زحمة وفوضى واضطراب مرورى ومشاجرات بين السائقين وضحايا تحت عجلات القطار.. سيناريو بسيط لما يحدث يوميا على مزلقان «أبو حسين» بمدخل مدينة الزقازيق، الذى يربط محافظة الشرقية بمحافظات القاهرة والدقهلية والغربية. فلا يمر يوم إلا ويسمع أهالى الشرقية بمشاجرة أو سقوط قتيل أو حادث تصادم على مزلقان أبو حسين بجوار قرية شريدة بالزقازيق. وذلك نتيجة الفوضى والزحام المرورى اللذين يسيطران على هذا المزلقان. كاميرا «الشعب» نزلت إلى المنطقة لرصد معاناة أهلها الذين أكدوا أن صوتهم قد بح من التنبيه على ضرورة الانتهاء من صيانة هذا المزلقان، التى تتم منذ أكثر من عام ونصف العام، ما يسبب أزمة مرورية قاتلة فيتأخر الموظفون والعمال عن الانضباط فى مواعيد عملهم، فضلا عن تأخر الطلاب عن محاضراتهم. فهذا طريقهم الوحيد إلى جامعة الزقازيق. وعبّر خالد محمود، سائق تاكسى، عن حجم المعاناة التى يعيشها بسبب مشكلة المزلقان بقوله: (حرام الزحمة اللى من غير سبب.. العربيات بتمشى على حديد القضبان من غير أى وسائل أمان لا للمارة ولا للسيارات لدرجة إنها بتكسر عفشة السيارات وهو ده سبب أساسى فى الزحمة الرهيبة عند الموقف). مضيفا: (أوقات كتير لا أخرج للشغل لما أفتكر حجم المعاناة لإهمال هذا المزلقان بالتحديد). وقال سمير أحمد طه، صاحب كافتيريا بجوار المزلقان؛ إن أعمال الصيانة فى المزلقان بدأت قبل الثورة ولم تنته حتى الآن، ما يتسبب فى أزمات مرورية قاتلة، فضلا عن الكثير من الحوادث. مطالبا بإقامة جسر علوى فى هذا المكان لحل المشكلة وتوفير أعمال الصيانة المتكررة للمزلقان. وأضاف رضا دسوقى، موظف بكلية الهندسة - جامعة الزقازيق، أن المزلقان يغلق بسلسلة ضعيفة جدا يسهل اختراقها، ولا يلاحظها المارة بوضوح، فتحدث الأزمة المرورية المتكررة والشلل التام فى حركة السير فى كل الاتجاهات وتكرار الحوادث، خاصة مع عدم وجود شرطة المرور فى المكان، وضعف وندرة الإشارات المرورية. من جانبه كشف مصدر مسئول بمحافظة الشرقية عن أن المستشار حسن النجار كان قد شكّل لجنة لرفع واقع المزلقانات -التى يبلغ عددها 105مزلقانات- إليه، وكلف جميع رؤساء المراكز والمدن بمعرفة معوقات ومقترحات تطويرها. لافتا إلى أنه تم الانتهاء من أعمال الصيانة فى عدد من المزلقانات، والعمل جار فيما يقرب من 35 مزلقانا ويتم إدراج الباقى فى خطة التطوير تباعا طبقا لما يمثل أولوية ونقطة حرجة. وأكد دكتور أشرف الشحات، مسئول لجنة الطرق والمواصلات بحزب الحرية والعدالة بالشرقية، أن مزلقان أبو حسين دخل فعلا ضمن المزلقانات المنتظر تطويرها، بل بدأ تطويره بالفعل. مشيرا إلى أن المسئول عن تطوير المزلقان هى شركة النيل التى انتهت من عملها بالفعل وهو إنشاء الجزء الخرسانى، والجهة الثانية هى هيئة السكة الحديدية التى من المفترض أن تبدأ بالتعاون مع المرور. وصرح مصدر مسئول بهيئة السكة الحديد بالشرقية -رفض ذكر اسمه- أن مزلقان أبو حسين يعتبر الأهم فى الشرقية؛ إذ إنه يقع فى مكان حيوى على حدود المحافظة. لافتا إلى أن مشكلة إصلاح المزلقان تتعلق بالمرور لأن هيئة السكة الحديد لا تستطيع العمل وحدها فى إصلاح المزلقان دون مساعدة المرور؛ فأعمال الصيانة والإصلاح بالمزلقان تحتاج إلى إيقاف الطريق فترة من الوقت حتى يتمكن العاملون من إعادة هيكلته. مضيفا: «كلما حاولت السكة الحديد إصلاح إحدى جهات المزلقان.. أفسدت السيارات ما أصلحناه. فنحن نحتاج إلى فترة من الوقت حتى نستطيع إكمال أعمال الصيانة».