ما يحدث في مصر ليس أزمة جديدة، بل هي لحظة الذروة لأزمة بدأت بعد سقوط مبارك. ففي كل المرحلة الانتقالية، حدثت أزمة بسبب الاختلاف على طريقة إدارة المرحلة، وبسبب نتائج الانتخابات وصندوق الاقتراع، وبسبب نتائج الثورة على من ناصر النظام السابق. ومع الوقت تشكل غطاء قضائي وإعلامي وسياسي، لحماية أنصار النظام السابق، وتشكل غطاء قضائي وإعلامي وسياسي، لدعم القوى العلمانية. وأصبح الصراع السياسي يدور داخل مؤسسات الدولة أو من خلالها، وتشكلت تحالفات على الأرض بين قوى سياسية، وقوى النظام السابق. وبدأت التطورات تؤكد على أن مصر تتجه لمواجهة سياسية مهمة. وعندما أصدر الرئيس قرارات استباقية، لوقف مخطط العودة للمربع الأول، وإعادة المرحلة الانتقالية من جديد، بدأت الصورة السياسية تتكشف أكثر، حيث إكتمل الفرز السياسي، وظهرت كل القوى على لاساحة، وعبرت عن موقفها ورأيها، وأصبحنا أمام مواجهة سياسية واضحة بين قوى التيار الإسلامي، وقى التيار العلماني، وعاد أنصار النظام السابق لممارسة دور سياسي، وعودتهم في النهاية حتمية، وبدأت كل القوى تحشد كل قدراتها. والمشكلة ليست في المواجهة السياسية، لأنها تساهم في بناء ديمقراطية قوية، ولكن المشكلة في سيناريو المواجهة الدموية، والذي مازال يحظى بغطاء إعلامي وسياسي وغطاء من داخل أجهزة الدولة.