فى ساعة مبكرة من صباح اليوم توجه بعض قيادات حزب العمل فى الغربية للانضمام لانتفاضة عمال شركة غزل المحلة لمساندة ومشاركة الآلاف الذين ضربوا أروع الأمثلة فى الصمود والإصرار على انتزاع حقوقهم بعد أن تجاهل جميع المسؤلين فى الدولة مناشدات العمال حيث أن المنظمين للاعتصام أبلغوا كل من يهمهم الأمر قبل اندلاع انتفاضتهم ب 25 يوم ولمّا لم يجدوا آذانا صاغية لم يكن أمامهم إلا أن يعلنوها مدوية معتصمون.. ولليوم الرابع على التوالى استمر موقف عمال المحلة الثابت على المطالبة بحقوقهم المسلوبة, حيث تعالت هتافات المعتصمين كعادة كل يوم ولم يقطع الهتاف إلا دقائق لتأدية صلاة الظهر أعقبها الدعاء على الظالمين وبعد الصلاة مباشرة دقت طبول الانتفاضة مرة أخرى وتعالت الأصوات ' واحد اتنين حسنى مبارك فين ' وأيضا الهتاف الذى أصبح شعار كل المصريين ' يا وريث قل لابوك كل الشعب بيكرهوك ' وفى لقاء مع بعض عمال الشركة الذين رفضو ذكر أسمائهم بسبب التواجد الأمنى المكثف وكالعادة يرتدون الملابس المدنية ، وقد قالوا : إن مطالبنا ليست صعبة أو مستحيلة بل هى مطالب عادية منها ربط الحافز الشهرى بالانتاج ، زيادة بدل الغذاء ، زيادة الأجور بما يتناسب مع ارتفاع الأسعار الجنونى ، حل مشكلة المواصلات للعاملين القادمين من الأرياف ، صرف بدل للسكن حيث أن البعض يسكنون فى مساكن بعقد محدد المدة الأمر الذى يجعلهم معرضون لزيادة الإيجار كل سنتين وإلا الطرد من السكن ، وقال عامل آخر إن الشركة يوجد بها مساكن بأسعار مخفضة لكنها توزع على أصحاب الحظوة والمحسوبية وجاء عامل آخر ليفجر قنبلة من العيار الثقيل حينما صرح بأن مستشفى الشركة تتاجر بالمرضى لحساب أطباء الشركة الذين يرفضون الكشف على المريض إلا بعد الذهاب إلى عيادته الخارجية فضلا عن المتاجرة فى الأدوية لحساب السوق السوداء على حساب صحة المريض ، وقد تسائل أحد العمال قائلا : هل يعلمون أن الشركة بهذا العصيان تخسر يوميا 18 مليون جنيه حيث العمل على ثلاث ورديات كل وردية 6 ملايين جنيه أى تستطيع الشركة حل كل مشكلات العمال بنصف وردية فضلا عن الأرباح التى صرح بها بعض المعتصمين بأنها تصل إلى 210 مليون جنيه سنويا والتى يسجلونها بالدفاتر ب170 مليون جنيه ويسأل العمال أين مصير باقى الأرباح ال 40 مليون جنيه وسأل أحد العمال يعمل فى الشركة منذ ثلاث سنوات أجره الأساسى 120جنيه يصل بعد الحوافز إلى 180 جنيه يقول : لدى ثلاث أولاد هل أستطيع أن أعيش بهذا المبلغ لمدة أسبوع ( بفول وطعمية ) وتساقطت دموعه مرددا حسبى الله ونعم الوكيل ، هذا وقد التقينا بأحد الذين تم الإفراج عنهم وهو الناشط محمد العطار أحد قيادات الانتفاضة حيث صرح بأن العمال لا خيار أمامهم سوى التصميم على الاستجابة لمطالبهم أو الاعتصام حتى الموت .
حصار أمنى ومنع دخول وجبات الإفطار
ومنذ ساعات الصباح الأولى وقد انتشرت سيارات قوات الأمن والعربات المصفحة ودوريات الشرطة فى ميدان الشون بالمحلة وفى الأماكن القريبة من الشركة، واشتد الحصار عقب الإفطار مباشرة حيث تم قطع الطرق فى منطقة السبع بنات وشارع الانتاج وميدان المحطة وأغلقوا الطرق المؤدية إلى الشركة تماما ، ومما يؤسف له أن قوات الأمن منعت دخول وجبات إفطار أعدها بعض المواطنين للمعتصمين.. وإلى كتابة هذا التقرير ما زال البعض ينتظر السماح له بالدخول إلى الشركة. وقد أبلغنا بعض العمال تخوفهم من أن يتم فض بالاعتصام بالقوة لذا أبلغونا بضرورة تضامن كل الشرفاء من أبناء مصر حتى لا ينفردوا بنا.