واصلت الصحف السعودية، اهتمامها بالأنباء التي تتحدث عن خطة للاحتلال ألامريكي لتقسيم العراق معتبرة التقسيم "خطا أحمر" وسيؤدي إلى فوضي إقليمية. وقالت صحيفة (المدينة)، التي تصدر في جدة، في افتتاحيتها بعنوان ( التقسيم خط أحمر)، إن " الحديث الجار حاليا في أروقة الكونجرس عن تقسيم العراق إلى ثلاث مناطق، شيعية وسنية وكردية، يحمل في طياته مخاطر حقيقية بما يمكن أن يؤدي إليه إذا ما طبق فعليا من فوضى إقليمية وتهديد لدول الجوار، وعلى الأخص تركيا التي تعارض قيام دولة كردية على حدودها". وأضافت " إن تبني أعضاء بارزين في الكونجرس لسيناريو التقسيم بحجة وقف حمام الدم، يعكس سياسة أمريكية تجد قبولا من قبل جماعات سياسية وحزبية عراقية معروفة... ويعتبر في الوقت ذاته تكريسا لخطط المحافظين الجدد التي تشكل الفوضى الخلاقة ركنًا أساس فيها". ودعت الصحيفة لجنة الدراسات العراقية، التي سبق وأن شكلها الكونجرس برئاسة وزير الخارجية الأسبق جيمس بيكر، أن "تلقي بثقلها في اتجاه الحيلولة دون إقرار التقسيم، الذي وصفه بيكر بأنه خط أحمر... سيؤدي تجاوزه إلى عواقب وخيمة"، وحثت الجامعة العربية على " القيام بدور يتسم بالفاعلية والتأثير، ويصب في اتجاه الحفاظ على وحدة العراق بعيدا عن سيناريو التقسيم". من جهتها، قالت صحيفة ( الرياض)، تحت عنوان ( العراق.. بين التقسيم وتدخل الجيران!!)، إن "ضعف العراق الحالي قد يجعل نواة استقلال الشمال الكردي عن دولة المركز في بغداد مدعاة لأن تشكل بداية الكيان الكردي الأكبر، مما يعني اقتطاع جزء كبير من أراضيها لإلحاقها بهذا الكيان الناشئ". وتساءلت الصحيفة "هل بدأ تقسيم العراق فعليا، وما هي توابع هذا التقسيم...؟.. وهل يصبح بؤرا تدفع بالعراقيين الآخرين إلى هز الكيانات المجاورة نتيجة فوضى التقسيم، وماذا عن مقدرة الدول المحيطة به في المحافظة على سلامتها إذا ما أصبح العراق نموذجا لحروب العصابات التي تديرها كل الفئات الفاقدة لكيان الوطن، خاصة حين تقول: عليَّ وعلى أعدائي...؟." وخبريا، تابعت صحف السعودية تداعيات تلك الأنباء، وتحت عنوانين لافتين في صحيفة (عكاظ)، التي تصدر في جدة، الأول يقفول ( انقسام في واشنطن حول المصالحة وخطط الانسحاب)... والثاني (الخارجية الأمريكية ترفض تقسيم العراق.. والكونجرس يصوت على الكانتونات)، قالت الصحيفة إن "مسؤولا رفيع المستوى في الخارجية الأمريكية قلل من أهمية القرار الذي يستعد مجلس الشيوخ الأمريكي للتصويت عليه هذا الإسبوع حول خطة لتقسيم العراق، وقال إن مثل هذا المشروع غير ملزم لأحد". وأضاف المسؤول للصحيفة "إن هناك اعتقادا بين عدد قليل من أعضاء الكونجرس بأن مثل هذا التقسيم هو الحل الوحيد لوقف أعمال العنف فى العراق، وأن تقسيم العراق إلى ثلاثة قطاعات سنية وشيعية وكردية هو أمر غير وارد على الإطلاق في أبعاد السياسة الأمريكية تجاه العراق".