مشكلات عديدة يعانيها سكان حى شرق قنا بمدينة قنا وسكان قرية (بركة) النموذجية بنجع حمادى، ربما لا تختلف كثيرا لكن سكانهما يتفقون على ضرورة فصلهما إداريا للحصول على الخدمات الأساسية. يقول محمد خلف حسين، مدرس، مشكلة أزمة مياه الشرب لا تزال قائمة رغم تصريحات المسئولين مع قدوم فصل الصيف، فنحن نحصل على المياه باستخدام مواتير المياه، إلى جانب مشكلة المواصلات وتحكم سائقى السرفيس والتاكسى ورفع الأجرة باستمرار. أما أميمة محمد فتضيف قائلة: مشكلة التعليم الأزهرى فى حى شرق مشكلة تحتاج إلى حل عاجل فلا يعقل أن يحرم حى شرق رغم أهميته وكثافته السكانية من معاهد أزهرية إعدادية وثانوية، خاصة أن فرع جامعة الأزهر يقع فى حى شرق!. أما محمود ضاحى، موظف بشركة الكراكات بقنا، فيقول: أقامت حكومة ثورة يوليو 1952 نحو 500 منزل جديد شرق مسجد سيدى عبد الرحيم، لتكون مساكن لإيواء منكوبى السيول آنذاك. وجاء هذا المسمى للمنطقة والذى لا يزال قائما نسبة إلى الشئون الاجتماعية التى تولت تنفيذ المشروع، وكانت القيمة الإيجارية للمنزل الواحد عشرة قروش شهريا، ومع التوسع العمرانى بالمنطقة نظرا إلى الكثافة السكانية المطردة، وخاصة مع إنشاء جامعة جنوب الوادى شرق قنا ومنطقة التجنيد وعدد من المصالح الحكومية المختلفة.. انتشر العمران وبدأ الأهالى فى بناء منازل جديدة على الأراضى الفضاء المجاورة لمنازل الإيواء التى نفذتها الحكومة، وأصبحت مدينة جديدة شرق مدينة قنا تسمى الآن رسميا (مدينة سيدى عبد الرحيم)، وأصبحت الضرورة تقتضى تحويلها إلى حى جديد منفصل عن الوحدة المحلية لمركز ومدينة قنا، تتوافر فيه كل مقومات الأحياء الجديدة، وذلك بإنشاء قسم شرطة ثان ووحدة محلية جديدة مستقلة لخدمة الحى الجديد ولرفع الأعباء عن الوحدة المحلية لمركز ومدينة قنا. فى عهد اللواء صفوت شاكر-محافظ قنا السابق- قررت محافظة قنا بيع المنازل للمستأجرين المقيمين بها، وبالفعل تسلم أصحاب المنازل عقود التمليك. وجاء اللواء عادل لبيب، وتمت الموافقة على أن تحصر المحافظة وأملاك قنا المنازل المقامة على الأراضى الفضاء والمتخللات تمهيدا لبيعها لواضعى اليد المقيمين بها ب250 جنيها للمتر، وبالتقسيط على 10سنوات بفائدة قدرها 3%. غير أن عددا كبيرا منهم لم يتمكن من شراء المنزل رغم تقدمهم بطلبات الشراء كونهم واضعى يد، وتقدموا بالعديد من الشكاوى للمسئولين الذين طالبوهم بطلبات جديدة، ولكن طبقا للقانون رقم 48 لسنة 2006 وقرار مجلس الوزراء رقم 2041 لسنة 2006 وأكدوا أن ذلك ظلم، وطالبوا بالشراء أسوة بغيرهم. وإذا تركنا حى شرق قنا وتوجهنا إلى قرية بركة النموذجية بنجع حمادى، نجد المشكلات لا تختلف كثيرا عن مشكلات حى شرق؛ فقد حكى لنا أهالى قرية بركة النموذجية بداية إنشاء القرية، وأكدوا أن قريتهم تعد أول قرية بديلة بالظهير الصحراوى فى مصر، ورغم ذلك لا تجد أدنى اهتمام من المسئولين. وتقع على بعد 15 كيلومترا من مدينة نجع حمادى فى صحراء (هو) بجوار مدينة الألومنيوم. أنشأتها الجمعية التعاونية لإسكان العاملين بمجمع الألومنيوم بغرض السكن والإقامة للعاملين بالمجمع بعد إحالتهم إلى سن التقاعد (المعاش) وبأقساط ميسرة ومبان فاخرة تسمى (وحدات سكنية) وبمساحات مختلفة، وطبقا لنموذج بناء موحد للحفاظ على مظهر وجمال القرية. وكان من المفترض أن تفتخر حكوماتنا بهذه القرية النموذجية وأن تنفذ التجربة وتعممها على مستوى الجمهورية، لكن مع الأسف الشديد تركتها للإهمال. يقول الشيخ رمضان ضمرانى، إمام وخطيب مسجد قرية بركة، تم تسليم وحدات المرحلة الأولى للحاجزين فى منتصف التسعينيات وتوالت الإنشاءات بالقرية حتى أصبح عدد الوحدات بالقرية حتى الآن 1700 وحدة سكنية، المسكون منها (700 وحدة بنظام المنازل، و144 وحدة بنظام الشقق السكنية). وأضاف: وصل متوسط الإقامة بالوحدات (نظام المنازل) إلى نحو 3 أسر؛ فيضطر أولياء الأمور فى ظل الوضع الاقتصادى الحالى إلى تزويج أبنائهم فى الوحدات نفسها، وأصبح عدد السكان فى تزايد مستمر، وأصبحت الحاجة إلى الخدمات الأساسية أمرا حتميا. ويضيف المهندس عاصم سيد قائلا: تخيل أنك تعيش فى قرية بركة النموذجية ولا تجد صندوق قمامة واحد بها! واضطر إلى حمل أكياس القمامة فى سيارتى لإلقائها بصناديق القمامة الموجودة بمدينة الألومنيوم حيث مقر عملى. أما محمود قرشى بدوى، من شباب القرية فقال: أتمنى أن تنظر الحكومة إلى قريتنا نظرة إعجاب واحترام وتقدير وتوفر لنا الخدمات الأساسية التى نحتاجها يوميا مثل رغيف الخبز؛ إذ توجد بالقرية فرن خبز وحيدة وحصتها من الدقيق كما هى منذ إنشاء القرية فى منتصف التسعينيات، فنذهب إلى مجمع الألومنيوم لشراء الخبز. وقال لنا إبراهيم محمد، موظف بشركة النيل للرصف وهو من سكان القرية؛ محطة الغاز الطبيعى الرئيسية التى تغذى مجمع الألومنيوم ونجع حمادى موجودة بقريتنا ومع الأسف لم تدرج القرية فى الخطة حتى الآن، كما أن المحطة الرئيسية لمشروع الصرف الصحى بنجع حمادى توجد بالقرية، ومع ذلك محرومون من خدماتهم. قيصر محمد السيد، مدرس ومقيم بالقرية، أكد أهمية إنشاء وحدة محلية مستقلة بالقرية، فضلا عن الوحدة المحلية لقرية (هو) حتى تستفيد القرية من الخدمات. وأضاف أمين فوزى قائلا: لدينا وحدة صحية على مستوى راق فى التصميم، لكنها بدون طبيب وبدون وحدة إسعاف! لذلك فإننا نطالب بسرعة الاهتمام بالوحدة الصحية بالقرية وتطويرها بما يتناسب ومكانتها وأهميتها وإنشاء وحدة إسعاف بداخلها حتى نطمئن لوجود عربة الإسعاف.