الخبراء يتوقعون صيفًا أكثر سخونة.. وترشيد الاستهلاك هو الحل السريع توقف ضخ الغاز يُخرج محطات من الخدمة مع زيادة الأحمال المحطات النووية والتنوع فى استخدام الطاقة من الحلول جذرية للأزمة فى محاولات للتغلب على مشكلات نقص الوقود وتوقف محطات الكهرباء، تقطع شركة الكهرباء التيار الكهربائى بالتناوب عن بعض الأماكن لتخفيف الأحمال عن الشبكة ولمواجهة مشكلة نقص السولار التى تسببت بخروج 6 محطات لإنتاج الكهرباء من الخدمة؛ ما أفقد الشبكة القومية للكهرباء نحو 2350 ميجاوات من قدراتها فى يومين على مستوى الجمهورية، حسب ما جاء فى تقرير رصده مركز التحكم القومى فى الشبكة القومية للكهرباء؛ الأمر الذى دعا إلى ضرورة البحث عن حلول بديلة للطاقة وترشيد الاستهلاك، ومشاركة المواطن فى حل هذه الأزمة مؤقتا للتغلب على أزمة نقص الوقود اللازم لتشغيل مولدات الطاقة حتى نعبر إلى بر الأمان، خاصة ونحن على أعتاب فصل الصيف الذى تزيد فيه الأحمال. نقص الوقود وصف د. أكثم أبو العلا، المتحدث الإعلامى باسم وزارة الكهرباء والطاقة ووكيل أول الوزارة؛ المشكلة التى تعانيها محطات توليد الكهرباء فى مصر على مستوى الجمهورية، بأنها مشكلة خارجة عن الإرادة؛ إذ تكمن فى نقص توفير الوقود وعدم توفير السيولة حسب ما أكدته وزارة البترول، فى بيان رسمى لها؛ فالمشكلة مشكلة طاقة؛ لأن معظم محطات الكهرباء تعمل بالغاز والسولار، ونقصهما أخرج بعض المحطات بين الحين والآخر من الخدمة، كمحطات شمال القاهرة، والكريمات، وجنوبالقاهرة، والشباب بالإسماعيلية، و6 أكتوبر، ودمياط، فينقص إنتاج الكهرباء. وأضاف د. أكثم أن مشكلة نقص الوقود جاءت فى وقت تزيد فيه الأحمال على الشبكة؛ إذ زاد عدد التكييفات فى مصر ليصل إلى 700 ألف تكييف، غير السرقات فى المناطق العشوائية، وسوء الاستخدام الناتج من سلوكيات المواطنين الخاطئة، الذين يقع عليهم العبء الأكبر فى الخروج من الأزمة. توقف ضخ الغاز وأكد مختار جمعة المهندس بشركة الكريمات، أن سبب توقف محطة الكريمات هو توقف ضخ الغاز، وهذا هو السبب الأساسى وراء الأزمة وتوقف المحطات، «خاصة ونحن فى وقت نعانى فيه من زيادة الأحمال وعجز فى إنتاج الكهرباء مع التوسع الكبير فى البناء وزيادة الأجهزة الكهربائية، خاصة أن التكييفات زادت الأحمال؛ فعلى مستوى الجمهورية، إذا شُغّلت كافة المحطات سوف يكون عندنا عجز بنحو 5000 ميجاوات». الصيانة كما أكد عدد من مهندسى محطات توليد الكهرباء أن هناك نقصا شديدا فى ضخ الغاز يجبر المسئولين فى غرفة التحكم المركزية على قطع التيار باستمرار عن المواطنين، فى محاولة لتخفيف الأحمال لتوفير الوقود فى أوقات الذروة، بالإضافة إلى وجود إهمال شديد وبطء فى صيانة الوحدات والمحطات، خاصة التى تقف لأغراض الصيانة، كمحطة التبين التى احترقت فى عيد الأضحى الماضى ولم تنته الشركة من صيانتها حتى الآن، وكذلك فى طلخا خرجت محطة 210 لأسباب الصيانة ولم تدخل أيضا الخدمة، وجرى تحميل العمل على محطة أخرى 210 أيضا تعمل على مدار 24 ساعة منتظَرٌ أن تخرج من الخدمة فى أية لحظة، وذلك لزيادة الحمل عليها. ناهيك عن أن الشركة تنشئ محطات جديدة لمواكبة زيادة الأحمال، إلا أنها لم تدخل الخدمة حتى الآن، كمحطة شمال الجيزة. وأوضح المهندسون أنه من الضرورى، لمواجهة هذا الصيف الذى من المتوقع أن يكون مظلما بنسبة 90% على حد قولهم؛ البدء العاجل فى صيانة الوحدات المتوقفة، وعلى رأسها الوحدات المتوقفة بمحطة النوبارية التى يبلغ عددها 6 بقدرة 750 ميجاوات، بالإضافة إلى وحدتين بمحطة كهرباء الشباب بالإسماعيلية بقدرة 250 ميجاوات، ومحطتى طلخا وشمال الجيزة. ترشيد النفقات وأشار أسامة عفيفى، المهندس بشركة كهرباء جنوب الدلتا، إلى أنه «على شركة الكهرباء العبء الأكبر فى حل هذه الأزمة؛ وذلك بترشيد نفقاتها وتوجيه جزء من ميزانية الشركة لصيانة المعدات وتوفير الوقود الركن الأساسى لتشغيل المحطات وإنتاج الكهرباء؛ فهناك كثير من الأموال المهدرة داخل الشركة، أو تُصرَف فى أوجه ثانوية يمكن الاستغناء عنها فى الوقت الراهن. وإذا كنا نتكلم عن توفير السيولة لشراء الوقود فعلى الشركة مراجعة ميزانيتها وتوفير ما يتم به ضخ الغاز». المحطات النووية وترى د. أهداب المرشدى، الأستاذة بقسم الكهرباء بكلية الهندسة - جامعة الإسكندرية؛ أن «الصيف القادم سوف يكون أكثر سخونة فى ظل هذه الأزمة، فيجب ترشيد الاستهلاك حلا مؤقتا وسريعا، كما على المسئولين بوزارة الكهرباء ضرورة الإسراع بتنفيذ المحطات النووية فى أقصى سرعة؛ حتى تحل محل المحطات الموجودة الآن التى تعمل بالوقود وتسببت بما نحن فيه الآن؛ فمن المتوقع تكرار انقطاع الكهرباء فى الصيف إلى حد يصل إلى أربع ساعات يوميا». وأضافت د. أهداب: «ويجب عمل برامج توعية من قبل الوزارة. وهنا يأتى دور الإعلام فى توعية الناس بضرورة وكيفية ترشيد استهلاك الكهرباء، خاصة فى وقت الذروة». توليفة من الطاقة كما أكد د. مجدى مطاوع، الباحث بمعهد بحوث البترول، أنه لا مفر من إيجاد حلول بديلة عن السولار والغاز؛ وذلك من خلال عمل توليفة من الطاقة، والتنوع فى استخدامات الطاقة؛ فمثلا يجب عمل محطات تعتمد على الغاز وأخرى على السولار وثالثة على طاقة الرياح ورابعة على المياه، كمحطات توليد السد العالى، وخامسة تعمل بالفحم؛ فهناك عودة إلى الفحم فى جميع دول العالم لتوفير الطاقة، خاصة فى مجال الكهرباء. وأشهر مثال على ذلك إنجلترا. خطة للترشيد وأفصح د. أكثم أبو العلا عن خطة تسعى وزارة الكهرباء إلى تنفيذها لترشيد الاستهلاك تقوم على أربعة محاور أساسية، تُعَد الحل الوحيد أمام الوزارة لمواجهة هذا الصيف، موضحا أن المحور الأول هو الاتفاق مع رؤساء الصناعات كثيفة الاستهلاك للطاقة بترحيل الأعمال غير الضرورية خارج أوقات الذروة. أما المحور الثانى فهو إبرام اتفاقية تعاون مع وزارة الأوقاف لاستبدال جميع مصابيح موفرة للطاقة مكان مصابيح دور العبادة، وكذلك مع المحليات؛ إذ إنه من المقرر استبدال مصابيح موفرة للطاقة مكان مصابيح عواميد الإنارة وتطبيق فكرة إنارة عمود وإغلاق آخر. وأشار المتحدث باسم الكهرباء إلى أن المحور الثالث هو عقد دورات تدريبية فى جميع المؤسسات الحكومية لتوعية المواطنين بأهمية وكيفية ترشيد الاستهلاك، على أن يكون داخل كل مؤسسة حكومية مندوب من الكهرباء للتوعية باستمرار بأهمية الترشيد. أما المحور الأخير فهو تدشين حملات إعلامية مكثفة فى جميع وسائل الإعلام لحث المواطنين على ترشيد الاستهلاك. وأضاف المهندس مختار جمعة أن ائتلاف العاملين بمحطات توليد الكهرباء وضعوا خطة لترشيد الاستهلاك، محورها الأساسى هو المواطن الذى يجب أن يكون له دور فعال فى هذه المرحلة، فيمكن إغلاق كافة الأنوار فى المنزل والجلوس فى غرفة واحدة فقط، وإشعال مروحة بدلا من جهاز التكييف، أو إشعال التكييف فترة ثم غلقه، واستبدال سخانات الغاز مكان الكهرباء والأفران الغازية مكان الكهربائية وغيرها من الأساليب التى يمكن تنفيذها لترشيد الاستهلاك.