شهدت العراق عام 2012 أحداثا ساخنة أبرزها حالة من الصحوة شبيهة بثورات الربيع العربي ضد طغيان رئيس الوزراء نوري المالكي، الذي يعمل وفقا لأجندة إيرانية قح، وزادت محاولات سحب الثقة منه لتورط حكومته في العديد من أعمال القمع واضطهاد السنة، واغتصاب النساء وهو ما جعل البعض يترحم على أيام صدام حسين، صحوة ربيع عربي وتظاهر مئات آلاف العراقيين ضد حكومة المالكي.واتسع نطاق المظاهرات بالعراق، ورفع المتظاهرون سقف مطالبهم إلى إصلاحات جوهرية بالعملية السياسية تمنع احتكار السلطة. فبعد عشرة أيام من المظاهرات المتواصلة التي تشهدها مدينة الرمادي عاصمة محافظة الأنبار احتجاجا على سياسة حكومة المالكي التي يرون أنها تقوم على إقصاء وتهميش أهل السنة، بدأت مدينتا سامراء والموصل اعتصاما مفتوحا تضامنا مع الرمادي، كما بدأ عدد من المعتقلين بعدد من السجون العراقية إضرابا مفتوحا علن الطعام تضامنا مع مطالب المتظاهرين والمعتصمين. ورفع المتظاهرون سقف مطالبهم، مطالبين بإحداث تغيير جوهري بالعملية السياسية بالعراق، تمنع رئيس الوزراء من احتكار السلطة إلى جانب مطالبهم الثابتة المتعلقة خصوصا بإطلاق سراح المعتقلين ولا سيما النساء منهم. وقال الناشط مؤيد الدليمي من الفلوجة للجزيرة إن المتظاهرين مصرون على مواصلة اعتصامهم ومظاهراتهم حتى تتحقق جميع مطالبهم، مؤكدا أن اللجان الشعبية ترفض تسيس المظاهرات، لأن هذه المظاهرات تعبر عن رغبة الجماهير. اغتصاب النساء كما أن حكومة المالكي متورطة في عمليات اغتصاب لسجينات عراقيات بعد أن قدم الادعاء العام العراقي تقريرا إلى رئيس مجلس القضاء الأعلى مدحت المحمود يؤكد فيه حدوث حالات تعذيب واغتصاب لنساء معتقلات في السجون العراقية، في حين طالب القضاء بإصدار حكم الإعدام بحق من ارتكب جريمة بحق النساء العراقيات. وقال القيادي في القائمة العراقية حامد المطلك، في مؤتمر صحافي عقده بمبنى البرلمان، إن "الادعاء العام العراقي سلم تقريرا إلى رئيس مجلس القضاء العراقي مدحت المحمود يؤكد حدوث حالات تعذيب وانتهاك واغتصاب لنساء معتقلات في السجون العراقية"، مبينا أن "التقرير استند على تدوين اقوال النساء السجينات في المعتقلات العراقية". واضاف المطلك أن "التقرير يؤكد ما أعلنت عنه مؤخرا بعض اللجان البرلمانية ومنظمات حقوق الإنسان من حدوث حالات انتهاك وتعذيب واغتصاب للسجينات في المعتقلات العراقية"، وقد رافقت هذه القضية احتجاجات شعبية، ففي 23 ديسمبر تجمع متظاهرون في مدينة الفلوجة استجابة لدعوة مجلس محافظة الأنبار بغرب العراق إلى بدء عصيان مدني احتجاجا على اعتقال عدد من أفراد حماية العيساوي. إرضاء إيران وموالاة الأسد وقال ستيفن بيدل أستاذ العلاقات السياسية والشؤون الدولية بجامعة جورج واشنطن والمستشار السابق لجنرالات الجيش الأمريكي في العراق: "من الواضح أن المالكي لديه أولويات أكبر من علاقاته مع الولاياتالمتحدة، وهي علاقته بإيران ومن الواضح أننا ضغطنا على المالكي لمنع عبور الطائرات الايرانية ورفض" ويخشى البعض في واشنطن أن يذهب المالكي الى حد بعيد بما يستبعد الاقلية السنية والاكراد في العراق خاصة بعد مرض الرئيس جلال طالباني وسفره للخارج للعلاج. وقال ديفيد ماك المسؤول السابق بوزارة الخارجية الامريكية الذي عمل دبلوماسيا في العراق لسنوات :"لم يكن لنا قط في العراق النفوذ الذي كان أصدقاؤنا يعتقدون أنه لنا أو ما كان خصومنا يتهموننا به".