انتشرت في الآونة الأخيرة أنباء عن "الفرقة 95 إخوان"، حيث سيطرت على المواقع الإخبارية واستحوذت على القنوات الفضائية وصفحات الجرائد المستقلة والحزبية، وهو ما عزز المخاوف لدى العديد من المواطنين من ظهور أزمة جديدة قد تطفو على سطح الأحداث في مصر، وهي "الميلشيات" التي من شأنها أن تثير الاضطرابات والرهبة وتبعث في النفس المخاوف من تحول الصراع السياسي إلى معارك مسلحة. أزمة ليست وليدة الصدفة ويبدو أن طرح أزمة "الفرقة 95 إخوان" ليس وليد الصدفة؛ فمنذ عدة أشهر كانت هناك محاولات مستميتة لإلصاق "موقعة الجمل" بالإخوان وترددت الأقاويل - التي تزعمها العديد من رموز الفلول وعلى رأسهم أحمد شفيق ومرتضى منصور ورجال المجلس العسكري - بأن الإخوان هم من اعتلوا الأسطح وأطلقوا النيران على المعتصمين !!. وحينها صرح الباحث السياسي الدكتور عمار على حسن أن أحد قيادات جماعة الإخوان المسلمين، أجرى اتصالا هاتفيًا به، وقال له: "تخيل وصلت بهم البجاحة إلى درجة أنهم جهزوا ملفا يتهمون فيه الإخوان بأنهم الطرف الثالث". والآن يعاد طرح الملف مرة أخرى بمزيد من الضغط على مخاوف المواطنين من "الميلشيات" واللعب على "هواجس" فوبيا الجماعة . عاشور الحلواني ، عضو الهيئة العليا لحزب الحرية والعدالة ، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين اتهم إعلام فلول النظام السابق بالترويج لتخاريف "الفرقة 95 إخوان"، مشيرا إلى أن "تلك الاتهامات مجرد أكاذيب اختلقها إعلام ممول من رجال أعمال النظام السابق بهدف مداراة لجرائم النظام البائد الذي يقوم على تمويلهم ماديًا". وأضاف أن هذا الاتهام يعد إحدى حلقات التخاريف التي تمارسها عدد من وسائل الإعلام، متسائلاً : كيف لهم الإطلاع على تقارير لجان تقصي الحقائق، حيث إنه تم تقديمها للرئيس محمد مرسي وأحالها إلى النيابة العامة ؟ معتبراً أنها معارك جانبية ولا يستاهل عناء الرد سواء من الحزب أو الجماعة. الجماعة تنفي وفي سياق متصل، نفى الدكتور محمود غزلان، المتحدث الرسمي لجماعة الإخوان المسلمين، أي علاقة للجماعة بالفرقة 95 إخوان، التي تروج لها عدة وسائل إعلام على أنها تنظيم إخواني استهدف قتل الثوار أثناء اندلاع أحداث ثورة 25 يناير. واعتبر غزلان أن من يروجون لذلك هم مجموعة من المتربصين بجماعة الإخوان، ويحاولون كل يوم اختلاق موضوعات يهاجمونها بها للخوض في أعراض الإخوان. وطالب غزلان الانتظار حتى صدور تقرير لجنة تقصي الحقائق حتى يعلم الجميع أن كل هذا مجرد أكاذيب اختلقتها وسائل الإعلام المتربصة بالجماعة، مضيفًا: "ساعتها سيدرك الشعب من قتل المتظاهرين ومن كان يدافع عنهم". وكشفت الجماعة عن حقيقة الفرقة "95 إخوان" التي تحدث عنها الإعلام مؤخرًا، موضحة أنها إحدى فرق جهاز أمن الدولة التي كانت مكلفة بالتصدى للجماعة، في الوقت الذي كشفت فيه أن أعضاء هذه الفرقة متواجدون حالياً بدولة الإمارات العربية المتحدة برفقة الفريق أحمد شفيق، المرشح الرئاسي الخاسر. وقال مصطفى الغنيمى، عضو مكتب الإرشاد، إن الإخوان ليس لديها أي تنظيم يسمى "إخوان 95"، حتى يتم وضع الجماعة على قائمة الاتهامات في قضية قتل الثوار الذين ضحوا بأرواحهم فى ثورة 25 يناير المباركة. وأضاف: الإخوان هم الذين حموا الثورة وشبابها ضد العدوان والهجوم الغاشم من قبل أنصار الرئيس السابق حسنى مبارك، الذين حاولوا اقتحام ميدان التحرير وإجهاض ثورتنا، والجماعة لن تسمح لأي أحد بأن يشوه صورتها أمام الرأى العام. "الحياة" تدلي بدلوها قناة "الحياة" التي يمتلكها رئيس حزب الوفد السيد البدوي التقطت طرف الخيط وعرضت فيديو تضمن مشاهد لتدريبات رياضية وقفزات من أعلى أسطح البيوت ، باعتبار أنها تدريبات قتالية ، في محاولة لإثبات تبعية "الفرقة 95 إخوان" للجماعة، وإعادة سيناريو "ميليشيات الأزهر" عام 2007. نشطاء "فيس بوك"، تداولوا تعليقات ساخرة بأن الفيديو تم فبركته، قائلين إن "حقوق الفبركة والافتكاسة محفوظة لقناة الحياة الفضائية صاحبة السبق الأول في نشر الخبر"، بحسب قولهم. الأمر الغريب هو ما نُسب إلى أعضاء - لم يتم تسمية أي منهم في أي خبر - بلجنة تقصي الحقائق المكلفة باكتشاف أدلة جديدة حول "موقعة الجمل " وضحايا الثورة في الوقت الذي أكد فيه الكثيرون - داخلها - أن تقرير اللجنة لم يأت بجديد . علي جنيدي ، المتحث باسم أسر شهداء الثورة بالسويس وعضو لجنة تقصي الحقائق والتي قام بتشكيلها الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية قال إن تقارير اللجنة لم تأتِ بجديد ولم تُضف شيئاً إلى ما قيل سابقاً .. وتأسيساً على ذلك فليس هناك أية أدلة على ما نُقل عن بعض الأعضاء بأن الأدلة كشفت أن هناك فرقة تدعى "95 إخوان" . وستبقى "الفرقة 95 إخوان" مجرد سراب في ظل غياب أي دليل على وجودها في ظل تجاهل تام لموقف شباب الإخوان في الدفاع عن الثوار في موقعة الجمل، وهو أمر يعكس رغبة مروجي تلك الشائعات في العزف على وتر الخوف من ميلشيات "الإخوان".. وإلصاق المزيد من الاتهامات بالجماعة لتحويل الأنظار عن الأدلة الجديدة التي توصلت إليها لجنة تقصي الحقائق.