المخابرات العامة تحرك عملاءها لحل حزب العمل يوم 19 مايو القادم ضابط جيش يطارد مجدى حسين وساويرس ينذر "الشعب" وإحياء قضية سب وقذف ضد رئيس حزب العمل بعد 20 سنة
لم يصدقنا كثير من السياسيين والناس عندما كنا نقول لهم إن أمن الدولة والمخابرات لم يتوقفا عن العمل أبدا بعد الثورة ، وإن كان ذلك فى ظروف مختلفة. وقد اتهمنا الجهازين بعرقلة عمل حزب العمل وعرقلة إصدار جريدة الشعب . وكان بعض السياسيين يقولون : مش معقول ، ولماذا أنتم بالتحديد ؟! ولكن تاريخ ثورة 23 يوليو يقول إن كل المعتقلين السياسيين أفرج عنهم عقب الانقلاب إلا أحمد حسين ، وأن إتهامه بحرق القاهرة الذى وجهه له الملك فاروق ظل مصلتا عليه بعد الثورة المجيدة لفترة من الزمن ! ويؤكد التاريخ أيضا أن أحمد حسين وحلمى مراد أعتقلا فى أزمة مارس1954. عبد الناصر كان مصرا على استبعاد أحمد حسين والحزب الاشتراكى من المشهد السياسى ، ليس لزعامة أحمد حسين وأنه كان أستاذا لعبد الناصر فحسب ولكن لأن عبد الناصر كان قد بدأ بالفعل ( بطريقته الخاصة ) فى تطبيق برنامج الحزب الاشتراكى !! وفى حالة التشابه فإن الخصومة السياسية تزداد ، لأن الطرف المتواجد فى الحكم يريد أن يثبت أنه الأحق بتمثيل الاتجاه .
أما فى ثورة 25 يناير فحزب العمل واجه نفس المعضلة مع الاخوان المسلمين فكان همهم الأول استبعاد شبح حزب العمل لأنه سيذكر الناس بأنه الحزب الاسلامى الوحيد الذى دعا لإسقاط مبارك بالوسائل السلمية . وأنه تم سحله بسبب ذلك وبسبب إفساح المجال للاخوان ولكل الاسلاميين لدخول البرلمان والعمل السياسى بشكل واسع . ووصل الأمر فى انتخابات مجلس الشعب الأخيرة إلى تعاون الاخوان المسلمين مع أمن الدولة والأمن القومى فى استبعاد حزب العمل من قوائم الاخوان فى المركزين الأول والثانى ، ووضع بعض عملاء للأمن وبعض الفاسدين فى هذين المركزين . وهو الأمر الذى أدى إلى دخول عضو واحد فقط من حزب العمل لمجلس الشعب ( د. مجدى قرقر ) .
والسبب فى كل ذلك أن أجهزة الأمن عرقلت إستعادة حزب العمل لنشاطه الطبيعى بعد الثورة. وتم إستخدام نفس أساليب عهد المخلوع فى مسألة التنازع على رئاسة الحزب لوقف إصدار جريدة الشعب والتى كانت قد عاودت الصدور بقوة الثورة وبقوة الحكم القضائى القديم لصالحها . وبالتالى لم يكن من حق الحزب أن يرشح على القوائم الحزبية إلا بإذن أى حزب شرعى . فوقع الحزب تحت مقصلة الاخوان كما أوضحنا وكنا نظن أن بيننا جهادا مشتركا ، وسيظل هذا موقفنا مع قواعد وأعضاء وشباب وجمهور الاخوان ، ولكن ليس مع القيادة التى تستسهل عدم الالتزام بالعهد والوعد .
ويعلم القاصى والدانى كيف قاتل حزب العمل فى مناصرة الرئيس مرسى ضد شفيق . ويعلم القاصى والدانى كيف تقاتل جريدة الشعب دفاعا عن الشرعية وستظل ليس تأييدا للإخوان ولكن من أجل المصلحة العليا للوطن التى تقتضى الحفاظ على الشرعية المتولدة عن الثورة ، بل الإنجاز الوحيد لها. ويعلم القاصى والدانى أننا رفضنا المهاترات ضد الاخوان ومعارضتهم بالباطل وبالأكاذيب وبالعنف ، وأننا أيدنا كل ماهو إيجابى فى عهدهم على قلته . وفتحنا مساحات للوزراء والمسئولين لشرح إنجازاتهم. ويعلم القاصى والدانى أننا دافعنا عن مرسى بأساليب أقوى بكثير وأكثرإقناعا من أساليب الاخوان الاعلامية وهذا مايعرضنا لمخاطر شديدة من القضاء الشامخ والمخابرات الأكثر شموخا!! . وسنظل بإذن الله ندور مع الحق أينما دار ، ولن نعقد مساومات غير مبدئية مع أى طرف كان . ولن يؤثر فى مواقفنا المتعلقة بالمصالح العليا للوطن سخافات السيدة باكينام التى دعت مؤخرا 21 حزبا لمناقشة موضوع مجلس العدالة والمساواة من بينها أحزاب جبهة الانقاذ وأحزاب تحت التأسيس دون حزب العمل !!
كان حزب العمل وحيدا قبل الثورة بين الحركة الاسلامية التى ترفض العمل على إسقاط مبارك . وكان وحيدا بين الأحزاب السياسية التى ترفض الدعوة لإسقاط مبارك . حتى حركة كفاية اتجه معظم قادتها للعمل تحت لواء البرادعى والبرادعى يرفع شعار تعديل الدستور لا إسقاط مبارك . لم يكن من يصارع مبارك عشية الثورة إلا حزب العمل وشباب الانترنت وعبد الحليم قنديل ( نسأل الله أن يعيد له توازنه ) . لذلك لم يكن من قبيل الصدفة أن رئيس حزب العمل كان السياسى الوحيد فى السجون بسبب معارضته لمبارك حين اندلعت الثورة !!
نفس هذه النخبة هى التى استبعدت حزب العمل من المشهد السياسى طوال العامين الماضيين. ولم نهتم بذلك فقد كنا مشغولين بإعادة بناء الحزب ويبدو أننا نجحنا إلى حد أن الثورة المضادة بدأت تشعر بخطورتنا فقررت فى إحدى الغرف السوداء الالتفات لنا . وفى خلال الأسابيع الماضية حدثت كل هذه الهجمات التى تذكرنا بتحرشات الجيش الاسرائيلى على قطاع غزة بين الفينة والأخرى .
بدأت عملية رفع القضايا على جريدة الشعب بإتهامات السب والقذف كان أبرزها من الشركة المستخرجة لذهب السكرى و ساويرس . نيابة مصر القديمة تستدعى رئيس حزب العمل لأن قارئا سب قارئا آخر على موقع الشعب الالكترونى فى باب التعليقات ، والشاكى ضابط جيش ! بالمصادفة البحتة وفى نفس التوقيت يتم إستخراج قضية سب وقذف من عام 1993 ضد المغفور له ابراهيم شكرى رغم أنه غادر هذا العالم الكئيب لأنها أيضا ضد مجدى حسين رئيس الحزب الحالى . وبقدرة ساحر مخابراتى نزل هذا الخبر المضحك على كل مواقع الانترنت . وفى وقت تضمحل فيه سلطات الدولة ويضعف سلطان القانون إلى حد أنه يتم تجريف 30 ألف فدان يوميا ، وتدعو أطراف عديدة لجمع المال والتبرعات لأشياء شتى ، إلا أن الحكومة العتيدة انتفضت ضد حزب العمل بالذات لأنه أعلن عن إكتتاب لقناة فضائية قبل أن يستاذن هيئة الرقابة المالية . لأنها قرأت فى جريدة الشعب ذلك ، وهذا جيد فهيئة الرقابة المالية تقرأ جريدة الشعب ، نعم هذا خبر جيد ، لقد كسبنا زبونا يدفع 4 جنيه فى الأسبوع لأنه يقرأ عدد الجمعة أيضا رغم أن يوم الجمعة أجازة . إذن رئيس الهيئة يشترى النسخة بنفسه يوم الجمعة أو يوصى بذلك أحد العاملين . ولكن لماذا لم تقرأ الهيئة المعلومات الموثقة التى نشرناها عن القنوات الممولة بالمليارات ، أليس من قبيل الرقابة المالية التحقيق فى ذلك ، ونحن نؤيد بشدة أن تستعيد الدولة عافيتها وصرامتها المركزية فى الحق . ونحن فى كل الأحوال سننتهى من إجراءات تسجيل الشركة خلال أيام . ولكن بلاش اليقظة الزيادة على حزب العمل بالذات لأنها ترتبط بتحركات أخرى بالتزامن .
وأخيرا يبقى أن محكمة الأحزاب حجزت للحكم قضية تشابه الأسماء التى رفعها عميل أمن الدولة والمخابرات ( وفقا لوثيقة منشورة لم ينفها ) فى 19 مايو . وتقوم القضية على أساس تشابه الأسماء بين حزب العمل الجديد وحزب العمل الاشتراكى ، والعملاء الذين يتحدثون باسم حزب العمل الاشتراكى لايفعلون شيئا إلا محاربة حزب العمل الأصلى فى القضاء ، أو من خلال الاعلام المشبوه . ولكن لايقومون بأى عمل سياسى إيجابى لترويج أنفسهم أو أفكارهم المفترضة .
ونقول للمحكمة أن اسم حزب العمل الجديد هو اقتراح من المستشار محمد ممتاز متولى رئيس المجلس الأعلى للقضاء حاليا ، فعندما كان رئيسا للجنة الأحزاب قابله رئيس حزب العمل مرارا لبحث مسألة التنازع المزعوم على رئاسة الحزب . اقترح المستشار ممتاز تأسيس حزب جديد باسم حزب العمل الجديد للخلاص من هذه المشكلة . وقال له مجدى حسين : سنأخذ برأيك ولكن سترى أن الأجهزة لن تتركنا فى حالنا فهى التى وراء هذا التنازع المفتعل . فقال المستشار ممتاز : لا تسبق الأحداث !!
وفى النهاية نقول للجالسين فى هذه الغرفة السوداء سواء أكانت فى حدائق القبة أو مدينة نصر أو أى مكان . أنتم حمقى ولاتتعلمون ولاتخشون الله . نحن فريق استشهادى ولايهمنا كل هذه الأفاعيل فى شىء ولكننا مضطرون فقط لشرحها للجمهور حتى يكون على بينة . نحن لن نغير مواقفنا بسبب هذه الحماقات والمضايقات . وأعلنا مرارا استعدادنا لدخول السجون من جديد. ونحن لن نهرب ولن نغير عناوينا ولن نغادر البلاد . وإذا لم نستطع دفع الغرامات تعالوا وخذوا عفش بيوتنا ، كما حدث بالفعل أيام المخلوع حيث جاء المحضر ودخل بيت مجدى حسين بحثا عن الأجهزة الكهربائية إعدادا للمزاد . فطرده مجدى حسين وقال له : إذهب واعلن عن موعد المزاد ولكن لن تفتش البيت وذهب ولم يعد حتى الآن !
نحن نستهدف بالتأكيد التمثيل الكبير والمؤثر فى البرلمان القادم ، ولكن إذا لم يساندنا الشعب من الآن ويقتنع بما نطرحه من آفاق للاستقلال والتنمية والعدالة الاجتماعية من منظور اسلامى. وإذا لم يحدث ذلك بالمعدلات التى نأملها ، فهذا لن يحزننا . لأن معنى ذلك أن الشعب لم يقتنع بعد بضرورة التحرر من الهيمنة الأمريكية الصهيونية باعتبارها سبب البلاء الرئيسى . ونكون ببذلك قد أبلغنا رسالات ربنا من وجهة نظرنا بطبيعة الحال.