قررت لندن وواشنطن إجلاء قسم من موظفي سفارتيهما في طرابلس حيث قلص عدد من القنصليات الغربية من عدد موظفيه بسبب المخاطر الأمنية التي تفاقمت في البلاد بسبب إحدى أسوأ الازمات السياسية التي تشهدها منذ سقوط معمر القذافي، في حين تظاهر مئات الليبيين في طرابلس وبنغازي ومدن أخرى رفضاً للمظاهر المسلحة ودعوة لفك الحصار عن الوزارتين . وأكدت وزارة الخارجية الأمريكية “مغادرة عدد قليل من الموظفين ليبيا”، مشددة في الوقت نفسه على أن “السفارة مفتوحة وتعمل”، وذلك بعد ساعات من إعلان وزارة الخارجية البريطانية إجلاء جزء من طاقمها من طرابلس . وأعلن المركز الثقافي البريطاني على صفحته على موقع فيسبوك أنه سيغلق حتى 16 مايو/أيار “بسبب غموض الأوضاع السائدة في طرابلس” . وبعد هجوم ابريل قلصت السفارة الفرنسية عدد موظفيها لكنها تواصل العمل في المبنى نفسه الذي تضرر كثيراً فيما أغلقت المدرسة الفرنسية في طرابلس ابوابها حتى ضمان الامن حول المبنى بحسب ادارتها .كما اغلقت السفارة الالمانية أبوابها وقلصت عدد موظفيها ووضع من بقي منهم في مجمع مشدد الحراسة في العاصمة الليبية . واحتشد مئات المتظاهرين مساء الجمعة أمام مقر وزارة الخارجية الليبية في العاصمة طرابلس محاولين فك الطوق الذي يفرضه عليه منذ نحو اسبوعين عناصر ميليشيات مسلحة . ومع حلول المساء ارتفعت وتيرة التوتر أمام المبنى المحاصر حيث حصل تدافع بين المتظاهرين وعناصر الميليشيات امام بوابة الوزارة . وفي بنغازي عاصمة الشرق الليبي جرت الجمعة تظاهرة مماثلة في وسط المدينة شارك فيها المئات تنديدا بالميليشيات ودعما للحكومة . ويحاصر الوزارتين منذ أسبوعين مسلحون طالبوا بتبني قانون العزل السياسي الذي يقضي بابعاد المسؤولين السابقين والمتعاونين مع نظام القذافي . لكن المحتجين اعلنوا بعدما تبنى المؤتمر الوطني العام، اعلى سلطة في البلاد، قانون العزل، انهم يطالبون ايضا باستقالة رئيس الحكومة علي زيدان المتهم بالتعاطف مع المسؤولين السابقين والمتعاونين مع نظام القذافي .