ربما لا نعلم الكثير عن تفاصيل التركيبة التنظيمية لحزب الله اللبناني وقد نجهل الهوية المذهبية أو الطائفية لجميع المنتمين للحزب, فعلى السطح يبدو حزب الله حزبا شيعيا صرفا جميع أعضائه من الجنوبيين والبقاعيين ومن سكان بيروت الجنوبية . وفي الحقيقة لا أحد يمكنه الجزم بعدم وجود أعضاء منتمين للحزب من خارج الطائفة الشيعية . نظن أن أنصار حزب الله على امتداد لبنان وإمتداد العالمين العربي والإسلامي يتمنون ويفضلون أن يتسع تنظيم الحزب لجميع الطوائف وخاصة لأبناء الطائفة السنيّة اللبنانية حيث لا يخفى على أحد ان أصحاب المال السياسي لا يتوقفون عن المحاولات لجذب السنّة اللبنانيين كي يشكلوا تكتلا يبعدهم عن مناصرة المقاومة وعن مقارعة أعداء الأمة من الإسرائيليين والأميركيين , يريد المال السياسي سرقة أحلامهم الوطنية والقومية والإسلامية وسرقة تاريخهم النضالي ثم يستبدلها بمنح مالية محدودة(رشوات بائسة) تساعد بعضا من فقرائهم في تأمين الحد الأدنى من العيش والتعليم والخدمات الصحية.
إن لسنّة لبنان تاريخا مشرفا في دعم التوجه الوطني والقومي وقد عرف عنهم شموخهم القومي وعزتهم الإسلامية ووقوفهم وتبنيهم للفكر الناصري الوحدوي ومناصرتهم ومشاركتهم في المقاومة الفلسطينية وقد قارعوا الإحتلال قبل انطلاق حزب الله أي قبل العام 1982 وما زالوا يقارعونه كما لم يفعل أحد من قبلهم . ان المنطق يقول بأنه ليس فقط شيعة لبنان هم الحاضنة الأساسية للمقاومة الإسلامية بل سنّة لبنان لا بد أن يكونوا شركاء مفصليين في هذا الإحتضان وكذلك الشرفاء من أبناء الطوائف الأخرى. إن عيون أحرار العرب والمسلمين تتوجه نحو حزب الله منتظرة منه عدم التوقف عن بذل المساعي من أجل استقطاب ابناء الطائفة اللبنانية السنيّة لإستيعابهم في تنظيمه كي يقطع الطريق على أصحاب المال السياسي وكي يهزم مخططاتهم , فإن فعل ربما تكون باكورة إنجازاته نصرا حاسما يحققه على أعداء الداخل يتفترغ بعده لمواجهة أعداء الخارج . وإن فعل فسيضرب المثل الأهم في توحيد المذاهب وفي القضاء المبرم على الفتن المذهبية والطائفية. إن عيون الأحرار تشخص نحو حزب الله المقاوم وتودع آمالها ورجائها فيه ,لأن أحدا من إحرار الأمة لا يريد من الحزب أن يتحول لتنظيم شيعي فقط أو محلي فقط , يريدونه حزبا قائدا يصنع التغيير في عالمنا العربي والإسلامي يريدونه تنظيما لجميع الأحرار على إختلاف طوائفهم ومذاهبهم.
أعود للقول اننا لا نعلم الكثير عن التركيبة التنظيمية لحزب الله فربما مضى الحزب وما زال يمضي في طريق التنوع المذهبي والطائفي لكنّا نوجه اليه هذا النداء لتعلم قيادته بأن عيوننا لا تتوقف من النظر نحوه ولا يفارقها الرجاء , انها عيون أحرار السنّة وأحرار الشيعة وعيون الأحرار من كافة الطوائف .