جزيرة فاضل.. هى جزيرة تابعة لمركز أبو كبير بمحافظة الشرقية، تفوح من أرضها رائحة عرق الشعب الفلسطينى الذى وفد إلى جمهورية مصر العربية سنة 1948 على إثر المذابح الصهيونية التى اشتعلت فى فلسطين، فقرروا هجرتها والذهاب إلى مكان آخر، تركوا ديارهم وأرضهم ووفدوا إلى مصر. «نعيش بمصر منذ 1948، شربنا من نيلها وكبرنا على أرضها ومستعدون للدفاع عنها ضد أى عدو، نكون فى مقدمة الصفوف، طوال عمرنا ونحن نحب مصر وندافع عنها، ولن ننسى فضلها علينا ولن نقبل الاعتداء عليها». هذه كلمات قالها «جبر سالم بركة أبو ياسر» 55 سنة، هاجر جده ووالده ومعهم 40 أسرة من بئر السبع بفلسطين سنة 1948، وجميعهم من قبيلة واحدة وهى «الإحسانات»- إلى جزيرة فاضل وهى جرداء خالية من كل شىء.. عمروها وتكاثروا حتى وصلوا إلى 3000 فرد، يعيشون فى بيوت من الطين، يعتمدون على جمع القمامة لتوفير قوتهم اليومى. عندهم أمل للعودة إلى فلسطين، يشعرون بالحنين إليها، غرس الجد والأب الأكبر حب العودة إلى ديارهم رغم مرور الزمن. وأضاف «أبو ياسر» أنهم حاليا فى أشد المعاناة.. ففى أيام الرئيس الراحل جمال عبد الناصر كانوا ينعمون بحياة كريمة بها كثير من المميزات من التعليم وبطاقات التموين وتملكهم الأراضى والعقارات التى كانوا يعيشون بها، وكان يتعامل معهم وكأنهم مصريون؛ لا يميزهم عن غيرهم، سواء فى التعليم أو التملك، وجاء الرئيس السادات وسار على نهجه، وعندما قتل يوسف السباعى سحبت منهم الامتيازات كاملة لأنهم يعتبرونهم أجانب، بالإضافة إلى عدم مجانية التعليم وعدم السماح لهم بالسفر إلى الخارج إلا بتصريح، وسحبت بطاقات التموين منهم، وألغيت المعاشات للأرامل وكبار السن، وإذا أرادت الأسرة تعليم أولادها فلا بد من استخراج وثيقة إثبات، وكانت من قبل التعليم بشهادة الميلاد. أما عن مشكلات الجزيرة فليس لديهم دخل ثابت، وعملهم الوحيد جمع القمامة وأكياس البلاستيك وبيعها. لا يوجد بالقرية صرف صحى. يعانون أشد المعاناة من الفقر والمرض.. أطفالهم عارية نظرا إلى قلة الإمكانيات والدخل، القليل منهم يلتحقون بالمدارس نظرا إلى تفرقتهم عن المصريين وبعد المدرسة عن الجزيرة، فيلجئون إلى ترك التعليم. أما عن الخدمات الصحية فلا يوجد مستشفى أو وحدة صحية بالجزيرة. ومن عادات أهل الجزيرة زواج البنت وعمرها 14 سنة، وهذا زواج أمام الناس، وعندما تبلغ السن القانونى يعقد عليها ويكون لديها 4 أو 5 أطفال. وبالجزيرة فصل محو أمية بمنزل أحد أبنائها ويدعى «عيد نصير النامولى» ويتبنى مشكلة الجزيرة يسعى لإصلاح حالها وقلة معاناتها، عندما علم «النامولى» بوجود السفير الفلسطينى «بركات الفرا» بمصر ذهب إليه وقص عليه حالهم ومعاناتهم، وجاء به إلى الجزيرة منذ عام فتبنى المشكلة وفتح لهم فصل محو الأمية والذى لقى إقبالا كثيرا من الأطفال لحرص أهل الجزيرة على تعليم أبنائهم رغم أنهم لم يحظوا بقدر واف من التعليم ولم يدرسوا غير اللغة العربية والرياضيات فحسب. «محمد سالم حسين» من مواليد الجزيرة، صدر قرار بوقف معاشه قبل الثورة ونفذه النظام الحالى. يقول: نطالب بعمل وثيقة سفر ونريد معاملتنا معاملة المصريين، لأننا بمصر، وعلاقتنا بالمصريين جيدة؛ نتزوج منهم وهم يتزوجون منا.