أكدت الحملة الشعبية لمقاومة جدار الفصل العنصري ان سلطات الاحتلال صعدت من أنشطتها الاستيطانية وواصلت سياستها العنصرية العدوانية على أبناء الشعب الفلسطيني و أرضه وممتلكاته خلال العام 2007، وذلك عبر الحصار الجائر والإغلاق المستمر للمعابر الدولية وإقامة الحواجز العسكرية الثابتة و المفاجئة على طول الطرق ومداخل البلدات الفلسطينية، فضلا عن استمرارها بهدم المنازل وعزل القدس، ومصادرة الأراضي وتجريفها. وكشف تقرير صدر عن الحملة الشعبية ان قوات الاحتلال واصلت توسيع المستوطنات وإقامة جدار الفصل العنصري، متجاهلة بذلك للشرائع والقوانين الدولية، وقرار محكمة العدل الدولية في لاهاي والتي أقرت بعدم شرعية الجدار ووجوب هدمه والتعويض عن الأضرار الناتجة عنه، إلا أن العمل بالجدار تميز هذا العام بالبطء الشديد مقارنة بالأعوام السابقة نظرا لاعتبارات مالية كما تدعي وزارة الحرب "الإسرائيلية".يأتي ذلك في وقت اتسع فيه نطاق المقاومة الشعبية ضد الجدار والاستيطان من خلال ارتفاع وتيرة الفعاليات الاحتجاجية في المدن والقرى الفلسطينية المتضررة من الجدار، وكذلك اتساع نطاق حركة المقاطعة الدولية ضد الكيان الصهيوني في العالم. معطيات حول جدار الفصل العنصري 2007: و بحسب التقرير فانه خلال العام المنصرم أنجزت قوات الاحتلال حوالي 6% فقط من الجدار أي ما يعادل 48 كم من مسار الجدار الذي سيبلغ طوله 790كم، فيما أبقت 80 كم أخرى قيد الإنشاء وبهذا يصل مجموع ما أنجز من الجدار خلال الخمس سنوات الماضية 450 كم، علما بأن نسبة العمل بالجدار لهذا العام لا تساوي نصف النسبة التي جرى إنجازها خلال سنة 2006 حيث أتمت سلطات الاحتلال 102 كم من الجدار في العام 2006.كما واعلنت سلطات الاحتلال عن تعديلات ستجري في مسار الجدار، سيبدأ العمل على تعديلها في 2009، وتشمل هذه التعديلات مقاطع من الجدار في محافظة جنين مثل قرية زبوبا وفقوعة وجلبون، محافظة قلقيلية في مقطع جيوس فلامية وكذلك عزون عتمة المعزولة خلف الجدار، رام الله في بلعين وقرى بدرس، المدية، دير قديس وغيرها وعلى اثر التعديلات السابقة، سيزيد طول الجدار ليصبح 790كم حسب إحصائيات الاحتلال نفسه، وذلك بدل عن 630 كم التي كان يجري الحديث عنها سابقا. مخطط نسيج الحياة كما وسجلت الحملة بدء الاحتلال بتحديد معالم المعزل الجنوبي " الجيتو الجنوبي"، عبر إعلان سلطات الاحتلال عن ما يسمى بمخطط "نسيج الحياة"، الذي يتضمن شق سلسة من الشوارع البديلة لربط جنوب الضفة بالوسط وأريحا، بعد المصادرة والعزل الكامل لمنطقة الخان الأحمر وشارع أريحا القدس التاريخي. ومددت قوات الاحتلال المدة الزمنية لإكمال بناء الجدار لسنتين جديدتين، حيث كان من المفترض إنهاء الجدار بنهاية العام 2008، إلا انه جرى تمديد العمل حتى نهاية 2010، يعني ذلك أن سلطات الاحتلال ستحتاج ثماني سنوات لبناء جدار الفصل العنصري الذي تم المصادقة عليه عام 2002. مصادرة الأراضي: واستمرت قوات الاحتلال في عملية نهب ومصادرة الاراضي فقد صادرت سلطات الاحتلال نحو 3143 دونما لصالح جدار الفصل العنصري والاستيطان، تركزت معظمها في منطقة القدس. فيما قامت آلياتها العسكرية بتجريف ما يزيد عن 3000 دونم من أراضي الضفة، واقتلاع ما يزيد على 2480 شجرة مثمرة مما أدى إلى إلحاق خسائر فادحة بالقطاع الزراعي الفلسطيني. المناطق الصناعية: وذكرت الحملة ان المناطق الصناعية المشتركة التي تقام خلف الجدار وهي المشروع المركزي الذي يعتمد عليه نجاح مخطط الفصل العنصري المتمثل بالجدار وشوارع الفصل العنصري والمعابر والأنفاق والاستيطان. وهي احد أهم أركان التطبيع والتبعية الاقتصادية. وفي هذا السياق فان قوات الاحتلال أعادت فتح الملفات والخطط المجمدة لإقامة مشاريع المناطق الصناعية "الفلسطينية - الإسرائيلية" المشتركة، خلال الاجتماعات واللقاءات التفاوضية المشتركة، حيث تم الاتفاق على إعادة تفعيل مشروع المنطقة الصناعية في كل من الجلمة -محافظة جنين-، وترقوميا -محافظة الخليل-، بالإضافة إلى الإعلان عن المنطقة السياحية المزمع إقامتها بأريحا، وكذلك تخصيص الموازنات والأراضي اللازمة لإقامة المنطقة الصناعية الزراعية في الأغوار حيث أعلن عن تخصيص مئة مليون دولار مقدمة من الحكومة اليابانية لدعم وإقامة للمنطقة الصناعية الزراعية في الأغوار. وقد اعلنت المجالس المحلية في الأغوار عن اعتراضها على المنطقة الصناعية الزراعية المدعومة من الحكومة اليابانية باعتبارها مشاريع تطبيعية تساهم في تكريس الاحتلال وخدمته بالدرجة الأولى. سياسة الاستيطان: و ذكرت الحملة انه في سياق مخططها الاستيطاني الذي لم يتوقف خلال العام المنصرم فقد اعلنت حكومة الاحتلال عن خطط لإقامة ثلاث مستوطنات كبيرة على أراض تابعة لقرى وبلدات فلسطينية في القدس، تضم 30 ألف وحدة سكنية استيطانية بواقع عشرة آلاف وحدة لكل مستوطنة، وستقام واحدة من هذه المستوطنات على أراضي قلنديا، والثانية بمنطقة "عطاروت" شمال غرب القدس، فيما ستقام ثالثة جنوب غرب القدس وذلك لتعزيز التواصل الاستيطاني في القدس. كما واعلنت عن مخططات لإضافة 1101 وحدة سكنية في المستوطنات، وقد تركزت هذه الإضافات في "معاليه ادوميم" شرق القدس، و "هار حوما" على جبل أبو غنيم في بيت لحم. وفي هذا السياق اصدرت ترخيصا للحي الاستيطاني في "متتياهو مزراح" التابع للمستوطنة الدينية "موديعين عيليت" والذي أقيم على أراض فلسطينية خاصة تعود ملكيتها لسكان قرية بلعين الواقعة إلى الغرب من مدينة رام الله، و يضم الحي الجديد ما يقارب 1500 وحدة سكنية في مراحل بناء متفاوتة. كما تم الإعلان عن تحويل ما يسمى ب كلية "يهودا والسامرة" المقامة في مستوطنة "أرئيل" في الضفة الغربيةالمحتلة إلى "مركز جامعي". وبحسب التقرير وصل عدد المستوطنات 148 مستوطنة، منها 78 ستقع غرب الجدار يسكنها 369.280 مستوطن، في حين يقع إلى الشرق من الجدار حوالي 70 مستوطنة أخرى يسكنها 54750 مستوطن. هدم المنازل والتهجير القسري: واستمرت عمليات الهدم والتهجير القسري للفلسطينيين ويذكر التقرير ان آليات الاحتلال هدمت 165 منزلا بالحد الأدنى خلال العام 2007 وشردت ساكنيها في العراء، هذا بالإضافة إلى تدمير عشرات المنشآت التجارية والزراعية، وتركزت عمليات الهدم في مدينة القدس وضواحيها والتي شهدت تدمير حوالي 137 منزلا من مجمل المجموع الكلي السابق. كما أقدمت سلطات الاحتلال على تدمير تجمعات سكانية بدوية بكاملها وتشريد أهلها بالقوة، في عملية تطهير عرقي تشبه ما جرى عام 1948، حيث قامت آليات الاحتلال بهدم مضارب سكان الحديدية 150 فردا يعيشون في سهل البقيعة في الأغوار الشمالية، فيما قامت آليات الاحتلال بتدمير خربة قصة غرب بلدة إذنا والمعزولة خلف جدار الفصل العنصري، وأجبرت سكانها 263 فردا على الرحيل منها بالكامل تحت تهديد السلاح. الاستشهاد جرّاء الحصار والحواجز والمعابر: وأدى الحصار المفروض على قطاع غزة إلى استشهاد نحو 60 مواطنا ومواطنة وذلك بسبب منعهم من السفر لتلقي العلاج.أما في الضفة فقد استشهد حوالي 13 مواطنا ومواطنة على الحواجز والمعابر العسكرية، وذلك بسبب عرقلة وصولهم إلى المستشفيات والمراكز الصحية جراء إجراءات التفتيش، ومن بين هؤلاء الشهداء، طفلة استشهدت في قرية عناتا بعد إصابتها بقنبلة صوتية في مؤخرة رأسها، بعد أن أطلق جنود الاحتلال النار على الطلاب بدعوى إلقائهم الحجارة على جدار الفصل العنصري. على صعيد المقاومة الشعبية وحركة التضامن الدولي: وسجل التقرير اتساع نطاق المقاومة الشعبية في القرى والبلدات الفلسطينية لتمتد الفعاليات الأسبوعية ضد الجدار وتشمل قرى ارطاس والولجة والمعصرة وام سلمونة جنوب بيت لحم، بالإضافة إلى استمرار الفعاليات في بدرس وبلعين. اضافة لبروز المقاومة الشعبية ضد الاستيطان وتوسيع المستوطنات، كما في المزرعة القبلية التي تنظم أسبوعيا احتجاجا على تجريف الأراضي لتوسيع مستوطنة "تلمون"، والاحتجاجات في قرى غرب رام الله التي تنظم أسبوعيا ضد شارع الفصل العنصري الاستيطاني 443 عابر " القدس- تل ابيب" الذي هو جزء من خطة الفصل العنصري في الشوارع بين الصهاينة والفلسطينيين. كما تم إعلان الذكرى الحادية والثلاثون ليوم الأرض، مناسبة لاستهداف جدار الفصل العنصري، حيث انطلقت عشرات الفعاليات والتظاهرات الاحتجاجية ضد جدار الفصل العنصري، وقام المتظاهرون خلالها بتدمير بعض البوابات وأجزاء من الجدار كما حدث في قرية رفات غرب سلفيت وراس عطية في قلقيلية وبدرس في رام الله. وفي هذا السياق بروز نشاط القوى الوطنية والإسلامية والحملة الشعبية لمقاومة الجدار، لجنة إحياء الذكرى التاسعة والخمسين على النكبة، شبكة المنظمات الأهلية، الائتلاف الأهلي للدفاع عن حقوق الفلسطينيين في القدس، مؤسسة اتجاه في الأراضي المحتلة عام 48، يعلنون في الثامن عشر من نيسان الماضي، عن تأطير وتوحيد الفعاليات الجماهيرية والشعبية المتعلقة ب المناسبات الوطنية والشعبية في إطار وطني جامع، بما في ذلك المناسبات المتعلقة بالجدار، وأربعون عام على الاحتلال، و60 عام على النكبة. كما شهد العام المنصرم انعقاد المؤتمر الوطني الأول للمقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات ضد "إسرائيل"، كإستراتيجية مقاومة شعبية مدنية، بتنظيم كل من الحملة الشعبية لمقاومة جدار الفصل العنصري و شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية والحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل ومبادرة الدفاع عن فلسطين وهضبة الجولان المحتلتين.(22-11-2007 ) كما شهد إعلان النقابات والاتحادات العمالية في فلسطين، انضمامها إلى حملة المقاطعة وفرض العقوبات ضد الكيان الصهيوني وذلك خلال مؤتمر صحفي عقد في 11/2/ 2007، حيث تم إطلاق نداء إلى الاتحاديات العمالية العربية والدولية لمقاطعة إسرائيل. دوليا: اما التحرك الدولي فبرز من خلال قيام مؤسسة التضامن الفرنسي الفلسطيني، في فرنسا برفع دعوة قضائية الأسبوع الماضي ضد شركتي فيوليا (Veolia) و ألستوم (Alstom) الفرنسيتين، لضلوعهما في بناء وتشغيل مشروع القطار الخفيف والذي سيمر عبر القدسالمحتلة ليصل المستوطنات بالقدسالغربية. اما رابطة المحاضرين البريطانيين فقررت مقاطعة الأكاديميا "الإسرائيلية" وتصف سياسة الاحتلال الصهيوني ضد الفلسطينيين بالتمييز العنصري. كما ان نقابة عمال الخدمات العامة البريطانية (UNISON)، اكبر النقابات العمالية في بريطانيا قررت فرض المقاطعة الاقتصادية على الكيان الصهيوني. كما قام اتحاد عمال المواصلات البريطاني بفرض المقاطعة على السلع والمنتجات التي تنتجها دولة الاحتلال الصهيوني. ونظمت حملة التضامن مع فلسطين- بريطانيا، وحملة مقاطعة المنتجات الصهيونية- بريطانيا، ويهود من اجل مقاطعة المنتجات الصهيونية في بريطانيا، وجمعية أصدقاء الأقصى البريطانية حملة دولية طالبت فيها بطرد المنتخبات الصهيونية وتعليق مشاركتها في تصفيات أمم أوروبا الرياضية. كما اطلق الائتلاف من اجل العدالة في الشرق الأوسط- نيويورك-، حملة دولية لمقاطعة رجل الأعمال الصهيوني "ليف ليفايف" بسبب استمرار دعمه وتمويله لبناء المستوطنات على أراضي القدس والضفة الغربية. واعلن حزب العمل الكندي أول حزب سياسي رسمي دعمه للحملات المنادية بمقاطعة إسرائيل.