أنهى محمود عباس وإيهود أولمرت اجتماعا في القدسالمحتلة اتفقا خلاله على العمل على "وثيقة مشتركة" تشكل أساسا لمفاوضات ما بعد المؤتمر الذى دعت إليه أمريكا، والمقرر عقده في نوفمبر المقبل. وقال صائب عريقات في مؤتمر صحفي في رام الله عقب الاجتماع إن عباس وأولمرت اتفقا على عقد مباحثات بداية الأسبوع المقبل للتوصل إلى هذه الوثيقة لعرضها على المؤتمر. وفى إلغاء واضح وكامل لكل المرجعيات والقرارات الدولية الخاصة بالحقوق الفلسطينية، أوضح عريقات أنه بناء على هذه الوثيقة ومن خلال المؤتمر "ستنطلق مفاوضات الوضع النهائي للتوصل لمعاهدة سلام شاملة على أساس خارطة الطريق ورؤية الرئيس الأميركي جورج بوش ومبادرة السلام العربية وقرارات "الشرعية العربية"، لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وحل كافة قضايا الوضع النهائي". وأشار إلى أن الجانبين اتفقا على استمرار اللقاءات الدورية بينهما لمتابعة ومراجعة أعمال وفدي المفاوضات. من جهته قال المتحدث باسم أولمرت ديفد بيكر للصحفيين إن هذه الاجتماعات لمجموعات العمل ستؤدي إلى صياغة بيان مشترك في وقت مناسب للاجتماع الدولي القادم. وقال مسؤول صهيونى كبير "للجزيرة" رافضا كشف اسمه إن التفاوض على اتفاق نهائي سيبدأ بعد مؤتمر السلام، ولكن من دون جدول زمني، مشيرا إلى أن الجانبين يعملان حاليا على صياغة إعلان مشترك سيكون عاما بشكل كاف لتجنب العثرات لكنه سيسمح في الوقت نفسه بالتقدم.. وهى إشارة واضحة لتفادى هذه الصيغة لقضايا عودة اللاجئين والقدسالمحتلة والمياه والمنافذ والحدود.. أو باختصار أنها ستكون متوافقة مع الأجندة الصهيونية. وقال المتحدث باسم (حماس) فوزي برهوم ان اجتماعات أولمرت وعباس تهدف إلى ضمان عدم بحث القضايا الأساسية التي تتعلق بحدود الدولة الفلسطينية المقبلة ووضع القدس ومصير اللاجئين الفلسطينيين وموارد المياه. ويتعرض أولمرت لضغوط من حكومته لكي لا يقدم تنازلات بشأن هذه القضايا، ويسعى إلى بيان نيات عام وفضفاض للمؤتمر الدولي. وفي المقابل يريد عباس اتفاقية إطار عمل واضحة تتضمن جدولا زمنيا لمفاوضات الوضع النهائي. ويعكف الفلسطينيون على وضع مسودة اتفاق سلام لعرضه على أولمرت. ووفقا لنسخة حصلت عليها أسوشيتد برس، فإن الفلسطينيين على استعداد لمبادلة بعض أراضي الضفة الغربية مع إسرائيل وتقليص عدد اللاجئين الفلسطينيين الذين سيعودون إلى ديارهم، إلا أنهم يطالبون أيضا بعودة كافة مناطق القدس التى احتلتها إسرائيل خلال حرب عام 1967. وقال مسؤولون فلسطينيون إن عباس وأولمرت تبادلوا فعلا الأفكار بشأن مبادلة الأرض، مشيرين إلى أن عباس عرض مبادلة نحو قطعتين من أراضي الضفة الغربية مقابل قطعة أرض مماثلة من إسرائيل. ويسعى أولمرت لضم نحو ثمانية في المئة من الضفة الغربية حيث يعيش آلاف المستوطنين اليهود. يشار إلى أن هذا الاجتماع بين عباس وأولمرت هو السادس من نوعه خلال الأشهر القليلة الماضية. رايس تبدأ الأسبوع القادم ثاني جولة لها بالمنطقة في هذه الأثناء تستعد وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس للتوجه الأسبوع المقبل إلى المنطقة العربية لممارسة المزيد من الضغوط على الدول "الصديقة" لضمان تسييد الأجندة الصهيونية فى المؤتمر المزمع عقده، في زيارة هي الثانية لها للمنطقة خلال أقل من شهر. وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية شون ماكورماك إن هناك الكثير من العمل يجب القيام به وجزء منه سيكون خلال زيارة رايس. وأظهرت الجولة السابقة لرايس في الشرق الأوسط في 19 و20 سبتمبر الماضي أنه لا يزال ثمة تباعد بين مطالب الأنظمة العربية وقيادة منظمة التحرير الفلسطينية لضمان ماء الوجه وبين الرؤية الأمريكية المتبنية للطلبات الصهيونية بالكامل، وإن كانت البداية فى لقاءات الصهيونى أولمرت وعباس والتى اعتمدت الخطة الأمريكية أساسا للحل الشامل تنذر بالمزيد من التنازلات.