انتخابات مجلس النواب، محافظ الجيزة يتابع فتح لجان دائرة إمبابة والمنيرة    مجلس حكماء المسلمين يشارك بجناح خاصٍّ في معرض العراق الدولي للكتاب    رئيس الوزراء يوافق على نقل 1108 موظفين إلى جهات انتدابهم    وزير قطاع الأعمال يشارك في حفل سفارة دولة الإمارات بالقاهرة بمناسبة عيد الاتحاد    وزير الكهرباء: جهود تحسين كفاءة الطاقة أصبحت ضرورة وطنية وركيزة أساسية    المعرض الدولى IRC Expo 2025 يستجيب للجمهور ويقرر استقبالهم 12 ديسمبر    آخر مستجدات تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين القاهرة وواشنطن بقيادة السيسي وترامب    سوريا: إحباط محاولة تهريب 1250 لغما إلى لبنان    بيراميدز يواجه كهرباء الإسماعيلي لمواصلة الزحف نحو صدارة الدوري    ريال مدريد ضيفًا على بلباو لتصحيح المسار في الدوري الإسباني    هالاند: فخور جدًا بدخول نادي المئة في الدوري الإنجليزي    غطاء سحابي يحجب ضوء الشمس.. و«الأرصاد» تحذر من سقوط أمطار خلال ساعات المساء    احتفاءً بأديب نوبل، القاهرة للكتاب والوطني للقراءة يطلقان مسابقة لإعادة تصميم أغلفة روايات محفوظ    صحة القليوبية: مبادرة "عيون أطفالنا مستقبلنا" ترصد مشكلات إبصار لدى 17 ألف طالب    الإدارية العليا تواصل تلقى طعون نتيجة المرحلة الثانية لانتخابات النواب    نتنياهو يستنجد ب ترامب لإنقاذه من مقصلة قضايا الفساد    رسائل ردع من «إيديكس 2025».. مصر تثبت ريادتها وتعزز قدراتها الدفاعية    هل يحرق الإخوان العالم؟    «ميدوزا»: كفاءة عالية رغم سوء الأحوال الجوية    رعاية شاملة    سعر الدولار اليوم الأربعاء 3 ديسمبر 2025    تشكيل آرسنال المتوقع أمام برينتفورد في البريميرليج    وزير الخارجية يلتقي مجموعة الصداقة البرلمانية المصرية الألمانية في البوندستاج    إخماد حريق داخل شقة سكنية فى فيصل دون إصابات    مركز المناخ يحذر من نوة قاسم: تقلبات جوية عنيفة وأمطار من الخميس حتى الاثنين    إصابة 7 أشخاص إثر حادث انقلاب ميكروباص بمدينة 6 أكتوبر    نجاح جديد    ألحان السماء    من «وطن الكتاب»    توافد الناخبين للتصويت في جولة الإعادة بانتخابات النواب بالإسكندرية| صور    «الشؤون النيابية» تحيي اليوم العالمي لذوي الإعاقة: قيمة مضافة للعمل الوطني    الأمم المتحدة تعتمد قرارا يطالب إسرائيل بالانسحاب من الجولان وسط اعتراض أمريكي-إسرائيلي    أسعار الفراخ والبيض اليوم الاربعاء 3-12-2025 في الأقصر    بعد لقائهما المسلماني.. نقيبا السينمائيين والممثلين يؤكدان تعزيز التعاون مع الهيئة الوطنية للإعلام    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الأربعاء 3-12-2025 في محافظة الأقصر    مواعيد مباريات اليوم.. مهمة محلية لصلاح ومجموعة مصر في كأس العرب    هيجسيث يتوعد بتصعيد الضربات ضد قوارب المخدرات ويهاجم تقارير الإعلام الأمريكي    متحدث الصحة: تحذير للمسافرين من أدوية ومستلزمات خاضعة للرقابة الدولية    تجديد حبس المتهمين باستدراج موظف وسرقته    قوات الاحتلال تعزز انتشارها وسط مدينة طولكرم    إصابة 9 أشخاص بينهم أطفال وسيدات في حادث تصادم بالفيوم    زكريا أبوحرام يكتب: تنفيذ القانون هو الحل    فيدرا تعيش وسط 40 قطة و6 كلاب.. ما القصة ؟    دعاء صلاة الفجر اليوم.. فضائل عظيمة ونفحات ربانية تفتح أبواب الرزق والطمأنينة    «الصحة» تعلن انطلاق استراتيجية توطين صناعة اللقاحات وتحقيق الاكتفاء الذاتي قبل 2030    زينة عن شخصيتها في "ورد وشوكولاتة": حبيتها لأنها غلبانة وهشة    «بإيدينا ننقذ حياة» مبادرة شبابية رياضية لحماية الرياضيين طبيًا    هل سرعة 40 كم/ساعة مميتة؟ تحليل علمى فى ضوء حادثة الطفلة جنى    «السيدة العجوز» تبلغ دور ال8 في كأس إيطاليا    الخميس.. قرعة بطولة إفريقيا لسيدات السلة في مقر الأهلي    مراوغات بصرية لمروان حامد.. حيلة ذكية أم مغامرة محفوفة بالمخاطر (الست)؟    «الوطنية للانتخابات»: إعادة 19 دائرة كانت قرارًا مسبقًا.. وتزايد وعي المواطن عزز مصداقية العملية الانتخابية    تراث وسط البلد رؤية جديدة.. ندوة في صالون برسباي الثقافي 7 ديسمبر الجاري    1247 مستفيدًا من قوافل صحة دمياط بكفر المرابعين رغم سوء الطقس    وكيل الأوقاف: المسابقة العالمية للقرآن الكريم حدث فريد يجمع الروحانية والتميز العلمي    ما حكم المراهنات الإلكترونية؟.. أمين الفتوى يجيب    يلا شوووت.. هنا القنوات الناقلة المفتوحة تشكيل المغرب المتوقع أمام جزر القمر في كأس العرب 2025.. هجوم ناري يقوده حمد الله    أدعية الفجر.. اللهم اكتب لنا رزقًا يغنينا عن سؤال غيرك    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الوقود الحيوى.. الحل السحرى لنفاد البترول والطاقة الحفرية
نشر في الشعب يوم 05 - 06 - 2013

الذهب الأخضر.. أشجار الهوهوبا والجاتروفا ينتجان البيوديزل.. ويسهل زراعتهما فى الصحراء
يقاومان التصحر والظروف البيئية الصعبة.. ويتحملان الملوحة.. ويمنعان انجراف التربة بفعل الرياح
النباتات متعددة الفوائد بين الاستخدام كوقود حيوى وزيت للمحركات وعلاج أمراض كثيرة وعلف للحيوانات
الوقود الحيوى الحل السحرى لمخاطر نفاد البترول والغاز والطاقة الحفرية، بالإضافة إلى أنه نظيف وآمن على صحة الإنسان بصفة خاصة وعلى البيئة بصفة عامة، ويمكن زراعته فى الأراضى الصحراوية ودون الحاجة لمصروفات عالية فى الاستصلاح أو العمليات الزراعية المعقدة، وأكد الخبراء أن ملايين الأفدنة من الصحارى الشاسعة التى لو تم استغلالها وزراعتها بأسلوب ومنهج علمى صحيح فهى كفيلة وحدها بسد فجوة الغذاء وإصلاح الاقتصاد المتدهور وسد عجز الميزانية والاستغناء عن المعونات والمنح الاقتصادية وإنتاج طاقة بديلة.
ومواصفات صحراؤنا وطبيعة تربتها وبناؤها يمكن بل يجود فيه زراعة الكثير والكثير من النباتات والمحاصيل ذات المنافع الاقتصادية والغذائية المتعددة والمتنوعة، كما أن الظروف المناخية ممتازة؛ شمس مشرقة طوال العام تغذى النباتات، واعتدال نسبى فى درجات الحرارة، وعدم وجود الظواهر المناخية والعوامل القاتلة للمزروعات كالثلوج أو الرياح الشديدة والعواصف التى تلحق الأضرار البالغة بالنباتات أو تقتلعها، وهذا الطقس يشجع على الزراعة طوال فصول السنة بخلاف بعض الدول التى لايتوفر لها هذه الظروف ورغم هذا إنتاجها الزراعى يفوقنا بمراحل، بل ولها السبق فى مجال الإنتاج الزراعى على مستوى العالم "مثل هولندا والدنمارك وأستراليا"..
وأشهر شجرتين ينتجان الوقود الحيوى أو البيوديزل هما الهوهوبا أو الجوجوبا، وكذلك شجرة الجاتروفا.
وتزداد أهمية نبات الهوهوبا لارتفاع قيمته الغذائية والعلاجية وسهولة زراعته فى المساحات الشاسعة من الصحراء التى تفترش الشرق والغرب‏..‏ والعجيب أن العدو الصهيونى يحاول احتكاره عالميا ليسارعوا إلى استثمار كل أموالهم فى زراعته وتجارته وتصديره‏.‏
فهو نبات عجيب له صفات لا تتوافر للنباتات الأخرى..‏ صبور وحمول وزاهد فى المياه والتربة‏..‏ ومع ذلك فهو يمتلك مفاتيح وأسرار الصحة والعافية‏..‏ من حب الشباب والجروح إلى الربو وقرحة المعدة وجهاز المناعة‏،‏ بل والأورام الخبيثة‏..‏ فما حكاية هذا النبات الذى اكتشفناه حديثا؟‏!‏
الهوهوبا
والوهوهوبا شجرة لا حصر لمنافعها وفوائدها، وخاصة أن مناخ ومواصفات التربة فى مصر قياسية، وقد سبق للعديد من الهيئات العلمية والمراكز البحثية وأجرى عدد كبير من الباحثين التجارب والدراسات المختلفة عليه، وتوصلوا لنتائج مبهرة نتعرض لها فى حلقة اليوم، كما تم عرض نشرات علمية عن هذا النبات منذ سنوات فى المعارض الزراعية الكبرى بمصر كمعرض صحارى، كما تم زراعة 50 فدانا فى محافظة البحر الأحمر ولم يكتب للتجربة النجاح لأن المزارعين لم يجدوا الدعم ولا المساعدة من الدولة فاضطروا لتقليع النباتات، ونحن نعجب ونتساءل لماذا لا تقوم أجهزة الدولة المختلفة بتبنى مشروع قومى لزراعة هذا النبات فى صحارينا التى يجود فيها، وهذا المشروع القومى لو تحقق سيحدث طفرة اقتصادية وصناعية وطبية وسيوفر الملايين من فرص العمالة، وأسوق لكم الآن تعريفا موجزا لهذا النبات العجيب وآراء العلماء بمختلف تخصصاتهم عنه وعن فوائده واستخداماته ومنافعه.
‏وهى شجرة مستديمة الخضرة يتراوح ارتفاعها من 60 سم إلى 4 أمتار، وهى شجرة تتحمل الظروف الحارة والباردة وملوحة التربة العالية، ويمتاز بمقاومته العالية للأمراض والآفات الصحراوية، كما أن احتياجه قليل للماء، وهذا النبات يسهل زراعته وإكثاره فى الصحارى، وبذوره غنية بالزيت الذى يمثل أكثر من نصف وزن ثماره.
لذلك يعتبر نباتا مثاليا لزراعته لإنتاج الزيوت رخيصة الثمن ومصدرا مستديما للوقود الآمن حيث نجح ليكون، ومقاومة التآكل ومنع الصدأ لزراعته مضادا للأكسدة، ورافعا لمعامل اللزوجة ومانعا للرغاوى، ويزيد من مقاومة الآفات ومقاومة الاحتكاك فى المحركات.
ويجود هذا النبات فى التربة الرملية ولا تحتاج إلى تسميد حتى لو كانت التربة قليلة الغذاء ولا تحتاج إلى رى سوى فى أول سنتين من عمرها فى أوائل الشتاء والربيع، وبعد ذلك تعتمد على نفسها فى توفير احتياجاتها من المياه وهى تزهر بعد عامين أو ثلاثة حسب الظروف المناخية، وتتكون الزهور فى فصل الشتاء وتنضج حتى تصبح بذرة مكتملة فى شهر يوليو وتتلقح الزهور تلقائيا بواسطة الرياح.
مضاد للتأكسد
يؤكد الدكتور حامد ماضى -أستاذ الكيمياء الحيوية- أن ويت الهوهوبا يستخدم كوقود لمحركات الديزل والسيارات والطائرات الحربية فائقة السرعة؛ لأنه لا يتأكسد بسهولة حيث تصل درجة غليان زيت الهوهوبا إلى 398‏ درجة مئوية تجعله لا يفقد لزوجته بسهولة ويحافظ على كفاءة المحرك نتيجة تخلله مسام الحديد‏،‏ ويتحمل أقصى ضغط للتروس، كما يتميز بأنه وقود ليس به كبريت وليس به أكاسيد كبريتية تتسبب فى تآكل المحركات بل يزيد من عمر المحركات، ويمكن أن يستمر الزيت فى محرك السيارة لمسافة لا تقل عن 30.000‏ كم دون الحاجة للتغيير، ويستخدم كذلك فى مجال صناعة الشموع والأحبار والمواد البلاستيكية والمطاط وكاوتش السيارات ومنع الصدأ فى الحديد، ويستخدم زيت الهوهوبا فى تنقية مياه الصرف المعالجة وإزالة الأملاح المعدنية والشوائب من الصرف الصناعى السائل‏.‏
وأضاف أن نبات الهوهوبا يعد من أهم النباتات الصناعية الجديدة الواعدة التى تناسب طبيعة الصحراء المصرية لقدرته العالية على تحمل ظروف الصحراء القاسية ودرجات الحرارة المرتفعة والمنخفضة معا، ومقاومته للجفاف واحتياجه القليل للمياه وتحمله للعطش لفترة تصل إلى عدة أشهر وتحمله ملوحة المياه لدرجة تبدأ من 3000-10000‏ جزء فى المليون دون التأثير على الإنتاج مع تحقيق عائد اقتصادى كبير‏،‏ ويضيف أن الهوهوبا موطنه الأصلى فى صحارى السونورا جنوب غرب الولايات المتحدة وشمال غرب المكسيك وأستراليا وإسرائيل التى تسعى منذ الثمانينيات لاحتكار زراعته وتصديره بسبب فائدته الاقتصادية العالية، وقد استخدم الهنود الحمر زيت الهوهوبا دهانا لشعورهم وترطيبا لجلودهم، ويطلق على النبات باللاتينى ((Jojoba‏، وهو نبات برى ينمو كشجيرة كبيرة الحجم نوعا ما يتراوح والأوراق بيضاوية الشكل وتشبه إلى حد بعيد أوراق شجرة الزيتون إلا أن جلدها سميك الملمس، وتحتوى بذور الهوهوبا على حوالى 50%‏ من وزنها زيتا من نوع خاص يعرف كيمائيا بالشمع السائل، ولا يعتبر زيت الهوهوبا دهانا بل يصنف على أنه شمع سائل ذو صفات فريدة يشبه كبد الحوت، ويتركب 97%‏ من الزيت إستر شمعى، و‏3%‏ تشكل أحماضا دهنية وكحولية حرة ومواد مانعة للتأكسد‏،‏ وهو نبات يعمر أكثر من 150‏ عاما ومدة تخزينه تصل إلى عشرين عاما، والبذور لا تفسد إذا تركت على الأرض لمدة تصل إلى سنة ولا تتأثر محتويات الزيت بها، واحتياجات الهوهوبا من المياه تقدر ب‏300-350‏ مم سنويا من الأمطار، وهو ما يعادل ثلث احتياجات البرسيم ونصف احتياجات القطن‏،‏ وتباع بذور الهوهوبا للأغراض الصناعية، واستخراج الزيت بسعر 2-3‏ دولارات للكيلو، والبذور جيدة الإنتاج المخصصة للزراعة تباع ب‏10‏ دولارات للكيلو، وصافى دخل الفدان الواحد 2000‏ جنيه فى بداية الإنتاج، وبعد ست إلى ثمانى سنوات يصل إلى 6‏ آلاف جنيه سنويا‏.‏
خامات دوائية
الدكتور على الشامى -الأستاذ بكلية الصيدلة جامعة القاهرة‏-‏ يقول إن زيت نبات "الهوهوبا"‏ يعتبر خامة دوائية جديدة، ويعد أحد البدائل الطبيعية؛ حيث ثبت أن له قدرة فائقة على شفاء العديد من الأمراض، خاصة أن العالم يتجه الآن إلى استخدام المواد الخام الطبيعية التى لا تسبب أضرارا للبيئة والإنسان والحيوان، ويمثل زيت الهوهوبا حوالى 90%‏ من صناعة التجميل عالميا‏، كما أنه من الناحية الطبية أيضا يستخدم كمضاد لأنواع من البكتريا والفطريات، وله قدرة عالية على النفاذ من خلال الجلد وكذلك فى معالجة الالتهابات الجلدية‏،‏ والتسلخات واحمرار الجلد وعلاج حب الشباب ويساعد على التئام الجروح بسرعة كبيرة‏، وتقليل نسبة الكوليسترول فى الدم وفى الرجيم وتخفيض الوزن، حيث إنه غنى بمادة السموندسين التى تفقد الشهية، كما أن هذا النبات أثبت كفاءته فى علاج الربو الشعبى وحساسية الصدر وعلاج قرحة المعدة‏.‏. ويضيف د. على الشامى أن هناك أبحاثا تجرى فى الولايات المتحدة على استخدام زيت الهوهوبا فى علاج الأورام الخبيثة ورفع كفاءة جهاز المناعة، والدراسات التى أجريت على زيت الهوهوبا أوضحت أنه قابل للشرب دون سمية، كما أنه مضاد للالتهابات وخافض للحرارة ومسكن ويحمى الكلى والكبد‏. كما أوضح الدكتور محسن رضوان -أستاذ الهندسة الميكانيكية- أن زيت الهوهوبا يعتبر أحد البدائل المستقبلية لزيت البترول وبديل لبعض الزيوت المستوردة، ويستخدم لتزييت المحركات حيث توجد أربعة أنواع من هذه الزيوت المستخلصة من زيت الهوهوبا حيث يستخدم كزيت الهيدروليك وزيت محرك لأجهزة نقل الحركة والتشحيم وزيت مانع الصدأ وزيت التروس.
بديل الكورتيزون
ومن جهته يشير الدكتور عمرو أبو ثريا -استشارى الجراحة العامة والجهاز الهضمى-،‏ إلى أن زيت الهوهوبا له فوائد كثيرة فى التئام الجروح فى زمن قياسى.‏
كما أن هناك دراسة علمية أجراها فريق بحثى بطب الأزهر أثبتت فاعلية مرهم مستخلص من بذور نبات‏ (الهوهوبا‏)‏ المزروع فى مصر فى شفاء حالات التهابات منطقة الحفاضات (الكافولة‏)‏ حيث اختفت التسلخات خلال 4‏ أيام من 80%‏ من الحالات المصابة فى الشهور الأولى من عمر الأطفال، فى حين تم شفاء بقية الحالات فى مدة أطول‏.‏ وتكثر الإصابة بهذه التسلخات نتيجة تهيج الجلد لملامسته بالبول والبراز لفترة طويلة بالإضافة إلى الإصابة بفطر المونيليا‏..‏ فمن خواص مرهم الهوهوبا القدرة على قتل الميكروبات البكتيرية والفطريات كما أنه مضاد للالتهاب‏..‏
وأثبتت الدراسة أن نتائج استعمال مرهم الهوهوبا ميدانيا كانت ناجحة ومتماثلة لنتائج استعمال المراهم المشتقة من الكورتيزون كمراهم موضعية‏،‏ ولكنها تتميز عن مراهم الكورتيزون بعدم وجود مضاعفات موضعية، وخاصة فى حالة استعمالها بصفة متكررة، كما أنه ثبت فى بعض الحالات أن استعمال مراهم الكورتيزون إذا استعملت على سطح كبير من الجلد لفترات طويلة تؤدى إلى مضاعفات مختلفة فى الجسم‏،‏ هذا بالإضافة إلى أن مرهم الهوهوبا مرطب للجلد‏.‏ ويضيف قورة أنه على الرغم من أن حب الشباب هو مشكلة دهنية‏،‏ ولكن زيت الهوهوبا له خصوصية خاصة وخواص مميزة فى هذا المجال‏. ويعد من أفضل وأنجح العلاجات لحب الشباب فى جميع مراحله‏.
واثبت الدراسة أيضا أنه يقضى على آثار حب الشباب، ومن المتعارف أن هذه الآثار هى عبارة عن حبوب ولكنها موجودة فى الجزء الداخلى من البشرة‏،‏ ونشاهدها على السطح الخارجى على هيئة آثار أو بقع، ومدة العلاج من شهر إلى ثلاثة أشهر‏.‏ يفضل غسل البشرة جيدا قبل وضع زيت أو كريم الهوهوبا، ويجب أن يكون الاستخدام بعيدا عن جميع المصادر الحرارية سواء كانت الشمس أم الغاز أم الفرن حيث تؤثر سلبيا على العلاج‏.‏ وأفضل استخدام له يكون فى المساء‏.‏
علاج للعيون
ومن جانبها أوضحت الدكتورة غادة غانم الحصرى -الأستاذة بمعهد بحوث أمراض العيون- أن تأثير الفارماكولجى لزيت الهوهوبا على أمراض العيون كان له التأثير الأكبر على جفاف العين فى زمن قياسى، وأنه فى أثناء إجراء هذه الأبحاث تم الوضع فى الاعتبار عددا من الأسئلة المهمة‏:‏ هل هو آمن على أنسجة العين المختلفة؟ وهل له فاعلية مماثلة للمنتجات الموجودة فى السوق؟ هل هو سريع المفعول؟‏...‏إلخ‏،‏ وأضافت أنه بعد تجارب استغرقت 8‏ أسابيع على بعض الأرانب كانت هناك نتيجة جيدة وإيجابية‏،‏ فى تأثير الهوهوبا على أمراض العيون المختلفة وإن كان لم يستخدم بعد على الإنسان، ولكن ما زال قيد البحث والتجارب، والنتائج مبشرة جدا‏.
‏وبدوره يؤكد الدكتور محمد ضياء الدين حامد -الأستاذ بالمركز التكنولوجى للإشعاع- أن الكسب الناتج عن عصر بذور الهوهوبا يعتبر سمادا عضويا ممتازا‏،‏ والمادة المتبقية منه تمثل 40%-60%‏ من وزن البذرة وتحتوى على 33%‏ بروتين ويتضمن‏17‏ حمضا أمينيا، منها سبعة أحماض أساسية تستخدم علفا للحيوانات والأسماك بعد إجراء بعض المعالجات الحيوية ويستخدم قشر الهوهوبا فى تسميد الأشجار وأوراق ثمر الهوهوبا، كما أنه يقتل البكتريا الضارة فى التربة، كما أن هناك معاملات حرارية أو عمليات جافة لا تؤثر على المركبات الموجودة أو المعاملات الكيميائية التى أثبتت كفاءة فى تخفيض السموم أو طريقة استخدام الأمونيا بطريقة معينة مع التخزين، وهو ما يقضى على المواد السامة الموجودة بالنبات واستخدامه علفا للحيوان بعد التخلص من مادة السموندسين التى تفقد الشهية‏.‏
الجاتروفا
والشجرة الثانية التى يمكن زراعتها فى الصحراء دون الحاجة لتكاليف عالية أو عميلات استصلاح معقدة شجرة الجاتروفا (Jatrophacurcas‏)، وهى من أنواع الشجر التى تنتج بذورا يطلق عليها تسمية "البترول الأخضر"، وتنتج نوعا نادرا من الزيوت يمكن استعماله وقودا ويكون بديلا عن السولار.
ولها العديد من التسميات العربية ك"جوز مسهل" و"جوز بربادوس"، تنحدر من عائلة ال Euphorbiaceae، وهى عبارة عن نبات برى موطنها الأصلى أمريكا الجنوبية ومنها انتشرت حول العالم. تزهّر مرتين فى السنة، والشجرة لها استخدامات متعددة؛ أهمها إمكانية استخراج الوقود الحيوى (البيوديزل)، الذى يمكن استخدامه كوقود وحده أو من خلال خلطه بالديزل العادى للسيارات والآلات الزراعية والمحركات التى تعمل بالديزل للمساعدة على الحد من التلوث البيئى الناتج عن استعمال الوقود.
مواصفات الجاتروفا
أزهارها صفراء اللون تتحول إلى بذور ثم ثمار، وهى شبيهة إلى حد ما بحبات الزيتون، وبداخلها ثلاثة بذور تحتوى على نسبة زيوت تصل إلى 45 فى المائة، وللأسف زيتها غير صالح للاستخدام الآدمى لاحتوائه بعض المواد السامة.
وتزرع الشجرة مرتين فى السنة مع بداية فصلى الربيع والخريف، ومن مميزاتها أنها تزرع فى المناطق الصحراوية، ويمكن زراعتها بكثافة كبيرة بمعدل شجرة كل مترين. وهى لا تحتاج لأى نوع من المبيدات أو الأسمدة العضوية والمعدنية، خصوصا فى حال ريها بواسطة مياه الصرف المعالجة.
للشجرة فوائد عدة أهمها مقاومة التصحر من خلال جعل التربة متماسكة وحمايتها من الانجرافات ومنع الرياح من نقل الرمال. كما يمكن الاستعانة بخشب هذه الشجرة لعدة استعمالات بسبب صلابتها، بالإضافة إلى استعمال زيوتها لصناعة الشموع والصابون والجلسرين وبعض العقاقير والأدوية لعلاج بعض الأمراض كالروماتيزم والأمراض الجلدية.
وشجيرة الجاتروفا لها استخدامات متعددة؛ فهى علاوة على إنتاجها المتميز للزيت الحيوى فهى تستخدم كسور وسياج للمزارع لحمايتها من اعتداءات الحيوانات على المحاصيل الحقلية، وكذلك لها إمكانيات متميزة فى مقاومة انجراف التربة بالرياح، وتعمل على تثبيت الكثبان الرملية.
وهذا الزيت النباتى يعتبر جزءا أساسيا لتوفير الاحتياجات الواعدة التجارية إما مفردا أو بعد خلطه مع زيت الديزل حيث يمكن استخدامه للسيارات دون تعديلات جوهرية فى التصميم.
هذه المميزات والاستخدامات المختلفة تضع الهوهوبا والجاتروفا فى مصاف المحاصيل الإستراتيجية فى مصر خلال المرحلة المقبلة لمواجهة التغيرات الاقتصادية العالمية الجديدة، وخاصة فى مجال الزراعة وتعمير الصحراء المصرية وتدعيم المشروعات التنموية فى جنوب الوادى فى شرق العوينات وتوشكى وسيناء‏،‏ وتعد مصر من أنسب بلاد العالم لزراعة الهوهوبا‏،‏ نظرا لتوافر عدة عوامل يأتى فى مقدمتها المناخ وانخفاض تكلفة الإنتاج وتوافر الأيدى العاملة‏،‏ مما يفتح الآمال أن يكون أحد مصادر الدخل القومى وبجانب الاستخدامات الطبية المختلفة لعلاج الإنسان، يعتبر أفضل العلاجات لجروح الحيوانات وطرد الطفيليات والحشرات‏،‏ ويستخدم كمادة إضافية لعلف دواجن التسمين وزيادة مناعة الطيور‏.
وندعو الحكومة والنظام الحاكم تدشين زراعة الهوهوبا والجاتروفا كمشروع قومى لزراعة هذا النبات، وإحداث طفرة زراعية صناعية اقتصادية علمية طبية فى هذا البلد، وتشغيل ملايين الأيدى العاطلة فى هذا المشروع، وخاصة أنه زراعته غير مكلفة ماديا وغير مجهدة بدنيا.
وخاصة أنه سبق أن تمت تجربة زراعة هذه الشجرة فى مصر منذ سنوات من قبل جهاز شئون البيئة بوزارة الدولة لشئون البيئة فى منطقة الأقصر، وأتت النتائج مبهرة على الصعيد العلمى والاقتصادى، حيث نمت الشجيرات وبدأت بالإنتاج الأولى للثمار بعد 18 شهرا فقط من زراعتها، بينما احتاجت فى مناطق أخرى من العالم كالسودان والولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية إلى ثلاث سنوات على أقل تقدير. وبدأ القطاف بعد مرور سنتين بمعدل أربعة كيلوجرامات لكل شجرة، وبعد عملية التكرير والفحوصات المخبرية تبين أن الزيت الحيوى المنتج هو عالى الجودة. ولكن للأسف لاقى المشروع إهمالا بعد فترة ولم يستكمل العمل فيه!
كما أن الدول الأوروبية تشترط أن يخلط بنسبة 5 - 8 فى المائة مع زيت الديزل فى الاستخدام الصناعى والسيارات.
ومؤخرا أعلن مستثمرون عن زراعتهم مليون فدان فى سيناء بالهوهوبا والجاتروفا والمورينجا، ولكن يلزم اهتمام الحكومة والنظام الحاكم بهذا المشروع لفوائده المتعددة.
كادر
فوائد شجرتى الهوهوبا والجاتروفا
يعتبر زيت الهوهوبا بديلا لزيت البترول.
يعتبر بديلا ممتازا لزيت كبد حوت العنبر.
يستخدم الزيت على نطاق واسع فى مستحضرات التجميل بنسبة 90 فى المائة.
يستخدم زيته فى محركات الطائرات لأنه لا يتأكسد.
يستخدم كمصدر للدهون فى أعلاف الدواجن
يعتبر بديلا طبيعيا للمبيدات الكيماوية، ويستخدم لمكافحة النيماتودا (ديدان صغيرة الحجم تصيب النبات وتسبب له أمراضا متعددة).
يستخدم الزيت فى علاج جروح الحيوانات وطرد الطفيليات والحشرات.
- وتستخدم قشور الثمار فى تسميد الأرض.
قلة احتياج النبات لعملية الخدمة والتسميد وشدة تحمله للملوحة.
احتياجات النبات المائية قليلة وله قدرة فائقة على تحمل العطش.
وله قدرة فائقة على شفاء العديد من الأمراض الجلدية والعضوية وأمراض العيون والأسنان والأمراض الروماتيزمية، والحد من الالتهابات والجروح، وقاتل للبكتريا وإزالة الصدفية، وخافض للحرارة، ويحمى الكلى والكبد، وله آثار مضادة للأورام، ويزيد من كفاءة جهاز المناعة، كما أنه بديل مصرى طبيعى آمن للكورتيزون ولكن دون آثار جانبية.‏
كما يستخلص منه زيت يتميز بأن له أهمية كبيرة فى صناعة الأدوية والمبيدات الطبيعية ومستحضرات التجميل بالإضافة لاستخدامه كغذاء وعلاج مهم للحيوان‏.
والجاتروفا يستخدم وقودا حيويا وزيتا للمحركات أيضا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.