أكدت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" على أن المقاومة مستمرة بكافة السبل والإمكانيات المتاحة لاسترداد الحقوق، "ولن نبرح ميادين المقاومة إلا وقد استعدنا حقوقنا كافة ورسّخنا ثوابتنا على الأرض، وأقمنا دولتنا، ورفرفت راياتنا خفاقة على ربوع فلسطين، ولا يمكن لكائنٍ من كان أن ينزع سلاح المقاومة أو أن يسقط شرعيته". وحمّلت الحركة في بيان صادر عنها في الذكرى التسعين لوعد بلفور المشؤوم، الذي منح الصهاينة دون حق دولة في فلسطين، المجتمع الدولي المسؤولية التاريخية والأخلاقية عن كل ما ترتب على وعد بلفور، وعلى رأس من يتحمل ذلك "بريطانيا"، وما صاحبه من نكبات ومآسٍ حلّت بالشعب الفلسطيني من ذبح وتشريد وتهجير على يد الاحتلال الصهيوني الغاشم، لذا يتوجب عليه تصحيح الخطأ التاريخي إزاء عدم تعاطيه مع قضية شعبنا العادلة ودعم حقوقه بدلاً من توجيه الدعم الأعمى للكيان الصهيوني وسياساته". وشددت "حماس" على أن "فلسطين أرضٌ ذات أصول عربية، إسلامية الهوية، لا يجوز التفريط أو التنازل عن شبر من ترابها، وأي اتفاقيات تنتقص من الحق التاريخي لشعبنا وأمتنا العربية والإسلامية فيها، تعتبر باطلة شرعياً ووطنياً وتاريخياً، ولا اعتراف بها". كما أكدت الحركة على أنها لن تفرط بحقوق اللاجئين المهجرين في المنافي والشتات والعودة إلى أرض الآباء والأجداد التي طردوا منها قسراً، "ولن نقبل المساومة على هذه الحقوق". ودعت في بيانها، قيادة السلطة في "رام الله" إلى الاهتمام بالوضع الفلسطيني الداخلي ومد أيادٍ صادقة "لإعادة اللحمة بين كافة مكونات شعبنا وأبنائه وفصائله، وتعزيز الجبهة الداخلية أولى بالاهتمام من العلاقات مع العدو المحتل الذي يذبح شعبنا، ونحن على قناعة كاملة بأن وحدتنا الوطنية هي السبيل الأوحد لتعزيز الصمود في وجه التآمر الدولي على قضيتنا". وخاطبت "حماس" كل الساعين خلف "أوهام السلام ومؤتمرات التفريط والمساومة التي لم تأت يوماً لتوحد صفنا وكلمتنا أو تعيد لنا حقاً من حقوقنا"، بالقول: "إن أي توقيع واتفاق ينتقص من حقوق شعبنا هو نزع لشرعيتهم الوطنية بما لا يدع مجالاً للشك أو التأويل، لذا عليهم مراجعة أنفسهم والتوقف عن التلاعب بمصير شعبنا وقضيته وثوابته، والاندماج مع الإجماع الوطني". وحثّت الحركة قادة الدول العربية إلى اتخاذ قرار وطني مسؤول بمقاطعة لقاء الخريف "أنابوليس"، والوقوف في وجه الأهداف الأمريكية الصهيونية الداعية للتطبيع مع المحتل، "والعمل على تعزيز ودعم صمود شعبنا وكسر الحصار الدولي الجائر المفروض عليه". وأبدت "حماس" ثقتها بأن "التاريخ الفلسطيني المخضب بدماء الشهداء، وأنات الجرحى والمعاقين، وعذابات المعتقلين والأسرى، والبيوت المدمرة، فضلا عن جهاد المجاهدين وعزيمة الصابرين، ضارباً أروع الأمثلة في الصمود والتضحيات، سيثبت لهذا الاحتلال المجرم أنه لا مكان له على أرضنا ولا سبيل له عليها، وأننا حتماً سنسترجعها مهما كلفنا الثمن ودفعنا لها من دماء وتضحيات". هذا وتصادف الذكرى التسعون لوعد بلفور البريطاني، في الثاني من نوفمبر لسنة 1917، والذي أعطي بموجبه الحق للعدو الصهيوني في إقامة وطن قومي لليهود على أرض فلسطين بدعم من المنظمات الصهيونية وبمباركة المنظمة الدولية، وفتح الأبواب أمامه على مصراعيها لبناء كيانه واستجلاب المغتصبين ليتملكوا الأرض ويستبدلوا شعبها وهويتها الإسلامية وتراثها العربي بكيانٍ دون وجه حق. وقالت "حماس": "منذ ذلك التاريخ والشعب الفلسطيني يعاني ويلات الظلم العالمي، وعلى رأسه المملكة المتحدة "بريطانيا"، ووعدها الباطل لليهود بإقامة دولتهم على أرض الشعب الفلسطيني وحسابه، هذا الوعد الظالم الذي أعطى حقا لا يملكه لمن لا يستحقه وينزع شعباً صاحب حضارة وتاريخ من أرضه ليحل بدلاً منه الصهاينة واليهود الذين ارتكبوا أبشع المجازر بحق الشعب الفلسطيني من دير ياسين والطنطورة وكفر قاسم وقلقيلية والقدس والخليل وخان يونس، وكل يوم يرتكب هذه المجازر التي سقط فيها مئات الآلاف من الشهداء والجرحى واعتقل خلالها أكثر من ثلث الشعب الفلسطيني، وجاءت قرارات الأممالمتحدة لتعزز هذا الظلم والجور، وكانت مشاريع التوطين التي أفشلها شعبنا، ثم كان بعد ذلك ما جرى بالأمس من "أوسلو" وما يجري اليوم من التحضير ل "أنابوليس" الذي يسعون من خلاله لتجريد الشعب الفلسطيني من حقوقه وثوابته، حتى قبل البعض، من المنتسبين لهذه الأرض والشعب، التنازل عن حقنا في حيفا ويافا وعكا، واليوم يُساومون على "القدس"، وما نخشاه أن يتساوقوا مع ما تخطط له الإدارة الأمريكية والصهاينة". وكررت تأكيدها على أن فلسطين "غير قابلة للقسمة وأنها أرض إسلامية عربية فلسطينية، وهي أمانة في عنق كل المسلمين، وسنبقى كشعب فلسطيني خط الدفاع الأول وجذوة المقاومة المشتعلة في وجه المحتل الغاصب، ولن نفرط بذرة من ترابها ولن نفرط بالثوابت الفلسطينية مهما كانت الأحوال والظروف، وستبقى المقاومة هي الإستراتيجية التي يقف خلفها شعبنا الفلسطيني، ولن يتخلى عنها مهما كلّف الثمن وعظمت التضحيات، وسنتصدى لكل المؤامرات والمؤتمرات التي تنتقص من حقوقنا وتتعدى على ثوابتنا".