاق"، مشيرا إلى أن خطابه "لن يخدع أحدا". ودون هيج على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "خطاب الأسد نفاق. القتل والعنف والقمع فى سورية من صنعه. وعوده الفارغة بالإصلاح لن تخدع أحدا". وفى السياق ذاته، وصف وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو خطاب الأسد بأنه "تكرار لوعود فارغة"، مشددا على حاجة سورية إلى "انتقال سريع للسلطة". كما دعا الاتحاد الأوروبي الأسد إلى التنحي من أجل إعطاء الفرصة ل"التحول السياسي"، وأوضحت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون فى بيان أن على الرئيس السوري بشار الأسد أن يتنحى من أجل الوصول إلى حل سياسي للصراع فى بلاده. وقال متحدث باسم أشتون: "سنبحث بعناية ما إذا كان الخطاب يحمل أي جديد لكننا متمسكون بموقفنا وهو أن على الأسد أن يتنحى ويسمح بانتقال سياسي".