اعلن المسؤول المختص بشؤون الإسلام في الفاتيكان إن من الصعب إجراء حوار ديني حقيقي مع المسلمين لأنهم يعتبرون أن القران هو الكلام النصي لله، ولا يناقشونه بعمق وقال الكردينال جان لويس توران في مقابلة مع صحيفة لا كروا الكاثوليكية الفرنسية اليومية إنه سيتعين على المسيحيين مناقشة القيود المفروضة على بناء الكنائس في العالم الإسلامي في الحوار الذي نادى به 138 من رجال الدين الإسلامي في الدعوة. وقال توران "لا يقبل المسلمون أن يناقش أحد القرآن بعمق لأنهم يقولون إنه كتب بإملاء من الله". وأضاف "مع هذا التفسير الجامد يكون من الصعب مناقشة فحوى الدين". ويقول معظم رجال الدين المسيحي إن النصوص الدينية هي من عمل البشر، وبوحي إلهي ويمكن الاعتراض عليها وإعادة تفسيرها. وقال توران إنه لا يمكن تجاهل حقيقة أن المسلمين يستطيعون بناء مساجد في أوروبا، بينما تفرض الكثير من الدول الإسلامية قيودا على بناء الكنائس أو تحظر بناءها. وأضاف "في الحوار بين المتدينين يكون من الأساس القول بأن ما هو جيد لطرف يكون جيدا للآخر". وكان 138 رجل دين يمثلون أغلبية كبيرة من الرؤى الإسلامية قد وجهوا الأسبوع الماضي الدعوة لرجال الدين المسيحي لإجراء حوار يستند إلى معتقداتهم المشتركة بأن حب الله والجار هو حجر الزاوية لديانتيهما. وقال منظمو الدعوة، ومنهم عمرو خالد وزغلول النجار ومحمد سليم العوا ومفتي مصر الشيخ علي جمعة والشيخ حمزة يوسف هانسن، إنه يأتي في ذكرى تصريحات بابا الفاتيكان المثيرة للجدل ضد الإسلام في جامعة ريجنزبيرج في سبتمبر العام الماضي؛ مما استدعى خطابا مشابها من علماء المسلمين. ووجهت الدعوة إلى جميع الكنائس المسيحية البارزة، ورحب بها زعماء الإنجليكان واللوثريين والإنجليين والمجلس العالمي للكنائس. لكن رد فعل الكنيسة الكاثوليكية التي تمثل أكثر من نصف المسيحيين في العالم البالغ عددهم ملياري شخص أساس لأية استجابة مسيحية منسقة للدعوة الإسلامية. وأشاد توران بالدعوة، ووصفها بأنها "نموذج بليغ لحوار الروحانيات" يبين حسن النوايا بالاقتباس ليس من القرآن فحسب كما يفعل المسلمون عادة ولكن من الإنجيل أيضا. وتجنبت الدعوة الخلافات الكبيرة بين الجانبين؛ مثل دور المسيح والنبي محمد -عليهما الصلاة والسلام- لكن توران أثار واحدة بشأن القرآن. ويعد البابا بنديكت السادس عشر شخصية أساسية لأن الخطاب الذي ألقاه في جامعة ريجينزبرج العام الماضي، ولمح فيه إلى أن الإسلام اتسم بالعنف أثار احتجاجات دموية في العالم الإسلامي، ودفع رجال الدين الإسلامي إلى التوحد للسعي لفهم أفضل بين الأديان. ورحب القس اليسوعي المصري سمير خليل سمير، وهو خبير كاثوليكي بارز في شؤون الإسلام، بالدعوة ووصفها بأنها تعكس توافقا واسعا في الرأي بين السنة والشيعة، وتوضح تفهما حقيقيا للمسيحية من خلال الموقعين عليها. وكتب بموقع آسيا نيوز على الإنترنت قائلا "بمرور الوقت قد تخلق هذه الوثيقة فرصة وتقاربا أكبر".