أبدت "إسرائيل" تخوفها من نجاح الجهود السعودية في إعادة اللحمة بين حركتي فتح وحماس، مشيرة إلى أن السعودية بعد مؤتمر انابوليس بدأت تلعب دوراً محورياً في هذا الاتجاه، وهي تقوم بالتوسط بين خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة (حماس) ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس. وحسبما قالت القناة الثانية للتلفزيون الإسرائيلي فإن الدور السعودي قد يمتد ليصل ملف الجندي الأسير في قطاع غزة جلعاد شاليط. وقال المحلل السياسي الإسرائيلي تسفي يحزقيلي: "إن السعودية تلعب دورا رئيسيا في كل ما يتعلق بالوساطات والاتصالات التي تبذل من اجل عودة السلطة الفلسطينية إلى قطاع غزة، وقد تمكنت من انجاز بعض الخطوات الهامة في هذا الاتجاه، حيث يتواجد خالد مشعل في السعودية لإداء فريضة الحج". وأضاف يحزقيلي: "ربما ستلعب الرياض دورا محوريا في إطلاق سراح جلعاد شاليط، وهذا ربما سيكون مادة للتفاوض بين السلطات السعودية وبين خالد مشعل". ونقل يحزقيلي عن مسئول عسكري إسرائيلي لم يذكر اسمه صراحة قوله: إن العمليات العسكرية الأخيرة في قطاع غزة لا تهدف إلى وضع حد لإطلاق الصواريخ الفلسطينية، لان الدخول كيلو مترا واحدا في عمق القطاع، لا يمكن أن ينهي عمليات إطلاق الصواريخ، التي لا تطلق من هذه الأرض، أو هذا الشريط الضيق عمليا، بل إن الدخول إلى هذا الشريط يهدف إلى القضاء على عناصر حماس في المنطقة المذكورة، وإلى تدمير المنشآت والمواقع التي أقاموها قبالة الأراضي، والمواقع العسكرية الإسرائيلية. ومن ناحية أخرى يحقق هدف إبقاء حركة حماس ومقاتليها في وضع توتر وعدم استقرار. في غضون ذلك، يتضح من تقديرات عسكرية إسرائيلية أن إعادة احتلال قطاع غزة شيء ممكن، إلا انه سيكلف الطرفين أثمانا باهظة، حيث سيقتل من الجنود الإسرائيليين عدد كبير نسبيا، وعليه فان الخيارات المطروحة ستراعي تحقيق الهدف بأقل نسبة من عدد الجنود الإسرائيليين، الذي يمكن أن يقتلوا أو يصابوا بجروح أثناء المعارك. وبحسب التقديرات ذاتها، فإن الخيار العسكري كعملية تهدف إلى إعادة احتلال قطاع غزة ليس بالخيار المفضل، ولكنه يبقى احتمالا واردا من اجل القضاء على مطلقي الصواريخ باتجاه الأراضي الإسرائيلية