form id="MasterForm" onsubmit="var btn=window.document.getElementById("psbtn");if(this.s && btn){btn.click(); return false;}" enctype="multipart/form-data" method="post" action="/mail/InboxLight.aspx?n=1811037478" div id="mpf0_readMsgBodyContainer" class="ReadMsgBody" onclick="return Control.invoke("MessagePartBody","_onBodyClick",event,event);" الانقلاب العسكري الذي وقع فى 30 يونيو الماضي، كشف عن ازدواجية المعايير والحكم على الأشياء بعين متحيزة وظالمة وقاهرة وحاقدة من البعض، فإذا كان ما يدور على الساحة لى،أغمض عينى مؤمنًا بالنظرية الميكافيلية الشهيرة "الغاية تبرر الوسيلة"، وإذا كان علىّ ويخصنى، أستنفر كل القوى وأجند كل وسائل الإعلام لتزييف الحقيقة، وهو ما رأيناه فى مناسبتين دمويتين:الأولى اغتيال المصلين وهم ركعاً سجداً عند مبنى دار الحرس الجمهوري دون اكتراث بعواقب هذه الجريمة الشنعاء، وكأننا نتعامل مع عدو لنا، ولسنا مع مواطنين لهم كل الحق فى أن يقولوا ما يشاءون طالما لم يلجأ أى منهم للعنف، فالتقرير الذي خلصت إليه منظمة هيومان رايتس ووتش الأمريكية، بأن ما وقع عند دار الحرس الجمهوري بشهادة محايدين واكبوا الحادث ليست سوى جريمة، ولم تكن هناك مجموعة إرهابية ولا يحزنون، مؤكدة أن الأمر كان مدبراً، وما وقع جريمة مكتملة الأركان، بعدما خنق الجنود المصلين بالغازات المسيلة للدموع، ومن ثم انهالوا عليهم بوابل من الرصاص أسقط على الفور 51 شهيدًا أو يزيد، وجاء بيان المتحدثين العسكري والشرطى ضعيفًا، ولم يقدم لنا الحقيقة لما وقع لهؤلاء فجراً، ولم يقدم ما يثبت أن هناك مجموعة إرهابية قامت بعمل إرهابي بالفعل، وهو ما تابعه الجميع على الهواء مباشرة، مما يؤكد كذب الرواية أيضًا لتبقى فاقدة للتصديق، ولم يتطلع الرأى العام للتو واللحظة على اسم وهوية المجموعة الإرهابية، وأين هم ومن وراءهم؟! بل اكتفت الداخلية باعتقال ما يزيد على 600 متظاهر، خرج أغلبهم بكفالات، وتم احتجاز مجموعة لم توجه لهم تهمة محددة للآن، ليسارع الانقلابيون ومن لف لفهم مباشرة على نفى كل ما له صلة بأن هناك جريمة وقعت، بل تعاملوا مع الموضوع بتشفٍ وشماتة لم نعتدها من قبل.. ليأتى حادث المنصورة أيضاً والذي راح ضحيته أربع من النساء البريئات اللواتى تظهرن بشكل حضاري، لنجد أنفسنا أمام جريمة أخرى مكتملة الأركان، ويخرج علينا المكيافليون أيضاً بأسلوبهم الرخيص: لماذا يتظاهر النساء؟ ومن ذهب بهن إلى هناك؟ لتكشف الجريمتين عن عوار كبير وفاضح، فمن كانوا يتباكون بالأمس على الدماء المصرية التي تسيل منذ بدء ثورة 25 يناير وللآن، وهو ما يسفر عن ازدواجية المعايير عندهم وحكمهم على الأشياء بشكل عنصري قاتل وإقصائي مميت. فالجريمة التى أدانتها جميع منظمات حقوق الإنسان الدولية، لم تجد صدى لها في الداخل من الذين يحسبون أنفسهم اليوم ثوريين لمجرد أنهم شاركوا في الانقلاب العسكري أو سارعوا لتأييده، ولم يخرج علينا واحد من القائمين على الحكم الآن شاجباً ومديناً لما وقع عند دار الحرس الجمهوري أو في المنصورة، وكأن التعامل مع مصريين بالقتل كان يمثل لهم التعامل مع عدو غاصب طالما تعلق الأمر بمؤيد لهم أو معارض، وهم بذلك لا يؤتمنون على أرواح أبناء هذا الشعب، الذي تمارس ضده كل أنواع الإقصاء والاستهزاء، والتعامل مع الفصيل الأكبر منه بأنه لا وجود ولا قيمة ولا معنى، ليخرج الانقلاب كل السوءات التي كانت تختفى في صدور هؤلاء، ولليس للشعب عندهم أي قيمة، فمنذ الانقلاب وحتى الآن وقع من الجرائم ما يستوجب المساءلة والمحاكمة لمن نادوا بالحرية والانعتاق للشعب قبل 30 يونيو، لكنهم أغمضوا أعينهم ولم يعيروا أى اهتمام للدماء التى أريقت. فنحن أمام حالة مرضية الشفاء منها يحتاج لسنوات، ما بين النخب السياسية بلا استثناء، فالجميع ينظر للأمور بمنظار لا يرى منه سوى ما يحتاجه فقط وما يخدم أهدافه ومساعيه، ليصبح الوطن في خطر كبير، فكلنا فيه شركاء وليس فصيل معين من ستئول له الأمور في النهاية، ويجب التعاطى مع الأشياء بمنتهى الحياد، فمن يحكم اليوم غداً سيكون فى صفوف المعارضة والعكس، فكل قطرة دم مصرية تراق ليست رخيصة ولها قيمتها ويجب تقديسها والبكاء عليها، فشهداؤنا منذ اندلاع ثورة يناير وللآن كلهم سواسية، وما يحزننا أن يتم النظر إلى من سقطوا عند ماسبيرو مثلاً بأنهم لهم وضعية خاصة دون الذين سقطوا عند دار الحرس الجمهوري أو في المنصورة، وما بين هذا وذاك انكشفت وجوه كنا نحسبها فى السابق عند مبادئها، لا تتزحزح عن قول الحق لها أو عليها، لكننا أمام نخب لا ترى سوى أنفسها وتعتبر معارضيها مجرمين إرهابيين ولا بد من التعامل معهم بشىء من الغلظة حتى لو وصل الأمر للموت والتخلص منهم بدعاوى وحجج واهية لا تنطلى على البسطاء، وهو ما يجب التخلص منه والوقوف أمام كل فصائل الوطن موقفاً واحداً لا يتجزأ، فما لهم مثل ما عليهم، وقتها ممكن أن نقود وطنًا للأفضل ونراه يتقدم للأمام.