بعد مرور قطاع السياحة المصرى بعدة ضربات قاسية خلال الربع الأول من العام الجارى، بفعل التقلبات السياسية والإضرابات الأمنية، ودخول القطاع فى خريف غاضب، بسبب أزمات السولار، والكهرباء، إلا أن فتح الباب أمام السياحة الإيرانية، منح القطاع بارقة أمل بقرب حلول الربيع، رغم رفض التيار السلفى لها، ثم بسرعة ضاعت الفرضة بصدور قرار إيرانى بتجميد رحلاتها لمصر لمدة 45 يوماً. من جانبه عبر أحمد بلبع، رئيس لجنة السياحة بجمعية رجال الأعمال، عن تأييده القوى لعودة السياحة الإيرانية إلى جنوبسيناء، مع منحها التأشيرة داخل مطار شرم الشيخ، كما هو معمول مع باقى الجنسيات، مقللاً من تأثير الآراء الدينية المتشددة، لأن التأشيرة هنا تسرى جغرافياً على جنوبسيناء فقط، واصفاً السياحة الإيرانية بأنها تمثل أملاً لدى كثيرين فى الخروج، ولو بشكل مؤقت، من الوضع الحالى للقطاع. ورأى بلبع أن السائح الإيرانى، مثله كباقى السائحين من مختلف الجنسيات، الذين يتوافدون على مصر لزيارة المناطق السياحية والتاريخية، حيث يسهم توافد السائح الإيرانى فى رفع نسبة الإشغالات السياحية والفندقية فى المناطق التى يزورنها. وكشفت الإحصائيات الرسمية عن أن حركة السياحة انخفضت بنسبة 33.1٪ عن عام 2010، رغم أنها استطاعت فى عام 2012 تحقيق نتائج جيدة بزيادة 17.1٪ عن عام 2011، محققة 10 مليارات دولار. ودافع هشام زعزوع، وزير السياحة، عن السياحة الإيرانية، قائلاً إنها «ملف اقتصادى»، وإنه كوزير للسياحة يطرق كل الأبواب لاستعادة السياحة. وأوضح هشام على، رئيس جمعية مستثمرى شرم الشيخ، أن السياحة الإيرانية التى تضم ما سماه «السائح الطبيعى»، وليس أصحاب الشركات حالياً ما زال فى مرحلة حساب تكاليف البرامج والأماكن التى يمكن زيارتها فى ضوء جولة منظمى الرحلات فى مصر. ووصف نسبة الإشغالات الحالية فى شرم الشيخ 65٪ بسبب أعياد الربيع بأنها نسبة جيدة فى ظل الوضع الراهن. من جانبه، حذر أحمد شكرى، رئيس قطاع السياحة الدولية من عودة مشاهد العنف المصاحبة للاحتجاجات، مشيراً إلى مظاهرات السلفيين أمام مقر إقامة القائم بأعمال رعاية المصالح الإيرانية، وما حدث خلال فعاليات حركة 6 أبريل من عنف، وآثارها السلبية على تدفق حركة السياحة على المقصد المصرى، قائلاً إن بضاعة السياحة هى «بيع الإجازات»، موضحاً أن الإعلام الدولى ينقل تلك الأحداث، وبالتالى فإن هذه المشاهد تؤثر سلباً على جذب السائحين، مضيفاً الأخطر هو أن ندخل فى سياق المقاصد الممنوعة حين تحذر دول من سفر رعاياها إلى مصر.