القمر غنى له الكثير من المطربين وأستخدمه الشعراء فى أشعارهم كعنصر أساسى من عناصر المدح والغزل فى الحبيبة ,وذلك لجمال روعته ويسهر له الكثير للتأمل فى سحره , فهو أقرب جيران الأرض وأقواها تأثيرا ,ويقتصر مفهومنا عن القمر فى نطاق الحب فقط ولكن لم يعرف الكثير مننا أن للقمر تأثير على الانسان ,فقد خلق الله سبحانه وتعالى هذا المخلوق العظيم لمعانى كثيرة وليس للجمال والمتعة فقط ,فقد اهتم العرب قديما بتأثير القمر على الانسان من حيث الحالة الصحية والنفسية , حيث كانوا يحذرون من قرصة العقرب فى الليالى القمرية, وكانوا يخشون من الذئاب فى هذة الليالى لأنها تكون فى قمة خبثها وعداوتها ,وحديثا قد أجمع الأطباء على أن البلاد الحارة تكون فيها الحجامة أكثر نفعا ويستحب عملها فى الليالى القمرية أى يوم (13و14و15) من كل شهر هجرى ,وذلك لأن الدم يكون فى قمة الهياج, ويقول بعض الباحثين أن 82%من نوبات النزيف الدموى الحاد تكون عند اكتمال القمر,لذلك يتجنب بعض الأطباء أجراء العمليات الجراحية فى هذة الفترة, وفى العصر الحديث اكتشف بعض علماء النفس ومنهم العالم الأمريكى الدكتور (أرنولد ليبرعالم النفس بجامعة ميامى فى الولاياتالمتحدةالأمريكية) أن القمرفى فترة اكتماله يؤثر بشكل كبير على الإنسان, ويفسر دكتور (ليبر) فى الكتاب الذى قام بتأليفه بعنوان (كيف يؤثر القمر عليك ؟) وقد أوضح فى هذا الكتاب أن القمر هو السبب فى المد والجزر فى البحار والمحيطات وبما أن جسم الانسان به 80% ماء فإن من المؤكد أن تتأثر أعضاء الجسم كالدماغ بتلك التأثيرات التى يصنعها القمر على المياه فى الجسم, مما يؤثر على الحالة المزاجية للإنسان, ولذلك نجد أن الغرب لديهم اعتقاد جازم بوجود علاقة بين الجنون والقمر فى فترة إكتماله, لذلك نجد لفظ (لوناسى ) بالإنجليزيه معناه الجنون وهو مشتق من أحد أسماء القمر( لونا ), ومنذ مائتى عام كان القانون الانجليزى يعامل المجرم الذى يقوم بعمل جريمة فى الليالى القمرية برفق حتى ولو كانت جريمة قتل عمد ,وذلك التماس لعذر تأثير ضوء القمر على الحالة المزاجية والنفسية للإنسان وإصابته بعدم التوازن الداخلى, وفى السبعينيات نشرت مجلة علم النفس الإكلينيكى (جورنال أوف كلينيكل سايكاترى ) دراسة لفريق من جامعة ميامى بقيادة دكتور (ليبر) وكانت الدراسة حول علاقة القمر بجرائم القتل , وتابع الباحثون كل جرائم القتل التى حدثت فى خمسة عشر عام فى منطقة ديد فى ولاية فلوريدا بأمريكا , ومن خلال متابعة كل التفاصيل المتعلقة بالجرائم توصل فريق البحث الى حوالى 2000 جريمة قتل عمد, وقد تبين أن أكبر فترة تشهد أعلى نسبة جرائم قتل تكون عند فترة إكتمال القمر وتقل نسبة الجرائم فى المراحل الأخرى لدورة القمر, ونظرا لتأثير القمر على الحالة النفسية للإنسان كان يقوم العاملين فى مستشفيات الأمراض العقلية بضرب المرضى قبل إكتمال القمر بيوم تحسباً لحدوث أعمال عنف من المرضى فى اليوم التالى الذى يكتمل فيه القمر إيماناً بتأثير القمر على الحالة المزاجية لهم ,وقد أكد المعهد الأمريكى لطب المناخ أن المرضى العقليين يتأثرون بالقمر بشكل كبير أما الأشخاص السليمة يتأثرون ولكن بشكل خفيف يتمثل فى اكتئاب بسيط , واذا انتقلنا للناحية الدينية ونتفكر سنجد أن( الرسول صلى الله عليه وسلم ) قد أوصانا بالصيام فى الليالى القمرية (13و14و15) من 1400 سنه ومن قبل أن يهبط الإنسان على سطح القمرومن قبل أى أبحاث فيزيائية ونفسية عن تأثير القمر على الإنسان, ولعل الحكمة من هذا الصيام تحقيق الإستقرار النفسى للإنسان كوقاية من تأثير القمر على الإنسان, لأن الصيام فى هذة الفترة يحكم سلوكيات الإنسان, ويجعله أكثرهدوء نفسى فبالتالى يتفادى الإنسان التأثيرات السلبية للقمروينعم بحياته .
