أصدر الداعية الإسلامى الشيخ أبو إسحاق الحوينى بيانا اليوم الجمعة، تعليقًا على الأحداث الجارية فى مصر، وردا على دعوة وزير الدفاع عبدالفتاح السيسى والذى طالب فيه المصريين بالنزول لإعطائه ما أسماه «تفويضا لمكافحة الإرهاب». وفيما يلى نص البيان: ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين رب اشرح لي صدري ويسر لي امري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي فإن الله جل ثناؤه أخذ علي أهل العلم الميثاق ان يبينوا للناس ما أشكل عليهم فقال تعالي ( وإذا أخذ الله ميثاق الذين اوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه ) فوجب أن أبين ما أراه تجاه الأحداث الجسيمة التي تتعرض لها مصر ، لا سيما بعد ما سمعت بيان الفريق أول عبدالفتاح السيسي منذ يومين ، والذي يدعو فيه جموع الشعب الي النزول إلي الميادين ويعتبر هذا تفويضا منهم له في استخدام القوة في التعامل مع المخالفين العزل ، وقد فزعت أشد الفزع من هذا ورأيته أمرا منكرا لا يجوز شرعا ولا عرفا ، وقد حملني ذلك خوف من الله تعالي أن أكلم واسطة بيني وبين الفريق السيسي وان ينقل له صوتي وأن كلامه هذا قد يؤدي الي حرب أهلية ، وفيه ما فيه من سفك الدماء المحرمة والذي دعاني الي هذا ما لمسته من الفريق السيسي آنذاك من محبة للدين وقد التقيت به كما أشار في خطابه يوم أن كان مديرا للمخابرات الحربية أنا وطائفة من المشايخ الفضلاء منهم الدكتور/ عبدالله شاكر رئيس جمعية أنصار السنة والدكتور/ محمد عبد المقصود والدكتور/ محمد يسري والدكتور/ محمد عبد السلام والمشايخ محمد حسان ومصطفي العدوي، وتكلمنا كثيرًا في أوضاع البلاد، ولمست منه بعد هذا اللقاء أنه رجل متدين ، واليوم أخاطب فيه هذا الجانب وأخوفه بالله تعالي أن يسأله عن الدماء التي ستسيل بسبب بيانه ، وأذكره بأن أول ديوان يُقضي فيه يوم القيامة هو ديوان الدماء كما صح هذا عن النبي صلي الله عليه وسلم من حديث ابن مسعود وغيره. فالله الله في الدماء المعصومة المحرمة. وأذكّر المسئولين بما فعله أبو مسلم الخراساني، فهذا الرجل قتل أكثر من مائة ألف نفس لتوطيد ملك الدولة العباسية ووليها السفاح أول خليفة عباسي علي جماجم بني أمية وعوام الناس الذين ليس لهم مذهب سياسي، ولم يتهنّ أبومسلم الخراساني طويلا بما فعل، فإنه لما ولي أبو جعفر المنصور خلافة الدولة بعد السفاح قتل أبا مسلم الخراساني ومضي إلي الله بأقبح حال وبدماء كثيرة في عنقه. وأنا أقول للفريق السيسي - وأنا والله أحب لك الخير و أريد زينك - لا تتورط في هذا واذكر مقامك بين يدي الله تعالي وحيدًا ( يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها ) فالخلاف السياسي لا ينهيه سفك الدماء بل هذا قد يجر البلاد إلي فوضي عارمة وبحر من الدماء لا يعلم إلا الله تعالي مآله . ولكن الحوار مع المخالفين أجدي.. اللهم جنب مصر الفتن وسائر بلاد المسلمين.