قادة الإنقاذ يخططون لحرق البلاد تحت دعوى إسقاط مرسى والقضاء على حكم الإخوان، مع أنك أنت الذى انتخبهم وأنت الذى بإمكانك أن تسقطهم فى انتخابات برلمانية بعد شهرين أو ثلاثة. اسأل نفسك لماذا يستعجلونك إسقاط الإخوان.. عبر وسائل غير شرعية وغير قانونية؟ لأنهم يعلمون أنهم لا ينجحون فى الانتخابات. وأن سقوط الإخوان سيكون غالبًا لصالح قائمة إسلامية أخرى (كقائمة حزب العمل وحلفائه مثلا). لذلك هم يحاربون المشروع الإسلامى ككل، والإسلام نفسه. يا شعب مصر.. إنهم يسعون لتدمير مصر أعز ما نملك: مصر: الدولة والإطار والكيان والدين. نحن أكثر شعوب العالم تدينا. تخيل مصر حين تتخلى عن الدين.. ماذا يبقى من كيانها وخصوصياتها ورونقها.. ستصبح مجرد قطعة أرض تتصارع فوقها قطعان من الهمج، كما يحدث الآن فى صورة مصغرة فى زحام المرور.. عندما ينزل الناس ويضربون بعضهم بعضا بالسكاكين والشوم، لمجرد خلاف مرورى. الأخلاق تشهد الآن تدهورا مروعا بمعدلات فلكية، بعد الارتقاء الروحى فى أيام الثورة وبعدها بأسابيع وشهور قليلة. لا شبهة الآن فى أن رموز الإنقاذ يريدون وأد الدين من حيث هو دين. ويرمقون بلا مواربة شعار: الإلحاد هو الحل، الأغلال هو الحل، تحت غطاء الحرية الشخصية. إن المخرج خالد يوسف يقدم القدرة بأنه يشجع ابنته على أن تفعل بنفسها ما تريد... وهناك من يحرض على الشذوذ الجنسى علنا، وباسم الداعر صاحب الملابس الداخلية أصبح له شعبية فى مصر. ثوريات مزعومات يقمن بسب الدين ويستخدمن أيديهن وأصابعهن فى حركات بذيئة (إنها من علامات يوم القيامة أن يحدث هذا فى مصر). وتدخين الحشيش ومحاربة الجنس فى مكتب الوزير (نقصد المعتصمين فى مكتب الوزير) ضرب قيمة الحياء فى حين أن الحياء من الايمان. نحن ضد سياسات الإخوان ونسعى لإسقاطهم فى الانتخابات البرلمانية القادمة. ولكن كل هذه التخرصات الإنقاذية لا تستهدف عيوب الإخوان الحقيقية.. بل تستهدف الدين الإسلامى.. والمشروع الحضارى الإسلامى.. وتستهدف الدين بما فيه من حلال وحرام.. ولو فقه إخواننا المسيحيون لعلموا أن هذا الوجه ضد تدينهم، وضد قيم الإنجيل المشتركة مع القرآن: لا تسرق.. لا تزن.. لا تقتل.. لا تشتهِ امرأة أخيك، ومن نظر بعينه إلى امرأة جاره فقد زنا.. لا تشهد شهادة زور. إن الإنقاذيين والشباب العجيب المكلومين فى الشوارع يسبون الدين ويسب الناس بأقذع الألفاظ يدمرون المجتمع بالفتنة التى هى أشد من القتل. لقد أصبح الهجوم الآن.. على الحجاب.. والنقاب.. واللحية.. ومجرد ذكر لا إله إلا الله.. حتى المساجد فقدت حرمتها.. وأصبحت تقذف بالطوب والمولوتوف. والفتنة هنا هى المحاولة الخبيثة للربط والخلط بين الإخوان (كممارسة سياسية) والدين الإسلامى. وهذا هو بالضبط ما حاوله وزير الدفاع الإسرائيلى فى محاضرة منذ يومين؛ حيث قال باللغة العربية: (الإسلام هو الحل.. ثبت أنه شعار فاشل فى مصر). وسيظل الإسلام هو الحل، حتى وإن أخطأ الإخوان.. حتى وإن أسقطنا الإخوان فى الانتخابات القادمة. إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا (الشعب)